اختص الله قلة من الناس لتكون أكبر من منصب المسؤولية حيث تتجسد كل معاني الإنسانية النبيلة في أقواله وأفعاله وكافة إنجازاته حيث تغلب تلك المعاني كل أعماله وتوجهاته، هكذا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أحب الناس فنذر نفسه لخدمتهم وتيسير أمور حياتهم وتجسدت في شخصه الكريم آيات النبل والإنسانية التي فاقت كل تصور عادي وارتفع بها فوق المنصب والإمارة والمسؤوليات الجسام. نعم هو ذلك سمت ونهج سموه منذ أن عرفه الناس أميرا بينهم يقدم الخير، ويفعل البر، ويفعل الإحسان، ومن هنا كانت الانطلاقة العظيمة في دعمه لشتى أنواع المؤسسات الخيرية والجمعيات الإنسانية ولجان البر ومراكز الخدمات الاجتماعيّة وهيئات العمل التطوعي، فكان بحق هو رائد العمل الخيري الاجتماعي ليس على مستوى المملكة وحدها ولكن على المستوى الخليجي والعربي بل الإسلامي والدولي والإنساني بصفة عامة إدراكاً منه لأهم احتياجات الأمة الإسلامية وبدافع إيماني ورغبة مخلصة لتحقيق آمال الأمة. فهو من الرجال الذين يسعدهم مساعدة المحتاجين ويمتعهم التخفيف عن المكروبين والمنكوبين. لذلك لم يكن غريبا أن نرى تكريماً رفيعاً لسموه كل يوم تقديراً وإكباراً لجهوده الخيرة وعطاءاته الإنسانية وتوجهاته في شتى مجالات العمل الخيري والتطوعي بدعمه الشخصي لأنشطتها ودعمه المادي والمعنوي لبرامجها وأهدافها وبذله المتواصل في سبيل عمل إنجاحها وتفوقها وازدهارها، أملا في خدمة المجتمع المسلم على اختلاف فئاته وشرائحه. إن أحدا لا يمكن أن ينسى تاريخ سموه الحافل منذ عشرات السنين بأمجاده وعطاءاته الخيرة العظيمة ولنذكر هنا جانباً منها على سبيل المثال لا الحصر: في عام 1956م رئيسا للجنة التبرع لمنكوبي السويس. وفي نفس العام رئيسا للجنة جمع تبرعات الجزائر. 1967م رئيسا للجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين. 1973م رئيسا للجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان في الحرب بين الهند وباكستان. 1980م رئيسا للجنة الشعبية لمجاهدي الأفغان. 1988م رئيسا للجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان. 1989م رئيسا للجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. 1990م رئيسا للجنة المحلية للعناية بالإخوة الكويتيين على إثر الغزو العراقي. 1991م رئيسا للجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات ببنجلاديش. 1992م رئيسا للهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك. 1992م رئيسا للهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري الزلازل في مصر. إلى جانب مساهماته الخيرية في المملكة رئيسا لجمعية البر بالرياض وهي جمعية خيرية تهتم بجمع الزكاة والتبرعات من المحسنين وإيصالها إلى المستحقين ورئيس لمشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج ورئيسا لمجلس إدارة فروع الأمير سلمان الخيري للإسكان الخيري الذي افتتح هذا الأسبوع وسموه رئيس لمؤسسات الخير والإحسان ويدعم سموه العديد من مراكز الدعوة وجمعيات تحفيظ القرآن والمساجد والمدارس والمراكز الثقافية. هذا غيض من فيض المشاركات الايجابية الإنسانية في مختلف ميادين العمل الخيري والتطوعي وتخفيف آلام الناس ومعاناتهم، وكذلك في خدمة المحتاجين والوقوف بجانب المسلمين في الأزمات الشديدة والخطوب المدلهمة وما زالت أعمال الخير والبر تتواصل على أيدي سموه. وهناك الكثير والكثير يفوق الحصر خصوصا ان سموه حريص على إخفاء العديد من مساعداته الإنسانية التي لا يعرفها الا سموه شخصيا، وحرصه الدائم على أن يكون عمله الخيري بعيدا عن أضواء الإعلام والإعلان والمدح والإطراء. لا نملك إلا الدعاء لهذا الرجل بأن يوفقه الله وأن يعينه وأمنياتنا له بمزيد من تقدير الناس له في كل مكان لمكانته البارزة التي يحظى بها في قلوب الجميع من محبيه محليا وخليجياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً.