دعونا نتفاءل ولو من باب سد منافذ اليأس وتهويمات العقل في جانب القطاع الخاص والقطاع الحكومي اللذين لم يعطيا للبيئة وخاصة المدن الكبيرة ما تستحقه من اهتمام فكل شيء فيها صار ينذر بالتلوث. سيارات، مصانع، صرف صحي، وغدا الجميع يخافون على مستقبلهم الصحي وعلى مأكلهم ومشربهم بعد ان ظهرت أمراض لم تكن معهودة أو كانت موجودة لكنها لم تكن بقوة انتشارها الآن. وحين أقول تفاءلوا فذلك من منطلق ما سمعناه أخيرا من اخبار تفيد بامكانية تحويل غبار مصانع الأسمنت إلى مادة يستفاد منها في التصنيع وهو ما يعني انهاء معاناة الكثيرين من أصحاب المنازل الواقعة قرب تلك المصانع ممن أمضوا ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن وهم يطالبون برفع الضرر عنهم وربما كان الحل لهذه المشكلة يكمن في تنفيذ الفكرة الجديدة وعسى أن يبدأ العمل بها قريبا ليستريح الناس مرة واحدة من تلك المصادر المضرة بأجواء المدن، وأمنية ثانية بأن تظهر افكار جديدة تقضي على مخاطر الملوثات الأخرى وما يصدر عن بعض الأفراد من تصرفات مؤذية كالبصق على الأرض ورمي المناديل في قارعة الطريق ومثلها علب العصاير والمشروبات الغازية والمياه. ونسأل ألا يوجد حلول سريعة لتفادي أخطار هذه الملوثات؟ من نفايات وصرف صحي وعوادم سيارات والتي لا تقل عن غبار المصانع فالمدن تتوسع وتنمو طولا وعرضا وعما قريب سنجد مصاب الصرف الصحي ومحارق النفايات وأحواش المواشي بين متاجرنا ومؤسساتنا الحضرية إن لم يتم نقلها بعيدا عن امتداد العمران وأنشطة السكان التجارية والترفيهية.