قالوا لي ذات ربيع مغادر اتركيها، بل قومي بؤدها بين رفوف الزمن لا تعتقيها فلا داعي لكل ذلك فلن تصلي يوماً، فمشوار الكلمات أطول من مشوار العمر.. سكتُ مزمجرة وأنا أشتاط غضباً, من أنتم لتقوموا بالترافع على حلمي الذي لم يبلغ رشده بعد, بل ما زال في أوجه وعنفوانه وقادراً على المضي قدُماً حتى وإن تعثر يوماً, فبعد كل عثرة ركض متواصل وإصرار شرس, لا يتوقف إلا في محطات النجاح. الأحلام لا تقيدها آراء الآخرين لذا: لا تتركوا لهم حرية التصرف في أحلامكم ولا حتى بؤدها حيَّة قبل أن تعانق النور وتلامس شعاع الفجر, بل واجهوهم بكبرياء النجاح وقوة الأمل كي تنمو وتصبحوا ناضجين وقادرين على بلع تجارب الخيبة وخذلان المحاولة, الأحلام قد تتعثّر وقد تتوقف ولكن لا تموت. بل نحن من نموت عند أول معارضة تواجه أحلامنا, فنبقى معلقين بين قمة الوجود وسفح ألا وجود, أموات في حسبة أحياء نتقلب بين الأيام ودفاتر العمر، تاركين للغير خطف أحلامنا وعزلها في أبراج عاجية, لحين موت الأسباب واختفاء التقاليد, فتنقلب المعادلة بكسور عكسية فتتغيَّر النتيجة وتصبح في صالحهم فيقوموا بإطلاق العنان لأعداد وليدة في الضفة العشرية, فتنقلب الموازيين, ليصبح ما كان مضطهداً بالأمس مستباحاً اليوم. كونوا أشخاصاً غير اعتياديين لن يأتي مثلهم ولا بعدهم أحد, قوموا بنقل أحلامكم لضفة الواقع.. واحجزوا مقاعدكم على طائرة الحياة كي تجوب بأحلامكم بين حيطان الفضاء ودهاليز الأرض. لا تتنازلوا عن أحلامكم كي لا يشارككم الندم بريق حياتكم ويستبيح الحزن أرواحكم.. كونوا على موعدٍ في كل يوم مع حلم جديد, منتظرين بشغف كمولود يعانق وميضه سماء الواقع وأراضي الحقيقة, فقد قاربتم على قص شريط النهاية..وحينها لا ترضوا لأنفسكم إلا بالاسترخاء على قمة الوصول ومخادع الإنجاز! (أفق) «سنكون كما نريد ولو بعد حين» ** **