إذا تبادر اسم جوجل إلى ذهنك فور سماعك كلمة البحث على الانترنت، فلا تندهش فلست وحدك الذي يعتقد أن جوجل هو البحث على الانترنت وأن البحث على الانترنت هو جوجل .. فقط. كما أن الأرقام ومن قبلها الواقع - للأسف - يؤكدون هذا الاعتقاد. ولكن جوجل ذلك المحرك العملاق الذي تقف وراءه شركة عملاقة - بدورها - تحمل نفس الاسم، يجنح على ما يبدو إلى استخدام طرق أقل ما يمكن وصفها به أنها طرق غامضة وآليات مبهمة لتصنيف المواقع وترتيب نتائج البحث مما حدا بإحدى الشركات «داتا ريكفوري» إلى رفع قضية تعويض أمام المحاكم الأمريكية نتيجة الضرر الذي وقع عليها من جوجل. والقصة بدأت منذ عام عندما كان ترتيب مؤسسة «داتا ريكفوري» الرابع في تصنيف «جوجل» عند عرض نتائج البحث. أما هذا العام فقد تأخر ترتيب المؤسسة كثيراً مما أضر بها اقتصادياً. وكما يقول «باتريك أهيرن» رئيس المؤسسة: عندما تكون الرابع فان أحوال المؤسسة تكون على خير ما يرام أما اذا تأخر ترتيبك فانك لن تتلقى مكالمات هاتفية بنفس الكثافة السابقة، واذا لم تكن علاقتك جيدة ب «جوجل» حتى تستطيع أن تعرف ما الذنب الذي اقترفته كي يتأخر ترتيبك، فانك ستصبح شخصاً سيىء الحظ. ويشير أهيرن إلى أن ذلك سوف يكون له تأثر سلبي على المؤسسة بأسلوب الدومينو : «إذا لم تكن لك مرتبة جيدة في «جوجل» فان «ياهو» بالتبعية لن يقوم بتصنيفك.. وهكذا .. انه شيء مقزز». وبالرغم من تدهور أحوال المواقع التجارية، الا أن «جوجل» لم يلحق به أي ضرر بل انه حقق قفزات كبيرة جعلته محرك البحث رقم واحد في العالم. وتهافت مستخدمو الإنترنت على «جوجل» وصوتوا لصالحه كأفضل محرك بحث في العالم، وأصبح «جوجل» من القوة بحيث أن هناك كثير ومن الشركات تنظر إليه بوصفه الإنترنت نفسه: فان لم تكن مسجلا في سجلاته فانك تعتبر غير موجود. واذا لم تعلن في «جوجل» أو يستفيد هو منك بأي وسيلة دعائية، فانك لن تعرف طريقك إلى التواجد الدائم في سجلاته. ويري خبراء الكمبيوتر العاملون في مجال البحث على الإنترنت أن سيطرة «جوجل» على مجال البحث على الإنترنت يحمله مسئولية كبيرة في ضمان الوصول إلى أكبركم ممكن من المواقع في المستقبل، مما حدا ببعض الخبراء إلى المطالبة بتأميمه «تحويله إلى الملكية العامة» في شكل هيئة شبه حكومية. يقول مدير مؤسسة مراقبة محركات البحث Searchenginewatch داني سيلفان، أنه يوجد كثير من الناس يعتمدون على خدمات «جوجل» المجانية وتصنيفه لمواقع الإنترنت، وليس من اختصاص محركات البحث الدعاية لمواقع شركات بعينها، ولكن الحال يختلف اذا ما قررت هذه المحركات تقديم خدمات مراجعة وتقييم للمواقع. ومنذ عدة سنوات وعندما كانت حركة المرور على الإنترنت موزعة على محركات البحث، اهتمت مواقع الإنترنت بإدراج نفسها في قوائم محركات البحث الشهيرة مثل ليكوس lycos و ألتا فيستا altavista وذلك بصورة مجانية. ولكن مع تدهور أحوال المواقع التجارية، اتجهت البوابات والمحركات البحث إلى بيع الروابط وتوثيق نتائج البحث من جهة ثالثة «محايدة»، وهو المجال الذي تسيده «جوجل» منذ تأسيسه عام 1998 في مدينة مونتين فيو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. واتجهت البوابات الكبرى ومزودي خدمات الإنترنت مثل «ياهوو» و«أمريكا أونلاين» و«ايرث لينك» إلى «جوجل» من أجل تدعيم خدمات البحث لديهم بسبب أسلوبه السهل والواضح وتفوقه في عرض نتائج دقيقة. وعادة ما تلجأ هذه الشركات إلى خلط نتائج «جوجل» مع النتائج المتوفرة لديها عن طريق برامجها الخاصة لتقدم محتوى جديدا مميزا. ووضعت هذه الصفقات والشراكات «جوجل» في مقدمة منافسيه وحرصت معظم مواقع الإنترنت على «فهرسة» نفسها في دليله كي تظهر في نتائج البحث لديه. يقول «جريج بوسير» رئيس