نعم إنه لضيف كريم.. ضيف عزيز.. ضيف حبيب.. هلَّ هلاله وتلألأت أنواره ذلكم هو الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك الشهر الغالي في نفوسنا نحن المسلمين والحبيب في قلوبنا نحن المؤمنين، ولذا نراه أبطأ الشهور يأتي وأسرعها يمضي، وما ذاك إلا لأن الله عز وجل أودع فيه من الفضائل والفوائد والمكارم ما لم يكن لغيره فرداً ومجتمعات في الدنيا والآخرة والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: إنه بمجرد دخول الشهر تفتح أبواب الجنة كلها وتغلق أبواب النار كلها وتصفّد الشياطين، وأن من صامه وقامه غفر له ما تقدم من ذنبه كما في الحديث الصحيح: (من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) وفي الحديث الآخر: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). وأن فيه ليلة هي خير من ألف شهر وهي ليلة القدر، وقد جاء في فضلها أن من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.وأن العبادة فيه أفضل من العبادة في غيره، فالتطوع في رمضان يعدل فريضة والفريضة فيه تعدل سبعين فريضة فيما سواه. وأن في كل ليلة من لياليه المباركة لله عتقاء من النار، وفي آخر ليلة منه يعتق الله من النار بعدد ما أعتق من أول الشهر لآخره.وأنه سبب في زيادة الحسنات ورفع الدرجات وتكفير السيئات، وأن العمرة فيه تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم. وأنه سبب في صفاء النفوس وراحة القلوب ونشر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم مهما اختلفت مواقعهم وأجناسهم.وأن الله خصص باباً من أبواب الجنة الثمانية يقال له (ريان) لا يدخل منه إلا الصائمون فقط. فلهذه الفضائل وغيرها مما لم أذكره أصبح شهر رمضان من أفضل الشهور على الاطلاق. ولذا نرى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ستة أشهر أن يبلغه رمضان. فاللهم بلغنا إياه وتسلّمه منا متقبلا يا رب العالمين، واجعلنا به من الفائزين ولا تردنا خائبين، برحمتك يا أرحم الراحمين.