حث مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين على التوبة ومحاسبة النفس والرجوع إلى الله تعالى واغتنام هذه الأيام وأخذ العبرة من مضي الأيام والشهور. حيث قال في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض اليوم: "أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى تمر بنا الأيام والشهور والأعوام ونحن في سباتنا غافلون.. أخي المسلم العمر مهما كان قصير أو طويل أنه أيام قصيرة وعمر قليل أيها المسلم خذ من مضي الأيام أو الليالي تبصرة وعظة، وأن مرور الأيام والليالي مراحل تقربك إلى الآخرة وكل يوم يمضي عليك لن يعود قربك من الآخرة وأبعدك من الدنيا منزلة أيها المسلم، خذ من انقضاء العام وانقضاء العمر ومن سرعة أيامها من الموت ومن تحول الدعوات إلى مجيء الآخرة وانقراض الدنيا وبين أن على المسلم أن يقف مع نفسه محاسبا ومناقشا هل كان في عامه هذا النعمة ويستقيم على هذا الحال أم هناك تقصير في الواجبات والفرائض وأسال الله التوفيق والسداد، مشيرا إلى أن الخطأ ممكن لكل منا لكن من رحمة الله بنا وفضله أن جعل التوبة ملجأ نلجأ إليه, أخي المسلم قف مع نفسك قليلا وحاسب نفسها فإنك أحرى بذلك وحابها في هذه الدنيا قبل أن تحاسب يوم القيامة أيها المسلم أن من نعم الله علينا أن شرع لنا التوبة وفتح لنا بابها وأرشدنا إلى أن نتوب إليه ونستغفره من سيئات أعمالنا وأقوالنا وبالتوبة نمحو ما مضى من ذنوبنا, أيها المسلم تعالى خص الأمة المحمدية بأن جعل التوبة لها ملجأ من الخطايا والسيئات وجعل توبتها ندما وإقلاع عن الذنب وندما على ما مضى وعزم صادق على ألا يعود توبة من كان قبلنا كان إذا أخطأ كتبت خطيئته على بابه فإذا تاب منها أمحيت خطيئته، وجعل الله توبة بني إسرائيل أن يقتل بعضهم بعضا أما هذه الأمة توبتها إقلاع عن الخطأ وندم عليه وعزم على صدق ألا يعود والله رحيم بعبادة وهذا من فضل الله تعالى, مبينا أن للتوبة فضائل عظيمة ومزايا كبيرة ومن فضائلها أن الله يحب التوابين, وأن الله وعد بقبولها لمن كانت توبته نصوحا, وأن التائب إلى الله ينال الفلاح والخير, وأنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار. وأضاف: "أيها المسلم التوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي لا يستثنى منها مطلقا بل كل الذنوب مهما كانت ومهما عظمت بالتوبة إلى الله تمحو كلها وتبدل السيئات إلى حسنات.. أخي المسلم عرض الله التوبة على كل الجرائم فعرضها على القائلين أن عيسى ابن الله وأن عيسى الله, وعرض التوبة على عباد الأوثان, وعرضها على المنافقين, وعرضها على قطاع الطريق, وعرضها على قاذف المحصنات بغير الحق, أيها المسلم تب إلى الله من سيئاتك وأعمالك القبيحة, وإن كنت من العاق بوالديه فاتق الله وتداركهما وتب إلى الله, وإن كنت قاطع لرحمك فاتق الله وصل رحمك, أخي المسلم وإن كنت من يتهاون في الصلاة فاتق الله وحافظ عليها وتب إلى الله, أخي المسلم إن كنت من أكل الأموال العامة وتعديت عليها فتب إلى الله التوبة النصوح وأرجع هذه الأموال إلى أبراء الذمة وتخلص من ذلك, أخي المسلم إن كنت من مَن تلوث فكرك بأفكار ضالة وإدعاءات مضللة والذين أفسدوا في الأرض تحت شعارات يظنون أنها تنفعهم وأنهم على طريق رشد والله يعلم ما في تلك الأعمال من الشر والبلاء فتب إلى الله واترك أتباعهم وانج بنفسك ومن تستطيع من إنقاذه من تلك المهالك الضالة, منوها بفضل شهر الله المحرم وهو أحد الأربعة الأشهر التي قال الله فيها أن عدة الشهور عن الله اثنى عشر شهرا في كتاب يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم, فشهر الله المحرم هو أول العام كما اتفق على ذلك الصحابة وفيه يوم عاشوراء والذي يوافق يوم الاثنين العشر من محرم, وفي صيام يوم عاشوراء فيه فضل عظيم.