أفاد شهود عيان ومصادر فلسطينية أن ناشطاً من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قتل وأصيب ستة فلسطينيين، «خلال عملية عسكرية واسعة النطاق»، قام بها الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين، قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية. وقالت المصادر إن «القتيل ويدعى طارق عبد ربه، المعروف بنشاطه مع حركة حماس في المدينة لقي مصرعه بنيران الجيش الإسرائيلي، عندما طوَّقت 15 دبابة وناقلة جنود بعض المباني وفتحت النار باتجاهها». وكان أكثر من 30 دبابة وآلية مدرعة إسرائيلية اجتاحت في وقت سابق المخيم تساندها طائرات مروحية.وذكرت المصادر أيضاً أن الجيش الإسرائيلي اعتقل ناشطا آخر من حركة الجهاد الإسلامي، يدعى فلاح مشارقة، خلال عملية الاجتياح. وفي غضون ذلك، توعَّدت حماس باستمرار المقاومة والجهاد في ذكرى تأسيسها منذ15 عاماً، فقد أحيا آلاف من أنصار حماس الذكرى لتأسيس الحركة، في مهرجان حاشد أقيم في جنوب قطاع غزة وسط توعَّد باستمرار المقاومة ضد الدولة العبرية. ولوَّح المشاركون في المهرجان الذي أقيم في إحد ساحات ملاعب كرة القدم في المدينة بأعلام الحركة الخضراء، ويافطات تدعو إلى «الجهاد والمقاومة»، وسار أكثر من مئة ملثم من عناصر الجناح العسكري (كتائب عز الدين القسام)، يتمنطقون أسلحة أتوماتيكية، وأخرى من نوع آر بي جي، «وقذائف القسام في استعراض عسكري»، ولف عدد آخر منهم أجسادهم بأحزمة ناسفة في إشارة إلى استعدادهم للقيام بعمليات انتحارية.وهتف المشاركون «الانتقام الانتقام يا كتائب القسام» كما حثوا الشباب الفلسطيني «على الاستعداد الكامل لمواصلة «درب الشهداء». يقول أحمد نمر أحد قياديي حماس في خان يونس إن الحركة تواصل في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها، حشد الشارع الفلسطيني في إطار التمسك بالمقاومة والانتفاضة، ورفض المحاولات الرامية إلى وقفها»، مضيفاً أنها «خيار الحركة الاستراتيجي والخيار الصحيح وأن شعبنا يرفض أي خيار آخر غيره». من جهة أخرى، أفاد مسؤول طبي الجمعة أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا خلال انفجار غامض وقع في منزل أحد أفراد حركة الجهاد الإسلامي في مخيم البريج جنوب مدينة غزة مؤكداً أن الفلسطيني الذي كان يعتقد أنه قتل مصاب فقط.وقال معاوية حسنين مدير عام الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة إنه «تم العثور على مواطن من عائلة شاهين تحت أنقاض المنزل الذي دمر بفعل انفجار غامض وقد أصيب بجروح فقط وكان يعتقد أنه شهيد». وأوضح أن الاثنين الآخرين وهما أحمد أبو شمالة وزهير حسين «أصيبا بجروح خطيرة جداً ونقلا إلى مستشفى الشفاء بغزة للعلاج».من ناحية أخرى، أوقف الجيش الإسرائيلي 14 ناشطاً فلسطينياً ليل الجمعة/السبت في الضفة الغربية بينهم 12 في منطقة رام الله.وأوضح ناطق باسم الجيش أول أمس الجمعة أن سبعة ناشطين بينهم عضو في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلاحقه إسرائيل، أوقفوا في بلدة بني زايد، بينما أوقف خمسة آخرون اثنان منهم من حركة فتح (بزعامة ياسر عرفات) في بيرزيت. وسبق الإعلان عن توقيف ناشط في حركة فتح في بيرزيت المجاورة لمدينة رام الله مساء الجمعة من مصادر أمنية فلسطينية. وأوقف ناشطان فلسطينان أيضاً في منطقة بيت لحم. على صعيد آخر، أبقت واشنطن بعض الغموض مساء الجمعة حول احتمال إقرار مشروع «خريطة الطريق» بشأن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية رسميا الاسبوع المقبل كما يطالب الاتحاد الأوروبي.وشددت وزارة الخارجية الأمريكية «لا يزال أمامنا اسبوع» للمناقشة قبل الاجتماع الوزاري للجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) في 20 كانون الأول/ديسمبر في واشنطن. وأضاف الناطق باسم الوزارة ريتشارد باوتشر «سنرى ما إذا كان بامكاننا إحراز تقدم بشأن خريطة الطريق أو بشأن نقاط أخرى، أينما استطعنا حتى لو كانت هناك انتخابات» في إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية في 28 كانون الثاني/يناير المقبل. وأكد باوتشر «هذا لا يعني أن ثمة تأخراً، هذا يعني أننا سنقيم الوضع بعد اسبوع». وأضاف أن المشاركين في هذا اللقاء الذي سيضم خصوصاً وزير الخارجية الأمريكي كولن باول والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا، سيلتقون على الأرجح الرئيس الأمريكي جورج بوش. ودعت القمة الأوروبية في كوبنهاغن الجمعة إلى اعتماد «خريطة الطريق» خلال هذا الاجتماع مؤكدة في بيان «أنها تولي هذه المسألة أولوية كبيرة».