عندما نتحدث عن الثروات الوطنية فإن الماء قد يكون من ابرزها وكل ثروة يجب الحفاظ عليها وبذل مزيد من الجهود والدراسات لتطوير سبل ذلك، والتوعية جزء من هذه السبل.. والتوعية المدرسية للأجيال جزء هام ايضا في إطار التوعية، كما ان توعية الايدي العاملة المنزلية الوافدة مهمة كأهمية توعية اطفالنا، خاصة ان شريحة من هذه العمالة وفدت من بلاد تنعم بمصادر مائية متعددة ووفيرة ولا تدرك معاناتنا مع موارد الماء وسبل الحصول عليه.. هنا نتحدث عن جوانب حول الموضوع.. جهود إدارة المساجد حدثنا فضيلة الشيخ عبدالله بن مفلح آل حامد المدير العام لفروع وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف لشؤون المساجد بالرياض عن رأي الشارع الكريم في الاقتصاد باستعمال الماء قال نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاسراف بالماء حتى لو كان على نهر جارٍ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في الاستخدام الفردي في استعمال الماء، وكان عليه الصلاة والسلام يتوضأ بمد ويغتسل بصاع من الماء. وأضاف فضيلته ان مسؤولية صيانة ونظافة دورات المياه بالمساجد على شركات الصيانة المكلفة بذلك.. والتوجيهات واضحة ومعممة على شركات الصيانة وعلاج اي خلل في التمديدات والصنابير والصيانة الدورية حرصا من الوزارة على عدم التسرب والاهمال.. وخدمة المصلين. كما أجاب فضيلته ردا على سؤال الجزيرة عن عدم استبدال الصنابير التي في المساجد من النوع الذي يساعد على تدفق المياه بحنفيات ذاتية القفل انها مركبة في هذه الدورات من السابق منذ انشاء هذه المساجد وهي للوضوء فقط ثم تقفل من قبل مستخدميها والتأكيد على مستخدمي المساجد بقفل دورات المياه بعد كل صلاة من قبل التعاميم الصادرة من الوزارة. وهذا يعني ان دورات المياه الملحقة بالمساجد لا تفتح إلا وقت الصلاة فقط.. وبشأن استخدام هذه الحنفيات الى حنفيات ذاتية القفل.. كما هو معلوم ان الاغتسال للوضوء يتطلب الاستمرار بمعنى غسل العضو تلو العضو واستخدام الحنفيات التي تحتاج للضغط عليها للفتح.. ورفع اليد للقفل فهذا لا يمكن المصلي من الوضوء براحة ويسر فهو يحتاج لاستعمال احدى اليدين للمسح بالماء على الاخرى ولن يتمكن من ذلك إذا أشغل احدى اليدين بفتح وقفل الماء. وهذا فيه مشقة على المصلين ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالطمأنينة في كل شيء من اعمال الصلاة. أما المقصود باستبدال صنابير دورات المياه بصنابير حديثة مثل الموجودة في الفنادق التي تعمل عند مد اليد تحتها للاغتسال وتقفل عند سحبها لكي تعم على كافة الجوامع والمساجد القديمة تحتاج الى تحديث في تمديداتها وتأمين هذه النوعيات من الصنابير يتطلب الكثير من الاعتمادات المالية.. ولاهميتها في الاقتصاد وضعتها الوزارة في الجوامع الكبيرة المنشأة حديثا.. وبمشيئة الله سيتم وضع ذلك في الاعتبار عند عمل مخططات المساجد الجديدة. واختتم فضيلة الشيخ عبدالله حديثه بالشكر لجريدة الجزيرة واهتمامها بما يختص ببيوت الله وعلاقتها بالترشيد في استخدام الماء. ترشيد وتوعية لطيفة محمد المشعان ربة منزل وجهت نداء لوزارة المياه عبر جريدة الجزيرة باتخاذ اجراء قوي ورادع للحد من اهدار نعمة الماء خاصة لأولئك الذين يسافرون ويتركون خدما يسرحون ويمرحون ولا يستشعرون الانتماء الى الوطن والمحافظة على ثرواته.. ولا يقدرون نعمة الماء التي هم فيها لانها تأتيهم ببساطة وبالمجان مقارنة بالتكلفة والاهمية ويشاهد تسريبهم للمياه عبر منافذ المنازل. فكثيرا ما نرى اغتيالا للماء وكأنه يسير على قلوبنا فهؤلاء لابد لهم من توعية ثم عقوبات رادعة حتى يستشعر الكفيل فداحة تلك التصرفات وبالتالي يشدد على العمالة التي تعمل لديه والتي ربما قدمت من بلاد تتوفر فيها مصادر المياه، كما اتمنى تكثيف الترشيد بوسائل الاعلام وخاصة الاعلانات والدعايات لما لها من استجابة