لم يكن تكريم صاحب السمو الملكي الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض رائداً للعمل الاجتماعي التطوعي مفاجأة لنا.. لأن أميرنا في كل يوم له تكريم منا بالدعاء له، ونصرتنا له ومحبتنا له، فالأمير سلمان الإنسان لا يكفيه التكريم كل عام وكل شهر وكل يوم، بل في كل ساعة ودقيقة له تكريم خاص من انحاء العالم التي امتدت يده الحانية لنصرتهم ودعمهم وتخفيف آلامهم والوصول إلى أحلامهم. فهو أهلٌ للخير وأهلٌ للإنسانية وأهلٌ للمحبة، ولكثرة أعماله الإنسانية والاجتماعية والخيرية يقف اللسان عاجزا عن الشكر والامتنان ويقف القلم عاجزا عن التعبير والبيان، بل تعجز المشاعر مشتركة عن البوح بشعور فيّاض مملوء بالمحبة والعرفان لسموه الكريم. فيا أمير الرياض.. لا أجد كلمات أصفك بها ولا أجد تكريماً يليق بسموك الكريم ،ونبل أخلاقك، وحسن تعاملك، وإنسانيتك التي طغت على كل شيء وفاقت كل حدود. يا أمير الرياض... يدك الطولى ممتدة للخير إلى ما لا نهاية، وترفق بالإنسانية جمعاء إلى أبعد الحدود، وتطول الداني والبعيد، والكبير والصغير، والشيخ والغفير، فأعمالك التطوعية والخيرية والاجتماعية والإنسانية هي نبراس لنا نستضيء به لنتعلم منك معاني الإنسانية والعطاء اللامحدود، فما من محتاج إلاّ وتلبي نداءه وما من مريض إلا وتسارع إلى علاجه، وما من متضرر إلا وتقف لنصرته وما من مسلم طلب إعانتك إلا سارعت وأعثته، وما من منكوب إلا أسرعت لنجدته، وما من شهيد إلا وقفت بجانب أسرته، فجميع العالم يشهد لك بالفضل أولهم مجاهدو فلسطين الذين أول من مددت لهم يدك الحانية عام 1967م.. ومساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م.. إلى الشعب الجزائري عام 1956م.. إلى منكوبي السويس عام 1956م.. إلى منكوبي الباكستان عام 1973م.. إلى دعم المجهود الحربي في مصر عام 1973م.. إلى دعم المجهود الحربي في سورية عام 1973م.. إلى دعم التبرعات للمجاهدين الافغان عام 1980م.. إلى متضرري السيول في السودان عام 1988م.. إلى جمع التبرعات لجمهورية اليمن عام 1989م.. إلى تقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين عام 1990م.. إلى جمع التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م.. إلى جمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م.. إلى جمع التبرعات لمتضرري زلازل مصر عام 1992م.. لتبرعات انتفاضة القدس عام 2000م. فماذا أقول، وماذا أذكر من أعمالك الإنسانية الخيِّرة فهي كثيرة بل وكثيرة جداً ولا تُعد ولا تحصى. فيا أيها الأمير الإنسان.. كل الناس تدعو لك بالخير وكلما جاء اسمك على لسان أحدهم وقف إجلالاً وإكباراً وإكراماً لهذا الاسم العظيم ولتلك الإنسانية النادرة ولذلك الرجل الشهم، الرجل الرجل سلمان بن عبدالعزيز. وامتدت أياديك الناصعة لترأس العديد من الجمعيات والهيئات التي لها نشاط ومهام عظيمة على الصعيد الداخلي في مملكتنا الغالية ومنها: الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية، مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، أمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية، رئيس اللجنة العليا واللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة ، المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئيس الشرفي لمركز الأمير سلمان الاجتماعي، ورئيس شرف مجلس إدارة شركة الرياض للتعمير، ورئيس جمعية البر والرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى، والرئيس الفخري للجنة أصدقاء الهلال الأحمر، ورئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، ورئيس مجلس إدارة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري، ورئيس مجلس مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ورئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ورئيس جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئيس الفخري لمؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية. ولم ننس الدعم الكبير للعديد من مراكز الدعوة وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمساجد. ماذا أعدِّد أيضاً، فأعمالك الإنسانية يا سلمان فاقت كل الحدود. بارك الله في مسعاك وبارك الله في كل أوقاتك، لأنك للخير وُجدت، بل الخير وُجد منك.. فهنيئاً لنا جميعاً هذا التكريم، وهنيئاً لنا جميعاً سلمان بن عبدالعزيز الذي صورته الناصعة البياض في كل مكان وسيرته الإنسانية الخيِّرة على كل لسان. والجميع يبتهل لله تعالى له بالدعاء.. فلك سيلٌ عارمٌ من المحبة في كل أصقاع العالم وهذا كنزٌ للإنسان فهنيئا لك هذا الكنز يا سلمان. * وقفة: خُلق الإنسان على فطرة حب الخير والسعي إليه وبذل الجهد لذلك.. ولكن قد تستنفد طاقته ويضيق صبره على ذلك ولا يجد الطاقة فيكتفي بالدعاء لنصرة المظلومين وفك المأسورين وإعطاء المحتاجين ونصرة الملهوفين وعلاج المرضى.. ولكن جهدك وطاقتك ووقتك كله كان لعطاء الإنسانية جمعاء، وقد فاقت كل الحدود.. فهنيئاً لك هذا يا أبا فهد، وهنيئاً للعاصمة الرياض التي جعلها لؤلؤة براقة بالعلم والعمران والإيمان سلمان.. وهنيئاً لكل طفل وامرأة وشيخ وشاب فلسطيني بسلمان.