لاشك في أهمية المحافظة على النظافة الجيدة للفم والأسنان يومياً، من عمر الطفولة نحن ننصح بضرورة استعمال الفرشاة وخيط الاسنان للتنظيف، واستمرت النصيحة حيث أصبحت كلمتا «الجير والتهاب اللثة» شائعتين في الاوساط المرئية والمسموعة كالتلفاز والراديو والمجلات وغيرها، وتتساقط علينا بشكل مستمر إعلانات عن منتجات جديدة تتعلق بتنظيف الأسنان مع إظهار أشخاص ذوي أسنان جميلة وصحية وكأنها نتاج لاستعمال تلك المواد ولكن ما هو أهم من ذلك من أجل المحافظة على نظافة الأسنان هو توفر المعلومات العلمية الأساسية عن التهابات اللثة وتسوس الأسنان وكذلك معرفة الطريقة الفعالة في تنظيف الأسنان والمداومة على زيارة طبيب الأسنان للكشف باستمرار، وإليك عزيزي القارئ بعض الحقائق المهمة عن هذا الجانب: اللويحة الجرثومية «البلاك»: هو المسبب الأول لالتهابات اللثة وتسوس الأسنان مكون من طبقة رقيقة من البكتيريا، بدون لون ذات رائحة كريهة، تتكون باستمرار على اللثة والأسنان مسببة اضراراً لهما بسبب السموم التي تفرزها تلك البكتيريا، ويتم إزالة اللويحة الجرثومية بالمداومة على التنظيف بالفرشاة واستخدام خيط الأسنان، وإذا لم يتم ذلك خلال 48 ساعة تتحد هذه البكتيريا مع مواد أخرى لتتصلب إلى ترسبات جيرية خشنة تسمى «جير الأسنان» فإما أن تترسب فوق مستوى اللثة مؤثرة على المظهر الجمالي الخارجي للأسنان أو أن تترسب تحت مستوى اللثة وبالتالي يستعصى تنظيفها بالطرق الاعتيادية المنزلية مسببةالتهاب اللثة والنسج الداعمة وكلا النوعين يتم إزالتهما فقط عند طبيب الأسنان. كيفية التخلص من الجير.. هناك عدة وسائل للتخلص من اللويحة الجرثومية.. أولاً:استعمال فرشة الأسنان: إن أهمية اختيار فرشاة الأسنان أولاً لا تتعلق باسم المنتج أو سعره أو شكله بل بحجمه وملمسه، علينا دائماً اختيار فرشاة الأسنان الناعمة ذات شعيرات بنهايات دائرية، ولا يجب أن تكون رأس فرشاة الأسنان كبيرة بالنسبة لحجم الفم حيث يصبح من الصعب الوصول إلى تلك الأماكن التي تخفي الجير فيها بفرشاة أسنان كبيرة إذن عليك باختيار فرشاة أسنان مناسبة وسهلة الحركة داخل الفم. يتوجب علينا دائماً تغيير فرشاة الأسنان بانتظام بأخرى جديدة وذلك بعد مرور شهرين أو ثلاثة مع ملاحظة: خشونة شعيرات الفرشاة وهل بدأت نهاياتها بالتآكل أم لا؟. وهل بدأت تؤذي اللثة؟ وهل لا تزال لها القدرة على التنظيف؟. الطريقة الصحيحة في استخدام خيط الأسنان: علينا دوماً أن نتذكر اننا لا ننظف المسافات بين الأسنان أو اللثة وإنما ننظف الأسنان نفسها. عند استخدامنا لخيط الأسنان علينا تحريك الخيط للأمام والخلف محاولين إدخاله برفق بين الأسنان مع إحاطة الخيط للسن المراد تنظيفها وعند الشعور بأي مقاومة أثناء التنظيف علينا أن نتوقف لنبدأ تحريك الخيط للأعلى وللأسفل لتنظيف ذلك السطح ويجب دوماً أن يكون الخيط ملامساً لسطح السن، ويستخدم برفق لئلا نضر باللثة ونتسبب بالألم والأذى لها. ثالثاً: مضمضة الفم: إن معظم السوائل المستخدمة في مضمضة الفم تخفض مستوى البكتيريا في الفم حتى ان استخدام الماء العادي للمضمضة يفيد في بعض الحالات إلى حد معين، وعادة ما يفضل جعل مضمضة الفم بعد استعمال الفرشاة وخيط الأسنان وليس قبل ذلك لتطهير الفم إلى درجة عالية. هناك العديد من الأسماء التجارية لهذه السوائل في الأسواق وكلها تفي بالغرض والمهم استعمالها بانتظام. تذكر دائماً أن عملية مضمضة الفم لا تزيل جير الأسنان وإنما تعالج التهابات اللثة لتغيير مستوى البكتيريا في الفم. الخلاصة: من الضروري اتخاذ موقف جاد لصحة أسنانك بإرشادات طبيب الأسنان وان محاربة جير الأسنان بالعناية الجيدة للفم هي الجزء الأهم لجعل الأسنان سليمة وتعيش طويلاً. لاشك في أن المعالجات السابقة تخدم مظهر الأسنان الإيجابي فالابتسامة التي تشع من الأسنان الصحية لها أثر فعال على الثقة بالنفس في المجتمع. د. أثير حسين طبيبة أسنان- مستشفى المركز التخصصي الطبي