يتخرج الطالب الجامعي من الجامعة، وكله أمل أن يجد وظيفة ملائمة ومناسبة يستطيع من خلالها تأمين حياته المستقبلية، التي يسعى من خلالها إلى تأمين وضع معيشي جيد وتكوين عائلة وإنشاء منزل، هذا التفكير نجده لدى الكثير من الطلاب وأبناء المجتمع الذين لهم الأولوية في التوظيف. إلا أن الكثير من الطلاب لازال يعيش العقلية القديمة، بأن كل تفكيره الحصول على شهادة جامعية في أي تخصص بدون النظر إلى متطلبات السوق وحاجته، وهذه الإشكالية لا زالت مستمرة منذ زمن، ولم يتم التركيز عليها بالمستوى الكافي والمأمول سواء من قبل الجهات المسؤولة أو الأسرة ودورها في توجيه أبنائها. لذلك الطالب يدرس في الجامعة ولا يعلم ما هو مصير دراسته عندما يتخرج ويحصل على شهادته الجامعية آملاً أن يحصل على الوظيفة. من خلال عملي في القطاع الخاص وخبرتي لسنوات طويلة قضيتها في أروقة الشركات والبنوك وجدت بأن هناك ثغرة كبيرة عند أبنائنا الطلاب وخريجي الجامعات، أو حتى هؤلاء الذين يقدمون على وظيفة جديدة، وهي نقص المهارات الداعمة للتخصص الأكاديمي، مما يجد من الصعوبة في قبوله من قبل أصحاب الأعمال، ولست هنا أبرر لأصحاب الأعمال بعدم قبول أو توظيف أبناء الوطن، وإنما أدعوا إلى دعم التوجه إلى صقل المهارات الشخصية المتنوعة في خط متواز مع التحصيل الأكاديمي. لأننا نجد الكثير ممن يتقدم للوظائف عندما تتم مقابلته ويطلب منه أن يقدم نفسه وما هي المهارات المتوفرة لديه من إمكانيات لاستخدام الكمبيوتر من خلال برامج متنوعة أو كعمل عرض أو التحدث بطلاقة باللغة الإنكليزية أو العربية وغيرها، نراه متردد وغير واثق بنفسه، لذلك لم يتم اختياره وتم استبعاده لأنه يفتقد للمهارات الأساسية التي يتطلبها أي عمل. فما هي المهارات الوظيفية التي يبحث عنها أرباب العمل: يبحث أرباب العمل غالبًا عن مهارات تتعدى حدود المؤهلات والخبرات. في حين أن تعليمك وخبرتك قد يجعلانك مؤهلا لتقديم طلب للحصول على وظيفة، إلا أنك لكي تكون ناجحًا ومناسبًا للوظيفة، فإن هذا يتطلب منك إظهار مزيج من المهارات: ما هي مهارات التوظيف: هي تلك اللازمة للحصول على عملٍ والحفاظ عليهِ والنجاح بهِ. ومرغوب فيها في جميع قطاعات العمل: كتابة السيرة الذاتية. التعامل مع الآخرين: التعامل مع الآخرين أهمية بالغة عند البحث عن عمل، ولربما يكون العامل الوحيد الأكثر أهمية للعديد من أرباب العمل. الاتصال والتواصل: يبحأرباب العمل عن الأشخاص الذين يتواصلون بشكل جيد سواء شفهيا أو خطيًا. التفكير النقدي: القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات يمكن أن تكون نقطة قوية لصالحك لدى رب العمل الخاص بك. التنمية الشخصية: تدور تنمية الشخصية بشكل رئيسي حول السلوك المناسب تجاه العمل والمؤسسة التي تعمل بها. التقديم: يعتبر تقديم المعلومات بشكل واضح وفعال مهارة أساسية في مكان العمل وتقريبًا، فإن مهارات العرض مطلوبة الآن في كل مجالات العمل الحديثة. القيادة: القيادة هي القدرة على التأثير على الآخرين نحو تحقيق الهدف. الحساب (التعامل مع الأعداد): ينطوي الحساب على فهم البيانات الرقمية والإحصاءات والرسوم البيانية، وأيضاً جزء من اتخاذ القرارات والتفكير. تكنولوجيا المعلومات: معظم الناس يحتاجون إلى بعض مهارات تكنولوجيا المعلومات للعثور على عمل اليوم. لذلك علينا توجيه الاهتمام لهذا الأمر عبر الوسائل المتعددة المتمثلة في مؤسسات الدولة والمجتمع المدني. ** **