ناقش مجلس الأمن ليل الاربعاء/الخميس احتمال استخدام القوة لمعاقبة العراق إذا لم يتعاون مع مفتشي الأسلحة، وذلك وسط أنباء تفيد بالتوصل إلى حل وسط بين مشروعي القرار الأمريكي والفرنسي. وقد دعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى التصريح تلقائيا باستخدام القوة وذلك في مشروع قرار تقدمتا به إلى مجلس الأمن في الاسبوع الماضي. وتعارض فرنسا والصين وروسيا هذا النص، وقالت فرنسا إن المجلس يجب أن يصرح باستخدام القوة في قرار ثان بعد أن يعود المفتشون إلى العراق ويبلغوا عن انتهاكات من جانب بغداد. وأوضح دبلوماسي فرنسي «المشكلة ليست ألفاظاً، نحن لا نريد أن يتضمن القرار شرارة مستترة بحيث يفسر على أنه تصريح باستخدام القوة دون موافقة المجلس. هذه القضية هي أهم القضايا بالنسبة للمجلس في الوقت الراهن». وقد اعتبر مشروع القرار الأمريكي الذي قدم للمجلس أن العراق «يرتكب مخالفة مادية» لقرارات الأممالمتحدة، محذرا بغداد أنها ستواجه «عواقب وخيمة» إذا استمرت في تحدي قرارات الأممالمتحدة. وقال دبلوماسيون إن هذه الكلمات هي«الزناد المستتر» كي تشن الولاياتالمتحدة هجوما من جانبها فقط على العراق. وفي المناقشات المغلقة لمجلس الأمن عبرت جميع الدول الأعضاء عن وجهات نظرها بشأن استخدام القوة، وسجل السفير البريطاني جيريمي جرينستوك ونائب السفير الأمريكي جيمس كانينجهام ملاحظات أعضاء مجلس الأمن ووعدا بالعودة إلى المجلس خلال يومين وربما بتعديلات للنص الأصلي. وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم الخارجية ريتشارد باوتشر أن مناقشات مجلس الأمن «تتقدم بشأن بعض القضايا الأساسية» بما في ذلك «تشديد شروط التفتيش الجديدة». وصرح جرينستوك للصحفيين بأن المجلس دخل «مرحلة نشطة» من المناقشات مضيفا أن بلاده «ليس لديها أي مشكلة بالنسبة لخطة على مرحلتين». ولكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا رفضتا فكرة قرار ثان يصرح باستخدام القوة ضد العراق في حين لا تعارضان العودة إلى المجلس لإجراء مزيد من المناقشات. وتؤيِّد فرنسا وروسيا والصين القرار الثاني، وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن واشنطن وباريس ربما توصلتا إلى حل وسط في قضية مدة على مرحلتين. ووافقت واشنطن على التشاور مع الدول الأعضاء بالمجلس والبالغ عددها 15 عضوا قبل أن توجه ضربة عسكرية منفردة للعراق. ويقضي الحل الوسط بمشاركة الولاياتالمتحدة في مناقشات المجلس بعد عودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة إلى العراق وإبلاغهم أن نظام بغداد ينتهك قرارات المنظمة الدولية بشأن نزع السلاح. والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وما لم تتفق هذه الدول على مسودة قرار فلن يطرح للتصويت في المجلس ككل. وصرح رئيس مجلس الأمن مارتين ايبوتو سفير الكاميرون للصحفيين بعد اجتماع المجلس بأن الدول الأعضاء عبرت عن وجهات نظر «إيجابية للغاية» بشأن النص الأمريكي، وقال إن وجهات النظر هذه قد تؤدي إلى حل وسط.