* س: - غموض اكتنف حياتي إن لم يكن يكتنف حياة كثيرين غيري بسبب تربية أو فهم أو رأي أو خبر أشياء كثيرة حصلت مني على آخرين حسدت بعضهم ظلمته، جعلت غيري في الواجهة سديت الطريق على بعض الناس استغليت غيري، وبحكم هذا، وبحكم مهاراتي التي لم أوظفها كلها (لله) اغتنيت وتصدرت مجال التجارة فجأة صحوت، أو هكذا إحساس داخلي أنني في حياتي لست أستحق هذا الفوز لولا ما ذكرت هناك من هو أجل مني. هناك من هو أتقى مني. هناك من هو أصلح وأقوى. لكنني فزت بدهاء وصمت وتلبس الجد وتلبس المركزية والمصيبة ممن ضحيت به. ووالله إن بعضهم يزورني بل هو صديقي لا يعلم ماذا فعلت له، وفعلت به إلا ثلاثة يعلمون هذا لكنهم ساكتون.. خوفاً.. بحكم صلتي الثقيلة جدا (بذوي القرار) من أصحاب الشركات العالمية المهمة في مجال تجارتنا معاً. سبحان الله لا تصدق كنت أغمض عيني (التجارة شطارة) وأحلل على فهم خاص وأسير سيداً بعلل خاصة لم أدرك خلل ما أنا عليه، إلا بعد أمراض كلها تُشير: النذير النذير. تب. أعد الحق أعد الحقوق. راجع الله راجعه. إي والله هكذا يوحى إلي دائما خاصة قبل النوم أو إذا جلست في مكتبي بمفردي. ما هذا إي والله، صحوت لكن بعد حياة حافلة بالكفاح وخدمة في التجارة (65) عاما وقراءة وتعب وحذر ومكر كثير وضحايا كنت أعلل نجاحي بروزي تفردي بعلل عصامية ذكية داهية، لكن يا شيخ لا فاتق الله ففي اتقه حياة خليط وان بدأت من قديم صاحب عبادة وصدقة وصلة ونخوة لكن لا لا خليط في خليط إن أردت الحق، وهناك من هو أجدر مني وأحق..؟ أ. أ. أ. خ.. مصر * ج: - وصغت قصتك الطويلة ص (44) بهذه الأسطر وأثبت أشياء من كلامك تنبي عن حرارة اليقظة وعزمة النجاة وروعة الصدق. أنت صادق طيب القلب ذو أصل جيد ينزع إلى المثالية.. وذو حساسية متزنة تتراوح بين الظهور حينا والخفا حينا آخر، وأنت يبدو لي عشت فقيراً أو من أسرة فقيرة فعلمتك الحياة بصورة أكثر مما علمك دينك، وإن كنت مسلماً عابداً باراً واصلاً ذا نخوة. لأنك من نوع فعلاً غامض حتى على نفسه، فأنت تسير وتكسب وتغدو وتروح، لكن في داخلك شيء عجيب أنت لم تعه، وإن كنت تظن أنك تعيه أنت لم تفطن إليه أبداً، وان كنت تظن أنك فطنت وتفطن اليه ذلك هو حب (التفرد) عن طريق (مركزية العمل) مهما ضحيت في سبيل ذلك، وان ادعيت أنك ذو قراءة وفهم وإدراك. فقصاراك مجد التجارة مجداً يجعلك كعبة يزورها التجار رهبة ورغبة، وأنت قد فطنت لهذا بحس يقيني صادق لكن بعد أن أثقلت كاهلك بحياة كما تقول: (خليط) وبعد نصف قرن بل يزيد ما هذا..؟ إنه وعي، لكنه وعي شائن لأنه يدخل تحت دائرة الندم فقط. فخذ مثلاً من يظن العودة إلى الله بالتوبة. ومن يظن العودة إلى الله بالصدقة. ومن يظن العودة إلى الله بالعمرة. ومن يظن العودة إلى الله بكفارات مادية. ومن يظن العودة إلى الله بالتواضع. ومن يظن العودة إلى الله بكثرة العبادة. ومن يظن العودة إلى الله بكثرة العمرة. ومن يظن العودة إلى الله بالحرص على الخير. وهذا جيد في ميزان الأخلاق والقيم، لكنه ليس كذلك في ميزان الله ليس كذلك. فالندم في موضعه جليل خطير كريم لكنه ندم وندم. ندم أخلاقي محمود يغير السبيل ويصفي النظرة ويجلب التواضع والتوبة. وندم ليس كل ندم، ندم التوبة المقرونة بوعي الذنب ووعي نوع الذنب هكذا. فهناك ذنوب يكفي فيها: الاستغفار. وهناك ذنوب يكفي فيها: الندم والكف. وهناك ذنوب يكفي فيها: صلة الرحم. وهناك ذنوب يكفي فيها: الجبر عبادةً. وهناك ذنوب يكفي فيها: الإقلاع أبداً. لكن هناك ( ذنوب) يصعب على صاحبها التوبة فتحتال عليه نفسه، حتى وان كان قارئاً ومدركاً ومجرباً تحتال عليه بمثل الصدقة.. الندم.. العمرة فيقع بعلم أو بجهل (بخطأ مركب) ويقع في طريق قد يجره إلى تكرار الذنب، ما دام سبيل التوبة هكذا لكن كلا. فهناك: (ذنوب) قد تذهب بمال المذنب لو صحا حقاً. وهناك ذنوب قد تذهب بجاهه. وهناك ذنوب قد تذهب بما بين يديه. خذ مثلاً يا أخ أ. أ. أ. ج من كان سبباً في تعطيل آخر من الحياة بصورة ما أو كان سببا في ضياعه أو كان سبباً في خسارته كحالتك أو كان سبباً في مرضه أبداً كحالتك أو كان سبباً في (خوفه) كحالتك. أو كان سبباً في تشويه سمعته. أو كان سبباً في: موته. أو كان سبباً في: إذائه أبداً. تأمل هذا تصوره تحقق منه من منطلق التجرد ومنطلق الحق والعدل والرحمة، وتأمله وتصوره وتحقق منه من منطلق النزاهة والخوف من الله. لا جرم كيف أجبني أنت كيف تكون التوبة؟ صعبة أليس كذلك..؟ ها هنا تكون (محطة العبور) لا الصدقة ولا العمرة ولا كثرة الصلة والندم والاسف ورحمة وعطف المضيوم. فأنت يا أخ أ. أ. أ. ح تريد مني النجاة تريد مني ما تريده من ناصح صادق يحب لمثلك أن يكون على حالة طاهرة نزيهة واضحة وليذهب كل شيء. هذا ما تريده. فانظر حياتك صادقاً واعياً بعيدا عن: خطرات الهوى ودس النفس، وغرور الحياة فصنفها صنف الأخطاء والذنوب لا خلال (65) عاما فقط بل كل حياتك ولا تنصت إلى (شيطان) الهمز فتقول أخذت حقي نلت مرادي، لولا هذا ما تم ذاك، كلا فقد عرفت فالزم، لكنه لزوم من عرف الحق ثقيلاً فطابت نفسه الخيرة الكريمة بنجاتها، والنوم حينئذ بقرة عين تراها حقيقة رؤية حسية، وتراها حقيقة في صباحك ومساك. فهنا إذاً تكون حالتك. وكم آمل المبادرة إلى هذا، هذه هي تقواي فيك.