ذات يوم جلست على شاطئ البحر.. أخذت أتأمل في عجائبه وأسراره.. أتأمل في اتساعه وسحره.. أتأمل كيف أن البشر قد اتخذوه صديقاً لهم يبثون همومهم وشكواهم إليه ويتقبلها هو بكل رحابة صدر.. وبينما أنا منهمك في تتبع أسرار البحر إذ به يخاطبني ويخبرني عن آخر مآسي مرتاديه.. يبوح لي عن معاناة أحد عشاق البحر والذي اسودت الحياة بوجهه واكتست الظلمة والوحشة دنياه.. لماذا القلوب تغيرت؟ لماذا البشر أصبحوا مزيفين؟! لماذا أصبحوا مخادعين لأنفسهم؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ ها هو البحر يحاصرني بأسئلة لا حصر لها وها هي انا ساكتة لا أعرف من الاجابة شيئا، يعاود البحر للتحدث بعد ان امطرني بأسئلته الغريبة عاد ليقول وكأنه يحاكمني للأسف تاهت المعاني السامية والأفئدة الصادقة لقد صورتم الإنسانية بأبشع صوره وأضعتم المبادئ والقيم ولوثتم الماضي فبأي ماض ستتذكركم الأجيال القادمة وبأي مجد ستتباهون به يا للعار.. يا للعار ما هذا؟!! ما الذي غيركم هكذا؟!! انتهت محادثته لي بعد ذلك ذهبت أركض.. اركض وبسرعة عالية لا أدري أين سأذهب ولكن يا للهول ها هي أمواجه تحاصرني حاولت الهروب بأية وسيلة ولكن للأسف باتت محاولتي بالفشل حينها لم أجد وسيلة فأغمضت عينيّ وصرخت باكية مستنجدة في آن واحد. صيفة فهد الحربي - الرياض *** الصداقة ذات مساء صيفي.. أحس بها وجداني فكانت كنسمة بارده تداعبني بلا استئذان فكان القرار متأخراً ولكنه كان على كل حال فكانت الخاطرة: فما زال للبحر بقية.. وللنبض حروف نقية.. اسكبها على فضاء.. ارحب كرحابة قلوبكم.. فيا ليت قلبي يبث لكم اشواقاً ندية.. وروحاً تنزف مشاعر.. فالصداقة هي اجمل هدية.. مادام في العمر امال واحلام وردية.. فهل تقبلون حروفي كعربون صداقة ابدية.. ام ارحل واجمع قصاصات اوراقي؟؟ وأدفنها ألماً ويأساً في أعماقي وموعداً جديداً للأحزان له باقٍ فهلا فتحتم نوافذكم للاشراق وواسيتم روحاً ألهبتها نار الفراق، فراق روح، وغربة قلم، ودمعة ألم، وومض أمل، تندر به حتى غلاة العشاق!! سلمان بن سليمان أبا الخيل *** أسيرة.. وغريبة أصبحت أعيش خلف قضبان الحزن والألم.. أعيش بين جدران اليأس والضياع.. بين جدران الوحدة والغربة.. وليس بيدي معول لأحطم به جدران غربتي وألمي لا أملك سوى معنى المسكينة لا أملك سوى صرخة مجهولة لم أعد أسمع سوى صدى صوتي أصبحت كطفلة وحيدة تجري خلف الأمل طفلة لم تفهم حتى الآن حقيقة هذه الحياة لم تفهم انها تعيش لتعاني تعيش لتشرب كأساً مليئاً من القهر والشقاء أصبحت أسيرة غريبة دوماً أصارع موجات من الأسئلة التي تعذبني وتزيد احزاني.. ابتسام العتيبي - الطائف *** تمرد قلم سأترك لقلمي العنان ليفصح عما بداخله قلمي هو ذلك الناسك الذي يقضي جُلَّ وقته متأملاً داخل صومعته، في تلك المحبرة، يتأمل هذا الكون الفسيح الذي لا قرار له، يتأمل من حوله، ويرقب عن كثب تباين أرقى الكائنات على الوجود. قلمي يناجيني، إني أسمع همساته.. يحدثني عن أناس عركوا الدهر، وتحنَّكوا بتجاربه.. وعمَّن جعلوا حياتهم كصفحة بالية في كتاب الدهر الغابر.. وعمَّن حولوا حياتهم من غدير عذب إلى مستنقع كدر.. ولكن تبقى الحياة.. كبقايا وشم في ظاهر اليد، يستحيل على المرء نكران ذاته أو الانفصام من شخصه. وفي لحظة.. بدا قلمي صامتاً واجماً.. تراءت لي بعض الجمل والعبارات قد تبعثرت ولم يستطع لملمتها. أخذته بين كفّيَّ لأحرر كلماته من قيدها. سألني.. عندما تسدل مسرحية ستارها على شخص كان بطلها وتعلن الأقدار نهايتها متى نصفق ونهتف جميعاً «نهاية سعيدة»؟! متى تكون قصة رائعة يشهد لها الجميع بالنجاح والتميز؟! قد يجد البعض سؤاله عارياً عن المنطق أو خياليا؟ ولكني أجده سؤالاً عميقاً وسط منظومة بنائنا العقلي! نورة عبدالعزيز *** الود لا يحصل على الود إلا من تدثر بالإخلاص رداءً.. ومن استطعم لذة الشوق وعذوبة المحبة التي تستوطن حنايا الفؤاد.. ومن التمس جذوة من يود.. وذلك يكون بإكثار الجميل.. ومواساة الاخوان وحفظ العهد وإتمام الوعد والتودد للآخرين وحسن الخلق والفرار من اساءة الكلام بامتصاص الغضب بالعطف والتضحية والتعوّد على البذل والعطاء دون انتظار النتيجة.. وبالكف عن اقطاب الجبين وببسمة رقيقة تقترب القلوب وتنتشر السعادة.. أولئك هم سدنة الصداقة وارباب الوفاء. عبدالله بن سعد الدوسري - الرياض