القدس المحتلة - رويترز - اعتقلت القوات الاسرائيلية امس 14 فلسطينيا على الاقل في الضفة الغربية في حملة دهم جديدة بحثا عن ناشطين، فيما يتوقع ان تتوارى جهود السلام الدولية وسط تطورات اوسع نطاقا في الشرق الاوسط. واعلن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان 12 "ارهابيا مشتبها فيهم" اعتقلوا ليلا حول رام الله، مقر الرئيس ياسر عرفات، واثنين اخرين في منطقة بيت لحم. كما اعتقل هاني البرغوثي الناشط في "فتح" مساء اول من امس في بلدة بير زيت المحاذية لمدينة رام الله. وكان الجيش الاسرائيلي قتل اول من امس ناشطين في الضفة، احدهم المسؤول المحلي في "كتائب القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس طارق عبد ربه 23 عاما الذي قتل مساء في مخيم نور الشمس قرب طولكرم شمال الضفة حيث نفذ الجيش عملية توغل. واكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان العملية ما زالت متواصلة في مخيم نور الشمس، معتبرة انها "عملية روتينية". وفي قطاع غزة، افاد مسؤول طبي ان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا خلال انفجار غامض وقع في منزل احد افراد حركة "الجهاد الاسلامي" في مخيم البريج جنوب مدينة غزة، مؤكدا ان الفلسطيني الذي كان يعتقد انه قتل مصاب فقط. واضاف انه "تم العثور على مواطن من عائلة شاهين تحت انقاض المنزل الذي دمر بفعل انفجار غامض وقد اصيب بجروح فقط وكان يعتقد انه شهيد". في غضون ذلك، ابقت واشنطن بعض الغموض مساء اول من امس في شأن احتمال اقرار خطة "خريطة الطريق" رسميا الاسبوع المقبل، كما يطالب الاتحاد الاوروبي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتارد باوتشر انه "ما زال امامنا اسبوع" للمناقشة قبل الاجتماع الوزاري للجنة الرباعية الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في 20 كانون الاول ديسمبر في واشنطن. واضاف: "سنرى اذا كان بامكاننا احراز تقدم في شأن خريطة الطريق او نقاط اخرى، اينما استطعنا حتى لو كانت هناك انتخابات"، في اشارة الى الانتخابات الاسرائيلية في 28 كانون الثاني يناير المقبل. واكد: "هذا لا يعني ان ثمة تأخرا. هذا يعني اننا سنقوم الوضع بعد اسبوع"، مضيفا ان المشاركين في هذا اللقاء الذي سيضم خصوصا وزير الخارجية الاميركي كولن باول والامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا، سيلتقون على الارجح الرئيس جورج بوش. وكانت القمة الاوروبية في كوبنهاغن دعت اول من امس الى اعتماد "خريطة الطريق" خلال هذا الاجتماع، مؤكدة في بيان "انها تولي هذه المسألة اولوية كبيرة". ويختلف الفلسطينيون والاسرائيليون على اكثر النقاط أهمية وهي الى اي درجة يتعين ان تكون الخطة محددة في شأن التنفيذ. اما بالنسبة الى الخلافات على الجدول الزمني، فقال مسؤول في مكتب رئيس الورزاء الاسرائيلي ارييل شارون: "اوضحت واشنطن انه لن تطرح خطة نهائية قبل تولي الحكومة الجديدة السلطة". ويرى الفلسطينيون ان الولاياتالمتحدة تتصرف مجددا وكأنها حليف مخلص لاسرائيل. وقال وزير الحكم الفلسطيني الدكتور صائب عريقات: "وهذا يظهر ان السياسة الاميركية تتدخل فقط من أجل مصلحة شارون لا لمصلحة الشرق الاوسط". كما يعتقد كثيرون في المنطقة ان "خريطة الطريق" لن تؤدي الى شيء قبل تسوية الازمة العراقية. وقال مسؤول أمني اسرائيلي كبير ان واشنطن تمارس "ضغوط سلام" على اسرائيل قبيل الحرب المحتملة على العراق، مضيفا ان "حرب امريكا لن تكون محبوبة جدا في العالم العربي لذا فاننا نتوقع ان تبذل مزيدا من ضغوط السلام على اسرائيل لتلبية مطالب تفاوضية فلسطينية". ويبدو حاليا ان العلاقات الاسرائيلية -الاميركية في اقوى صورها.