اقام نادي القصيم الادبي ببريدة ضمن انشطته المنبرية للموسم الثقافي لهذا العام 14231424ه محاضرة يوم الاثنين الماضي بعنوان «أثر العولمة في اللسان العربي، الواقع والتحديات» القاها الدكتور حلام الجيلاني استاذ علم اللغة المشارك، ادارها الدكتور حمد بن عبدالعزيز السويلم رئيس اللجنة الثقافية بالنادي، وقد بدأ المحاضر ورقته بالتعريف بالعولمة بوصفها نظاماً يشمل كل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فهي تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل الكل، وجعله على مستوى التسخير العالمي بحيث ينقل من المحدود والمراقب الى اللامحدود الذي ينأى عن المراقبة. ثم تحدث عن اللغة والهوية الثقافية واشار الى ان النظام العالمي الجديد يهدف الى فرض نموذج لغوي معين يساعد على هيمنة الاقوياء، الامر الذي يهدد اللغات الاخرى والهويات التي ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، وقد اكد على ان العولمة في المجال الثقافي تسير بسرعة فائقة موظفة في ذلك وسائل تكنولوجية متطورة.ثم تحدث عن مظاهر عولمة اللغات والتي تتجلى في التالي: 1- محاولة إلغاء اللسان العربي واستبداله باللسان الانجليزي، في المشرق العربي وباللسان الفرنسي في المغرب العربي. 2- محاولة استبدال اللغة العربية الفصحى باللهجات المحلية، او كتابتها بالحروف اللاتينية، كما حدث في تركيا والفلبين مع تشجيع اكثر من لهجة في القطر الواحد. 3- السعي الى التقليل من اهمية اللسان العربي باعتباره لغة ثانية في الاقطار المستعمرة انذاك، كما حدث في مصر على لسان المستشرق «وليم ولكوكس 1852 1932 الذي ذهب الى القول بان المصري يقرأ بالعربية ثم يترجم ما قرأه الى العامية. ثم تحدث عن سبيل مواجهة هذه التحديات ويرى انها تتمثل في التالي: 1- اصلاح المنظومة التربوية والتعليم العالي بخاصة اصلاحاً جوهرياً يمس الجوانب البيداغوجية واللغوية والمعارف العلمية عامة في علاقتها بالتنمية الوطنية ومستجدات العصر، وذلك عن طريق بحوث ميدانية معمقة نابعة من المختصين الممارسين للعمل البيداغوجي. 2- بعث الارادة الحضارية لمتكلمي لغة الضاد باعتبار اللسان منطلقاً لتشكيل شخصانية الفرد والمجتمع من حيث الوجود والتمايز والبقاء، وجعله عضواً منتجاً وشريكاً في صناعة الدفع الحضاري لا تابعاً او مستهلكاً. 3- اثراء الرصيد المفرداتي بالمستجدات من الالفاظ الحضارية والمصطلحات العلمية التي تدخل في هندسة الخطاب التقني والتكنولوجي المعاصر في ظل نظرية الحقول الدلالية سداً للثغرات المفرداتية، واصدار قاعدة ضوابط وآليات توليد المصطلحات العلمية والالفاظ الحضارية تسهيلاً للمهتمين من المترجمين ومعاجميين. 4- توفير المعجم الوظيفي العادي والحاسوبي بانواعه المختلفة «لغوي، مختص، موسوعي» احادي وثنائي ومتعدد الالسن. 5- إغناء المكتبة العربية بالكتب العلمية تأليفاً وترجمة، استعداداً لاستكمال تعريب التعليم العالي بجميع شعبه. 6- إنشاء مخبر لتصنيع البرامج الحاسوبية وبرامج شبكات الانترنت في جميع المعارف الانسانية بلسان عربي مبين، وتطوير بدائل المنافسة اللغوية في التواصل العلمي والثقافي، مع تأسيس شبكات عربية موجهة عبر الاقمار الصناعية لبنوك المعلومات والحصص التلفزيونية العلمية والثقافية الهادفة ابتغاء منع الاختراق اللغوي والثقافي، واعطاء بديل مناسب وثري للباحث العربي. 7- اصدار نشرية سنوية او دورية لمواليد المصطلحات العلمية موحدة ومنمطة، تتولى اصدارها المجامع اللغوية العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم بالتنسيق مع الجامعات والمؤسسات التعليمية والصناعية في الوطن العربي. 8- التعامل بشجاعة حضارية وثقة تامة مع الألسن الأخرى، ومنح اللسان العربي حقه لاظهار عبقريته في احتواء المجالات التكنولوجية والطبية والمعلوماتية وشبكات الانترنت. وقد عقب بعض اساتذة الجامعات بمداخلات اثرت جوانب المحاضرة، وقد شهد المحاضرة جمهور طيب تفاعل مع الافكار المطروحة.