عند فئة الاطفال والنساء في غرس قيمة اهمية الماء منذ الصغر ومجهودات الدولة رعاها الله في الحفاظ على المياه وتوفيرها. دلال الجهني تحدثت للجزيرة عن معاناتها مع الخادمة في الاستهتار المبالغ فيه في استخدام المنظفات وبالذات الماء الذي لا مجال للاسراف فيه، وقالت: فنحن بعد كل اجازة سنوية وبعد غياب يحتاج المنزل الى تنظيف وغسيل.. ولكن الخادمة لا يهمها اهدار الماء وذلك بمحاولتها إزالة الاتربة بخرطوم الماء مباشرة دون ان تبدأ بالكنس اولا ثم الماء وذلك يقلل الكمية المهدرة. وايدتها بذلك عائشة العطيف موظفة في ث43 وربة منزل التي أكدت على ربة البيت أو الموظفة التي لديها خادمة ألا تطلب من خادمتها ما يستدعي النظافة عن طريق الماء الكثير كالغسيل وغيره إلا بوجودها وتحت مراقبتها حتى لا تسيء استخدام الماء بصورة غير اقتصادية فالخادمات يفتقرن للانتماء إلى الوطن، أو ربما قدمن من بلاد تنعم بأنهار ومصادر مائية، فذات مرت ضبطتها وهي خارجة من المطبخ وصنبور الماء يصب على لا شيء لقيامها بشؤون منزليه اخرى عارضة مما جعلني أشدد عليها في المراقبة والمحاسبة. توعية طلابية وايمانا منا بأهمية العملية التعليمية في تنشئة الطالب والترشيد في استخدامه للماء والحفاظ عليه كان للجزيرة لقاءات مع بعض المنتسبين لوزارة المعارف فتحدث الاستاذ عبدالرحمن الثميري مدير متوسطة المسعودي عن أهمية بث الوعي بين الطلاب في استهلاك المياه من خلال توزيع النشرات والمطويات التي تأتي من مصلحة المياه والترشيد باستمرار من خلال الاذاعة المدرسية والمتابعة الجادة من قبل الادارة مع الطلاب بعدم ترك الصنابير مفتوحة. واتفق معه على أهمية توعية الطلاب مدير مدارس النخبة الأهلية الاستاذ علي القحطاني.. فقد قامت ادارة المدرسة بكتابة بحث عن الماء واهميته وطرق الترشيد باستعماله داخل المنازل لطلاب الصف الثالث متوسط كما ان وضع الملصقات على اروقة المدرسة يذكر التلاميذ بأهمية الماء في جميع مجالات الحياة. ولقد اجاب الاستاذ عبدالرحمن الثميري ردا على سؤال الجزيرة على من تقع مسؤولية تغيير الصنابير العادية بحنفيات القفل الذاتي التي تساعد على توفير الكثير من الماء اثناء الاستخدام مسؤولية مدير المدرسة قبل أي شخص آخر وذلك بالرفع إلى قسم الصيانة الخاصة بوزارة المعارف. ولعل بعض المديرين لم يغير هذه النوعية من الصنابير رغم دورها الكبير في الحد من استهلاك الماء لتكلفتها المادية الكبيرة. نتائج واقتراحات استناداً للحقائق والاراء السابقة سواء من المواطنين أو المسؤولين أو التربويين استنبطنا هذه الاقتراحات والتوجيهات مع باقة شكر الى كل من ادلى برأيه إلى وزارة المياه لعل فيها ما ينفع الجميع. تخفيض أسعار الادوات التي في استعمالها اقتصاد في حفظ الماء كالحنفيات الذاتية القفل الدشوش محدودة التدفق.. صناديق الطرد المستخدمة في المراحيض.. النقاص الحديدي الخاص بالمساجد والرشوش الخاصة بالحدائق لمنع تدفق الماء.. او دعمها من قبل الحكومة لتكون في متناول الجميع. إجبار كل من الوزارات والمؤسسات والحدائق العامة بالصيانة الدقيقة والدورية على اماكن تسرب المياه بالمواسير وعلاج الخلل في شبكات الماء واصلاح اي عطل وتغيير ما يلزم من ادوات تساعد على استهلاك اكبر قدر ممكن من الماء. عدم تخصيص ايام معينة للتفتيش لانها تستغل في الاسراف باستعمال الماء واهدار اكبر كمية منه في الشارع. الحزم مع اصحاب الفلل التي يتسرب منها الماء وخاصة في العطلة لان الناس يسافرون ويدعون خدمهم بلا رقيب وهم لايدركون تماماً هذا الهدف. اعادة استخدام مياه الامطار بعد معالجتها في رش الحدائق العامة وتشجير الشوارع.. واستغلال المياه المتبقية من الاستعمال في تنظيف السيارات. التقليل من المزروعات التي تستهلك أكبر كمية من الماء. معاقبة من يرمي النفايات في البحر لضمان سلامتها من التلوث وخاصة في المدن التي بها شواطئ.