توصلت مراجعة للاستخبارات الأمريكية إلى أن أربع دول من بينها العراق وكوريا الشمالية تمتلك مخزونا سرياً من جراثيم الجدري، وفقا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست أمس . وقالت الصحيفة الواسعة الاطلاع إن شبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن سعت هي الأخرى إلى امتلاك فيروسات حرب كيماوية ولكن من المرجح أنها لم توفق. وكان التقييم الاستخباراتي الذي أعد في وقت سابق من العام الجاري، هو المحرك الرئيس في نقاش في المستويات العليا من إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حول إذا ما كان يتعين إصدار الأوامر بتطعيم كل أفراد الشعب الأمريكي. وكانت آخر حالة للجدري معروفة قد جرى تسجيلها في عام 1978م وأعلن عن استئصال المرض في عام 1980م، غير أن المسؤولين الأمريكيين على وعي باحتمال أن تتمكن الدول المارقة أو الجماعات الإرهابية من الحصول على الجراثيم من المكتبات أو تكون قد احتفظت بمخزون منها سرا على مدى سنوات. وبجانب العراق وكوريا الشمالية، فإن روسيا معروفة بامتلاكها مخزونا من جراثيم الجدري لاستخدامه كسلاح في شكل يمكن الصواريخ الباليستية من حمله. وأحد المفاجآت في التقرير هي أن فرنسا أيضا يعتقد أنها تحتفظ بجراثيم الجدري. وقالت الواشنطن بوست في تقريرها إنه ليس من الواضح إذا ما كان المسؤولون الأمريكيون قد ناقشوا الأمر مع الفرنسيين، ولكنها قالت إن واشنطن تعتقد أن البرنامج الفرنسي «دفاعي» في طبيعته. والولاياتالمتحدة هي واحدة من دولتين إلى جانب روسيا، تمتلكان رسميا مزارع خاصة لتطوير جراثيم الجدري وتفرض إجراءات أمنية مشددة على مواقع الإنتاج المعروفة في كل من ولاية أتلانتا الأمريكية ومنطقة كولتسوفو في سيبيريا بروسيا. وأشارت صحيفة واشنطن بوست كذلك إلى تقرير استخباراتي عن «خسائر عسكرية للجدري» لوحظت في 1985 و 1986 أثناء الحرب العراقية الإيرانية أو حرب الخليج الأولي غير أنها لم تذكر أن العراق قد استخدم الجدري كسلاح في ذلك الصراع. وقال التقرير أيضا إن بعض الأسرى العراقيين الذين تم أسرهم في حرب الخليج الثانية أظهروا مناعة ضد الجدري وكذلك للانثراكس وهو سلاح عراقي بيولوجي معروف. وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم يعتقدون أن العراق ربما احتفظ بعينات من الجدري بعد تفشيه في شمال البلاد في عام 1971م.ويعد نائب الرئيس تشيني من أكبر معارضي استخدام التطعيم لكل مواطن في الولاياتالمتحدة كإجراء احترازي ضد هجوم محتمل بجراثيم بالجدري. ويرى مسؤولو الصحة العامة أن مخزون الأمصال محدود وغير كاف وأن التطعيم على نطاق قومي قد تكون له مخاطره. وطبقا لأحد التقديرات، فإن 300 شخص قد يلقون حتفهم في حالة تطبيق التطعيم بمصل الجدري على نطاق واسع، وسوف يعني هذا زيادة عدد الضحايا من جراء ذلك مقارنة بعدد الذين قتلوا خلال أي هجوم إرهابي شن ضد الولاياتالمتحدة باستثناء ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر من العام الماضي.