اطلعت في هذه الصفحة في العدد رقم 11030 الصادر بتاريخ 6 شوال على مقال للأخ: صالح بن محمد العنزي بعنوان «وظفوا الأيتام» حيث ذكر فيه ضرورة توظيف الابناء الايتام في الجمعيات الخيرية للقضاء على البطالة وللإعتماد التام على أنفسهم فالجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة مدن وقرى بلادنا تضطلع وبكل أمانة بدور كبير في دعم ومساعدة كافة الفئات التي تندرج تحت مسمى «المحتاجين» من العجزة والأرامل والأيتام والفقراء وهي جهود بلاشك كبيرة وتمارسها من منطلق العمل الخيري العام الذي يفترض أن يكون عليه كل مسلم في مساعدة إخوانه الذين يحتاجون إلى المعونة والتبرع المادي والمعنوي، فتلك المساهمات الخيرية حتى وإن كانت صغيرة في شكلها فهي تعتبر دافعاً كبيراً لهذه الجهات للقيام بدورها المنوط بها على الوجه المطلوب وهي تحتاج دوماً وأبداً إلى مثل تلك المواقف المشرفة من أبناء الوطن، ولذا فإنني اؤيد كثيراً ما طرحه الأخ صالح في مقاله وأحب أن أضيف هنا نقاطاً هامة قد تخدم أعمال تلك الجمعيات وترفع قليلاً من حاجتها الماسة إلى التبرعات وذلك بأن تبحث لها عن دخل شهري أو سنوي جار يدر عليها مكاسب مادية من خلال الإستثمار في كافة القطاعات التجارية المسموح بها والإستفادة من تلك العوائد المجزية في القيام بعملها بكل نشاط وجاهزية وذلك عن طريق: 1- شراء الأراضي في المواقع التجارية والقيام ببنائها كمحلات تجارية وعمارات أو الوحدات السكنية وتأجيرها للراغبين من التجار ورجال الأعمال. 2- انشاء الحدائق الترفيهية وتأمينها بالألعاب المختلفة ثم القيام بتأجيرها للمستثمرين للإستفادة منها في صيانتها وتشغيلها على أن تحصل على عائد سنوي من ذلك. 3- انشاء مستوصف أهلي خاص وتأمينه بكافه الأجهزة الطبية والكوادر على أن يقوم بعلاج المحتاجين الذين يندرجون في قائمة مساعدات الجمعية بأسعار رمزية جداً. 4- إقامة دورات فنية في مجال الحاسب الآلي والخياطة والتطريز والسكرتارية للراغبين بذلك وبشهادات معتمدة رسمياً من الجهات الحكومية. وهناك الكثير من المشاريع التي تستطيع الجمعيات الخيرية استثمارها بشكل جيد وذلك بعد إقامة دراسة الجدوى الإقتصادية والمستقبليه لها، إيضاً نقطة هامة أحب أن اضيفها وهي ضرورة استغلال الأسر المحتاجه حتى تستقل بذاتها وتؤمن حاجياتها بنفسها من خلال ما يسمى«بالأسر المنتجة» وذلك بأن يتم تدريب النساء فيها من الراغبات بالعمل في مجال الخياطة والتطريز والتجميل والكوافير ثم مساعدتهن في افتتاح وإدارة المشاغل النسائية بأنفسهن بدلاً من تلك المشاغل المنتشرة في كل مكان وتدار بأيد أجنبية بالإضافة إلى إقامة المصانع الصغيرة التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير لإنتاج بعض المواد الغذائية كالحلويات والمخللات وقيام الجمعية بدور الموزع لبيعها للمحلات التجارية، وهناك مراكز الخدمات المكتبية النسائية التي يتم من خلالها طباعة المذكرات واللوازم المدرسية والبحوث وتغليفها بحيث تكون زبائنها من النساء، وذلك على غرار مقاهي الإنترنت والكوفي شوب النسائية، وقد تكون هناك العديد من الإقتراحات التي ربما تكون قد سقطت من ذاكرتي، ولكن الذي يريد أن يعمل بإخلاص وتفان فإن إبداعاته سيكون ليس لها حدود تقف عنده. محمد بن راكد العنزي / محرر بجريدة الجزيرة - محافظة طريف