على الرغم من أن الانجازات «الذهبية» التي حققها ابطال المملكة لألعاب القوى مؤخراً.. تعد انجازات متميزة وفريدة من نوعها في سجلات تاريخ «أم الالعاب» السعودية.. فضلاً عن كونها جاءت في وقت احوج ما تكون فيه الرياضة السعودية بمختلف ألعابها ورياضاتها المتعددة لإنجازات على مستوى العيار «النفيس» الذهب - على الأقل - لتوازن حضورها البطولي على المستوى القاري.. اقول.. على الرغم من هذا كله الا ان الاعلام الرياضي بمختلف قنواته بات يسجل انحداراً متواصلا.. وغريبا بحق هذه اللعبة تحديداً.. لدرجة ان الصحافة الرياضية - مثلاً - لم تدرك بأن هناك دورة للألعاب الآسيوية في بوسان وبمشاركة عشرة اتحادات سعودية الا في ايامها الاخيرة وبمباركة من وكالة اجنبية افضلت على صحافتنا بما يدور في بوسان من احداث ومنافسات رياضية بل كان لالعاب القوى السعودية حضور «ذهبي» فيها. اقول: هذه محصلة ما استنتجته من ذلك الحديث «العميق» وقرأته أيضاً مرات.. ومرات في وجه رجل الانجازات سمو الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى من خلال المؤتمر الصحفي مع سموه الكريم.. والذي اعتبر «عتابه» على الاعلام الرياضي من ابسط حقوقه كرجل «انجاز» تأصلت في شخصيته كلمة كل ماهو «إعجاز» لدرجة وصل فيها سموه لقناعة بأن فرحة الإنجازات لا تنسيه اهم السلبيات. حقيقة لا اعرف ما مدى قدرة رجال الاعلام الرياضي نحو تغيير الصورة التي رسخت لدى «عموم» مسؤولي الالعاب المختلفة بأن دور الصحافة بات يقتصر على ان الثروة الفعلية للإنجازات الرياضية هي كرة القدم. ويتداعى - أيضاً - سؤال آخر: في ظل الانجازات «الذهبية» التي تسجلها «ام الالعاب» لرياضتنا السعودية.. الا يفترض ان يكون لاعلامنا وقفة صادقة ومشرفة بهدف دعم ابطالها معنوياً.. لكي تأخذ مكانتها على المستوى العالمي.. بدلاً من «تحطيمهم» نفسياً. انه لمن المؤلم حقا.. ان يتبنى الاتحاد السعودي لالعاب القوى «فكرة» تشكيل لجنة اعلامية تترجم انجازاته وتقوم بدور الشاهد المراقب لمشاركاته من حيث تقييمها وبالتالي بث روح الحماس في صفوف ابطالها.. الذين يندفعون «حباً» لتمثيل الوطن. *** امتداداً للموضوع نفسه.. ومن حيث نهاية المؤتمر الصحافي مع سموه الكريم.. كان للجنة الاعلامية باتحاد اللعبة حضور من خلال تقديمها «بمحصلة» وثائقية عن انجازات العاب القوى وعلى طريقة - حقائق وارقام - عكست فيها «ضحالة» ثقافتنا الرياضية «بأم الالعاب» ويبدو انه تم تقديمها للاعلاميين للاستفادة من انجازات الرياضة السعودية على الصعيد القاري.. تجسد مكانة ألعاب القوى السعودية ضمن دول المقدمة على المستوى القاري.. بيد ان تلك الالعاب «المنسية» اعلامياً.. كان لها حضور تصنيفي من حيث الانجازات الآسيوية وان ما قدمته الالعاب الرياضية السعودية الاخرى بما فيها لعبة «الاعلام» كرة القدم في سنواتها الطويلة من انجازات وغيرها من البطولات بات ضئيلاً امام منجزات الرياضة «الأم» ألعاب القوى. آخر المطاف: احياناً تكون الخبرة في مفهومنا الرياضي تعني مدى استفادتنا من الاخطاء.