استعرض 4 وزراء رؤساء لجان برامج رؤية المملكة 2030 في جلسة حوارية مساء أمس بمناسبة مرور 5 سنوات على إطلاق الرؤية الإنجازات المتحققة والتحديات القادمة. وشارك في الجلسة الحوارية وزير الصحة رئيس برنامج تحول القطاع الصحي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير السياحة رئيس برنامج جودة الحياة أحمد بن عقيل الخطيب، ووزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف رئيس برنامج تطوير القطاع المالي وبرنامج التخصيص وبرنامج الاستدامة المالية محمد الجدعان، والمستشار في الديوان الملكي رئيس برنامج التحول الوطني محمد التويجري، وأدارها الكاتب خالد السليمان. وفي بداية الجلسة تم عرض فيلم وثائقي يستعرض خطط رؤية المملكة 2030 وأهدافها خلال 5 أعوام التي تستهدف جميع المجالات الاقتصادية، وجودة الحياة، وتطوير قطاع السياحة، وغيرها. الصحة من جانبه كشف وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة إن وزارته حققت خلال السنوات الخمس الماضية العديد من الإنجازات، وذكر منها الناس كانت تعاني في 2015 من الحصول على موعد، أما الآن فمن خلال تطبيق «موعد» أو «صحتي» يستطيع الحصول على الموعد بشكل سريع جداً. وأضاف وزير الصحة أنه منذ إطلاق هذه الخدمة منذ عامين ونصف العام، تم إنجاز أكثر من 67 مليون موعد، وتصل المواعيد يوميا إلى قرابة 150 ألف موعد، ويستفيدون من الخدمات الصحية التي تقدم لهم في جميع المستشفيات والمراكز الصحية. وأكد د. الربيعة أن هناك الكثير من الخدمات الإلكترونية التي تقدم للمواطنين والمقيمين عن بعد، منها مركز الاتصال 937 ويصل عدد الاتصالات اليومية على هذا المركز إلى أكثر من 140 ألف شخص، ويقدم خدمات كثيرة منها خدمات الاستشارات الطبية عن بعد، فكثير من الناس حاليا لا يحتاجون الذهاب إلى مستشفى أو مركز صحي بل يمكنهم الاتصال على 937 للحصول على الخدمة الطبية مباشرة، ويمكنهم أيضا الحصول على وصفة طبية إلكترونية. وقال د. الربيعة : لدينا تطبيق «صحة» الذي يتيح التواصل مع الطبيب عن بعد والجميل في هذه الخدمة أن المواطن يستطيع الحصول على هذه الخدمة ولو كان في أي مكان من العالم. وفيما يتعلق بالجائحة رأينا الكثير من الإنجازات فلدينا مراكز للفحص منتشرة في جميع المناطق، ومن خلال تطبيق «صحتي» يعلن يوميا عن أكثر من 30 ألف موعد بالإضافة إلى إرسال أكثر من 60 ألف نتيجة للفحص عن طريق التطبيق ، وقال: إن المملكة اقتربت من تقديم 9.5 لقاح ضد «كورونا» مؤكدا الحرص على جودة اللقاحات وليس الكم. وبين وزير الصحة أن برنامج التحول الصحي يركز على تطوير القطاع حيث استقلت برامج الخدمات الصحية في برنامج منفصل. المالية من جانبه أكد وزير المالية محمد الجدعان أن إعادة هيكلة الميزانية والوفر الذي تحقق من رفع كفاءة الإنفاق العام البالغ 400 مليار ريال خلال 4 سنوات ماضية، هي جوانب مهمة من منجزات رؤية السعودية 2030 في العام الخامس على تنفيذ الرؤية. وأوضح الجدعان أن إعادة النظر بنسبة ضريبة القيمة المضافة، سيجري بعد تحقيق عدة مستهدفات، والتي تبلغ نسبتها في الوقت الحالي 15% ومن المتوقع أن تنخفض إلى 5% في فترة تتراوح بين سنة و 5 سنوات. وأضاف وزير المالية أن لدى الدولة مصادر متعددة من التمويل من الدين والاحتياطي وثروة في صندوق الاستثمارات العامة، وقال : لدينا أصول نسعى لتخصيصها، وسنظل حذرين في تحديد سقوف الميزانية. وحول مستويات إصدار الصكوك والسندات قال وزير المالية إن مستويات الدين العام للناتج المحلي الإجمالي 33% وهي معقولة مقارنة بدول مجموعة العشرين، منوها بتزايد الاهتمام في الديون على مستوى عالمي. وقال الجدعان: إن مستويات الدين ليست مقلقة على الإطلاق ولدى المملكة ثروة كبيرة في صندوق الاستثمارات العامة ولديها أصول قابلة للتخصيص واحتياطيات مريحة. وكشف وزير المالية عن ارتفاع إسهام القطاع الخاص من 45% إلى 51 % في نهاية 2020، كما أن هناك قفزات في تطوير القطاع المالي بما فيها التخصيص. وفيما يتعلق بالقطاع المصرفي قال وزير المالية: إن هناك تطبيقات كثيرة أسهمت في إيجاد الكثير من الحلول المالية خصوصا في البنوك. السياحة من جهته أكد وزير السياحة رئيس برنامج جودة الحياة ضمن رؤية السعودية 2030 أحمد الخطيب أن الرؤية استهدفت تحسين نمط الحياة في مدن المملكة عبر رفع جاذبية العيش في المدن، من خلال التركيز على مرافق الرياضة والترفيه والسياحة، إلى جانب البنى التحتية والتخطيط العمراني، وخدمات الاتصالات والتعليم والصحة القريبة من المساكن. وكشف وزير السياحة أن هناك 130 مشروعا تقوم الوزارة به، وأفاد أن برنامج تحسين جودة الحياة تزيد ميزانيته على 60 مليار ريال ويرتبط به 13 جهة مختلفة، وفي قطاع الرياضة أصبح لدينا فعاليات رياضية كثيرة، مثل السوبر الإسباني والإيطالي ورالي داكار وفورميلا إي وغيرها، ومع تحديات الجائحة حصل هدوء في الفعاليات ومتفائلون باستئناف النشاطات. وتوقع الخطيب أن تضيف المملكة 500 ألف غرفة فندقية جديدة من مختلف المستويات خلال السنوات الخمس المقبلة، وقال وزير السياحة: إن الرؤية وبرامجها ساهمت في تمهيد الطريق بتأسيس 1000 شركة صغيرة ومتوسطة في قطاع الترفيه في المملكة، بجانب منجزات إطلاق التأشيرة السياحية واستضافت المملكة بإصدار 450 ألف تأشيرة لزائرين من خارج المملكة خلال 3 أشهر. وقال خلال جلسة حوارية عقدها 4 وزراء مسؤولون عن برامج الرؤية مساء السبت مع الإعلاميين بمناسبة مرور 5 سنوات على رؤية السعودية 2030 التي شكلت حقبة جديدة في البناء الاقتصادي. التحول الوطني من جانبه كشف المستشار في الديوان الملكي رئيس برنامج التحول الوطني محمد التويجري أن ثلث أهداف رؤية 2030 في برنامج التحول الوطني تحققت، وأوضح أن 10وزارات تتناغم يوميا لأهداف معينة على رأسها كفاءة العمل الحكومي لخدمة المواطن، وتمكين القطاع الخاص والبنية التحتية. وبين التويجري أن المملكة خلال السنوات الخمس الماضية حققت عددا من الإنجازات من أبرزها تسهيل ممارسة الأعمال التجارية، مبينا أن هذا الأمر كان يستغرق نحو 15 يوما ما بين 6 جهات، أما الآن فإن الأمر يستغرق نصف ساعة فقط والسجل التجاري يستغرق 180 ثانية. وأشار إلى أن الخدمات العدلية أيضا من ضمن خطوات التحول الوطني حيث إن 82 % من هذه الخدمات مؤتمتة، وهناك 120 خدمة يستخدمها نحو 70 ألف مواطن يوميا. وأكد أن هذه الخدمات وفرت على المواطنين والمقيمين، نحو 25 مليون مشوار سنويا بالسيارات، ومن خلال منظومة الأتمتة بشكل كامل فإننا بذلك نكون وفرنا نحو 100 مليون مشوار. وأكد التويجري أن الحوكمة ومنظومة اتخاذ القرار من أبرز منجزات رؤية 2030، موضحاً من جانب آخر أن 81% من الخدمات الحكومية في المملكة باتت تقدم إلكترونياً، وظهر ذلك من خلال خدمات الصحة والتعليم خلال الجائحة. وأضاف أن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل ارتفعت بعد الرؤية إلى 33% وهي نسبة مرتفعة قياساً بالبعد الزمني لهذا التطور. وبين أن الخدمات الرقمية الحكومية، قفزت بنسبة 35% وساعد في ذلك المواجهة من مرحلة الجائحة، واعتبر أن رفع التقدم التقني للخدمات، رفع مستوى الشفافية وساهم في ترسيخ جهود القضاء على الفساد بشكل كامل، و»لم نعد نرَى البيروقراطية السابقة في تقديم الخدمات» ، وأشار إلى تضاعف سرعة الإنترنت 12 مرة مع انتشار أوسع لشبكات الجيل الخامس داخل المملكة. وتناول التويجري ما توفر لرؤية المملكة من ممكنات قيادية وفريق عمل مميز، انعكست على تحقيق الأداء، طارحا عدة أمثلة من بينها مرونة الرؤية في تحقيق مستهدفاتها وتعاملها مع تطورات الاقتصاد العالمي والجائحة، بخاصة عندما انخفضت العائدات بسبب كورونا، وكان لابد من إعادة النظر في ترتيب الأولويات. ولفت إلى أن الهدف الأول بالنسبة لقيادة المملكة وللرؤية يظل المواطن، ولذلك تركز العقود مع الحكومة على توظيف أفضل الاستثمار وضمان تقديم الخدمات بجودة عالية. وقال: إن الحوكمة ومنظومة اتخاذ القرار هي من أفضل مخرجات رؤية 2030، بحيث أصبح لدى المملكة برامج محددة ومستهدفات وطريقة عمل مستدامة، ستمكن من مواصلة بناء الإنجازات.