إحدى الشركات الاستشارية في مجال تسويق مواقع الإنترنت على محركات البحث الشهيرة « ليس الأمر كما يبدو فنحن لم نضع كل البيض في سلة واحدة، ولكن المشكلة أنه لا توجد سلة أخرى» في إشارة إلى المنافسة غير المتكافئة بين «جوجل» والشركات الأخرى. وكلام خبير التسويق هذا لا توجد فيه مبالغة، والأرقام تقول أن «جوجل» يستقطب 15 مليون ساعة زيارة في الشهر مقارنة ب 6 ملايين ساعة ل «ياهوو» . ويتم حساب ساعات البحث هذه عن طريق قسمة عدد زوار الموقع على متوسط الدقائق التي يقضيها كل فرد على الموقع. ومن ناحيته، قام ياهوو بتجديد شراكته مع «جوجل» لفترة غير محددة بل ان «ياهوو» يقوم بعرض نتائج «جوجل» كما هي . يقول صاحب موقع «مراقبة جوجل» www.google- watch.org نحن لا نعلم على وجه التحديد هل يعكس «جوجل» شهرة الموقع أم أنه يقوم بصنع هذه الشهرة؟وقد تبلورت الشكوك حول مصداقية شركات البحث على الإنترنت في مؤتمر متخصص عقد في بداية هذا العام، حيث أكد المشاركون على الحاجة إلى وجود سياسات خاصة لحماية مواقع الإنترنت من الاعتماد على محركات البحث. وكان من ضمن المقترحات اقتراح يطالب بانشاء معايير عامة لتقييم المواقع، كي تستطيع هذه المواقع فهم لماذا لم يتم إدراجها في نتائج البحث وبالتالي تحصل هذه المواقع على معلومات تفيدها في تحسين فرصها. ومن أجل هزيمة «جوجل» بنفس طريقته، استخدم بعض خبراء التسويق أسلوب حرب العصابات من أجل التلاعب في عملية ترتيب النتائج. وهذا أدى إلى ظاهرة أطلق عليها «مزارع الروابط» link farmes وهي عبارة عن تخطيط مدروس للروابط مصمم من أجل خداع إحدى عمليات ترتيب النتائج المعروفة في «جوجل» وهي page rank والتي تقوم بتحديد مدى الاقبال على الموقع وشهرته عن طريق عدد صفحات الويب «في المواقع الأخرى» التي ترتبط بهذا الموقع. وبناء على ذلك عقدت اتفاقيات سرية بين أصحاب المواقع ذات المصلحة المشتركة تقضي بأن يضع كل موقع منهم روابط جماعية للمواقع الأخرى. وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى سبتمبر - أيلول الماضي عندما اكتشف «جوجل» الأمر وقام بتغيير طريقة تصنيف المواقع وترتيب النتائج لديه. لكن هناك من يأخذ على أصحاب المواقع تخاذلهم في تطوير مواقعهم وإلقاء اللائمة على «جوجل» فيما يشبه على حد قولهم - نظرية المؤامرة. ويرى أصحاب هذا الرأي أنه ليس المطلوب تدليل المواقع التي وقعت ضحية - للأسف - لعمليات تطوير الإنترنت. ويري خبراء البحث أن الناس تفتقد إلى مصادر أخرى قيمة للمعلومات على الإنترنت. يقول «جاري بريث» خبير في البحث على الإنترنت : أنه بالرغم من أن «جوجل» يقدم خدمات مفيدة الا أنه يفتقد لوجود المعلومات الأكاديمية وخاصية البحث عن نصوص. ويرون أنه ليس من الحكمة الاعتماد على مصدر واحد فقط للمعلومات . وهذه هي القاعدة الصحفية رقم واحد كما أنه أيضا القاعدة البحثية رقم واحد، ويقع العبء على الباحث لمعرفة المصادر المتاحة علي الإنترنت ويقترح «بريث» من ناحيته عددا من المواقع غير التجارية كبديل ل «جوجل» و«ياهوو» و«ألتافيستا» و«أول ذا ويب» . وتضم هذه المواقع أيضا النسخ الالكترونية من المكتبات العامة، وهذه قائمة ببعض هذه المصادر البديلة. فهرس المكتبات المتاحة على الإنترنت www.lii.org مكتبة الإنترنت العامة : مشروع تابع لكلية الإعلام - جامعة ميتشجان . www.ibl.org موقع اينفورمين: فهرس لأكثر من 40 ألف موقع أكاديمي www.informine.ucr.edu المكتبة الافتراضية على الإنترنت: www.vlib.org ابحث عن بحث أو مقال: موقع بحثي مجاني . ويقدم خدمة غير مجانية وهي البحث عن أبحاث كاملة www.findarticle.com المكتبات العامة الأخرى : معظم المكتبات الأمريكية التي تعرض قواعد بياناتها على الإنترنت .