لقد كان اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ليكون محل التكريم بوصفه رائداً للعمل الاجتماعي في المملكة في الأسبوع العربي الخليجي الذي سيقام في دولة الكويت في دورته السادسة اختيارا موفقا الى حد بعيد، فسموه الكريم يستحق أكثر من ذلك فهو طليعة العمل الخيري وعنوانه في المملكة بل يعتبر سموه في مقدمة الشخصيات العربية والعالمية المشهود لها بذلك.. كيف لا وهناك العشرات من الأعمال الخيرية على امتداد العالمين العربي والاسلامي التي تحمل بصماته، والشاهدة بعلو هامته، وأريحيته، وريادته، وتكريس جل وقته وجهده للعمل الخيري.. كيف لا وسموه يعرفه القاصي والداني فقد أمضى نحو نصف قرن في ريادة العمل الخيري بلا منازع والشواهد على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لسردها ولكننا في هذا المقام نشير الى بعضها من باب الدلالة والوفاء والعرفان بالجميل لمن يستحق أكثر من الشكر والتقدير. لقد واكب سموه وكان حاضراً احتياجات الشعوب العربية والاسلامية وما صاحب ذلك من احتياجات انسانية واجتماعية فكان في قلب الحدث وكان رديفا لكل ذلك من خلال دعم ورعاية الجانب الانساني والاجتماعي وقيامه بترؤس العديد من الجمعيات الخيرية التي قامت بتلبية الاحتياجات الإنسانية في العديد من الدول العربية والاسلامية على امتداد العقود الخمسة الماضية التي بدأت بترؤسه للجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م ثم اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر في العام ذاته واللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م واللجنة الشعبية لمساعدة أسر مجاهدي فلسطين منذ عام 1967 وحتى الآن. وفي عام 1973م ترأس سموه اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان أعقبها برئاسة اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر وكذا في سوريا في أعقاب اندلاع حرب أكتوبر 1973م مع العدو الصهيوني. وكانت رئاسة سموه للهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام1980م سبباً في تقديم دعم سخي وحثيث لشعب أفغانستان ومجاهديه، وتتواصل مسيرة عطاء سموه من خلال رئاسته للجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م، وكذلك اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الجنوبية في عام 1989م، وتجلى دور سموه وثقله من خلال رئاسته للجنة المحلية لتقديم العون والايواء والمساعدة للأشقاء الكويتيين إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م وإثر الفيضانات التي تعرضت لها بنجلاديش عام 1991م ترأس سموه اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين هناك ومنذ اندلاع شرارة الحرب على المسلمين في البوسنة والهرسك، دأب سموه على مواساة أهلها ومساعدتهم من خلال المساعدات السخيّة التي قدمتها المملكة بل قام سموه بتفقد ما أنجز على أرض الواقع بنفسه حيث قام بزيارة البوسنة والهرسك وكعادته فقد كان على رأس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال الذي ضرب مصر عام 1992م.. واضافة الى رئاسته اللجنة الخاصة بفلسطين التي أسلفنا ذكرها فقد توج سموه مسيرته الطويلة برئاسته للجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة الأقصى منذ اندلاعها قبل ما يربو على العام ونصف العام. ولا يقف دور سموه عند هذا الحد بل يتعداه الى أدوار وأدوار فعلاوة على رئاسة سموه للعديد من المؤسسات الحكومية والثقافية والعلمية والخيرية والإنسانية. لقد قام سموه بالتأسيس والإشراف على العديد من الجمعيات التي تتولى العناية بالمسنين والأطفال المعاقين والأيتام والمرضى وتساعد الشباب على الزواج وتقوم بمواساة المرضى وتؤمّن السكن المناسب لمن هم بحاجة الى ذلك والتي منها على سبيل المثال لا الحصر مركز الأمير سلمان الاجتماعي، مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، جمعية البر بالرياض، مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج ومشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري، الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي بمنطقة الرياض وكذلك دعم ورعاية سموه لمراكز الدعوة الاسلامية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وعمارة المساجد.. اضافة الى رئاسة سموه الفخرية والشرفية للعديد من الجمعيات واللجان الخيرية. يضاف الى ذلك تبرعات سموه المتواصلة للجمعيات الخيرية أوقف عمارته التي تؤمّن أكثر من مليوني ريال سنوياً لتكون رافداً للعمل الخيري الذي يقوم به مركز الأمير سلمان الاجتماعي. فهذا هو سلمان أحد رجالات المملكة وعناوينها وأعلامها الذين عرفهم القاصي والداني وأقر لهم بالفضل والخير، وهذا قليلٌ من كثير مما قام ويقوم به سموه في خدمة العمل الاجتماعي والخيري والإنساني، حفظ الله سموه لقد كان وما زال وسيبقى سلمان الإنسان صاحب الأيادي البيضاء، والقلب الكبير، والوجه المشرق، والعقل النير، واليد الحانية، ينبوع البذل، والعطاء عنواناً لعمل الخير صاحب سجل ناصع حافل بالمآثر والإنجازات مثالاً للإنسان المسلم العربي الذي يتمتع بالشيم الكريمة والأخلاق الإسلامية الرفيعة التي تكرم النفس الإنسانية وتبعث الأمل والحياة في أصقاع الأرض إنها أخلاق الإنسان المسلم سليل الدوحة السعودية الكريمة الذي ينطلق في أفعاله وأقواله من قوله تعالى: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} المائدة -32- وامتثالاً لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:«خير الناس أنفعهم للناس».