بين المدن القارية التالية: سدني الاسترالية.. وادمنتون الكندية.. وبوسان الكورية علاقة غير مرئية.. ولكن ربما تربطها علاقة دبلوماسية بحكم مواقعها الاقتصادية.. ولكنها في الوقت ذاته وبالنسبة لنا كرياضيين تعتبر محطات انجازية جميعها تصب في نهر واحد.. يتدفق «قوى» ومتانة «ومسافة» لمصلحة الرياضة في بلدي عبر بوابة ام الالعاب . ان فوز المملكة الذي تحقق مؤخرا في تلك المدن القارية «المثلثة» له ارتباط وثيق.. اذ شيده ابطالنا القوى وبمثابة جسر ذهبي عبروا من خلاله حواجز قضبانية وبمسافات طويلة واخرى قصيرة يشار لها قانونياً بالكيلوات وما تلاه من امتار جميعها على واقع المضمار.. وفي «رابعة» النهار من ايامه الاولى اضافوا «خامسة» و«سادسة» ولا احلى من الذهب جدد من خلالها نجومنا السباع صوعان، الصفار، البيشي، الاحمدي، العتيبي، تقليد الذهب على مضامير التصفيات الاولمبية والعالمية والقارية. اقول.. اجد في تلك القوة الضاربة شباباً وذهباً مفخرة وثقة برجل الانجاز الاول سمو الامير نواف بن محمد رئيس اتحاد «ام الالعاب» والذي للحق يسجل له التاريخ الرياضي وبمختلف صفحاته بانه القائد الحقيقي والمبدع اذ استطاع ان يجسد مفهوم ورغبة اللعبة لدى الرياضيين عامة وللاعبين خاصة بل انه جسد مفهوم الألفة بين الاحبة دون ان يشعر اي نجم منهم بان هناك من يقف امام رؤوسهم لاجل التأنيب.. بل بمتابعته المضنية سواء بمرافقته لهم او لفرحه بهم اينما حلوا نحو تحقيق الذهب له الاثر الكبير في هذا كله.. ولعلني اجده في هذه المرة يقف كالجبل «الاشم» نحو تحويل «أم الالعاب» رياضة محببة للنفس رغم «قساوتها» يشار له بالبنان تقفز حواجز الهمة والرغبة بهدف الوصول للعالمية «والتقوقع» عليها، فهنيئاً لنا بهؤلاء الأبطال.. وهنيئاً للوطن بهذا الانجاز. ** قمة الوفاء ان يبادر التلميذ على تكريم معلمه او قدوته ولعل ما اقدم عليه النجم الذهبي «مخلد» بتقديم ميداليته للنجم الدولي السابق سعد شداد ماهي الا عربون وفاء.. فضلاً عن كونها البادرة الاولى من نوعها وعلى مستوى كل الالعاب، وحسبي به يقول: في غمرة الشدائد نحن لها شداد!! ** بعد ان تأكد للقارة الاسيوية بان السيادة الكروية للرياضة السعودية.. ظهرت «أم الألعاب» الوطنية لتؤكد هي الاخرى سيادتها القارية في العاب القوى. ** لم تخب ابطالنا «القوى» ثقة رئيس اتحادهم وهو يصرح مع تحقيق اول ميدالية ذهبية في التصفيات.. بان القادم أحلى.. او الآتي اعظم.. فقد كانوا بمستوى الثقة قولاً وعملاً بل اتقنوها بكل جدارة.. وبالذهب يا حلاوة. ** لو لم يكن الزميل «النشط» خالد الدلاك مقرر اللجنة وموفدها الاعلامي في ذلك الاتحاد لربما لكن الرياضيين وبمختلف ميولهم يبحثون عن شيء يمت بصلة لتصفيات العاب القوى ببوسان!! ** إذا كان في البعثة من نجم متميز فاعتقد بان الاستاذ ابراهيم العويران اداري اللعبة الاحق بها دون منازع «فطلته» البهية مع كل ميدالية ذهبية تعطينا انطباعاً بان القادم احلى والانجاز ابهى. ** لا أعتقد بان عبارة «النشاز» ستردد بعد عصر «القوى» الذهبي والتي عادة ماتكون الى متى ستظل انجازاتنا الرياضية على مستوى «كرة القدم» فقط. آخر المطاف ما أحلى ان ينال البطل ثمرة كفاحه.. ويرى مردود جهده.. من الرجل الذي كان يقف وراء رياضته ولعبته او حتى انجازه.