شتان بين التسويق الثقافي، وبين العديد من الحيل.. والاحتيال الثقافي، إن جاز نسبتهما إلى السياق الذي يتمان فيه، وهو السياق الثقافي، لذلك فإن تسويق الكاتب.. والكتاب.. والناشر أيضاً، من أهم المحركات الديناميكية لحركة التأليف والنشر، لذلك فالكتاب من أبطأ الرسائل الاتصالية إنتاجاً.. وطباعة.. وتسويقاً.. وتلقياً أيضاً، إذ لكل كتاب ما يقابله من أصناف القراء.. وأنواع القراءات. لا يمكنني بطبيعة الحال الحديث عن كل ما استطعت رصده لسنوات من تلك الحيل.. وأساليب الاحتيال التي يشترك فيها مؤلفون .. ومؤلفات.. وناشرون.. الذين كانت «الطبعات» أول أشكال حيل النشر، لذلك فلا غرابة أن تجد إصداراً قابعاً على الرفوف، وقد تجاوزت طبعاته العشر طبعات -مثلاً- ولا تجد له رمساً، حتى لو سلمنا جدلاً بأنه ربما سوق في معرض هناك دون آخر! ولربما لو سأل أحدنا اليوم العم قوقل لأجابه أيضاً بهل غير (هل) المتنبي، إذ سيرد عليه بقوله: هل تقصد..؟! لأن الحيلة لم تنطوي على السيد قوقل! وما زلت أؤكد وبإصرار على أن يكون العنوان، مسوقاً، وأن يكون تصميم الغلاف مسوقاً، وأن يكون المضمون وشكله مسوقاً، وصولاً إلى نوع الورق المسوق؛ لأن حيل الكتابة.. بعيداً عن حيل النشر.. واحتيالاته.. فهي فخ المؤلف الذي لا مخرج منه، خاصة تلك الحيل التي أخرجت إلينا (هذرولوجيا)، مطبوعة باسم الشعر! أو نثار باسم السرد وفنونه! لذلك فلا غرابة أن تجد من بعض الأعمال الروائية بأسماء سعودية أو عربية مما لا يعرف كاتبها.. أو كاتباتها تحديداً! تبعاً لسوق لا تسويق.. راجت فيها حيل.. واحتيالات يدفع ضريبتها الكاتب مرات ومرات، بدءًا بالتكلفة المالية، وصولاً إلى تحقيقه لرغبة حيل ناشر وتحايله، وانتهاء بالصورة الانطباعية عند القارئ، وليست حيل الترجمة عن ذلك ببعيد، عندما تجد العديد من المترجمات في فنون معرفية شتى، دون أن تعرف من قام بترجمتها، إذ لا يمكن تصور الترجمة بأنها مجرد نقل من لغة إلى لغة، ودون أدوات تخص مجال عن آخر، ما يجعل من ترجمة الأعمال الفكرية، والإبداعية شعراً كانت أم سرداً توصف بالخيانة.. وبالانتحار على مشانق النصوص.. وبالرقص مع الكلمات في حقول ألغام الكتابة.. وعياً بما يعنيه هذا المستوى من الترجمة. * الحيل تسليع.. والاحتيال جهل! ** **