نجح لاعبو المنتخب السعودي لألعاب القوى في تخفيف أحزان الرياضيين السعوديين الذين عاشوا صيفًا مأسويًا إثر الهزائم الثلاث التي مُني بها منتخبهم لكرة القدم في مونديال كوريا الجنوبية واليابان، وتحديدًا تلك الخسارة القاسية أمام المنتخب الألماني صفر-8. ومثلما تذوق السعوديون المرارة في الشرق، فإن رياح الشرق أيضًا جلبت لهم الفرح وتحديدًا من مدينة بوسان الكورية عندما حصد رياضيو ألعاب القوى 7 ميداليات ذهبًا وواحدة فضة تبوأوا بها مركز الصدارة بين الدول العربية المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التي لا تقل شأنًا بالنسبة إلى أهل القارة الصفراء عن الاولمبياد... ناهيك عن تفوقهم على كل الفرق الآسيوية على لائحة الميداليات الذهب التي وزعت على أبطال أم الالعاب على صعيد المنافسات الرجالية. وعلى رغم أن المشاركات السعودية في الاولمبياد الآسيوي بدأت في عام 1978، إلا أن أول ميدالية ذهب حصلت عليها كانت في دورة هيروشيما عام 1992 بواسطة الرامي سعيد المطيري. ومنذ ذلك التاريخ، غابت الذهبيات إلى أن هطلت بوفرة في بوسان. وبداية الغيث كانت ميدالية مخلد العتيبي في سباق 10 آلاف م، ثم ضم إليها ذهبية 5 آلاف متر أيضًا. وتبعه هادي صوعان بذهبية 400 متر حواجز، وحافظ جمال الصفار على لقب أسرع رجل في آسيا وفاز بذهبية 100م. كما حصد سالم الاحمدي ذهبية الوثب الثلاثي، وحسين السبع ذهبية الوثب الطويل. وأخيرًا اختتم فريق التتابع أربع مرات في 400م الذهبيات السعودية. أما الفضية، فكانت من نصيب حمدان البيشي في سباق 400م. وتعيش ألعاب القوى السعودية طفرة نوعية إن على صعيد النتائج أو على مستوى الحضور في المحافل القارية والعالمية، ونال رئيس الاتحاد السعودي لالعاب القوى للهواة الامير نواف بن محمد ثناءً عاطرًا قلما يحصل عليه رئيس اتحاد للعبة غير كرة القدم، وذلك حين قال الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في المملكة "اتحاد ألعاب القوى مميز، والاتحاد المميز لا يترأسه سوى شخص مميز". ولا شك في أن مرجع هذا الثناء هو العمل الناجح الذي أثمر تفوقًا ظهرت نتائجه واضحة في الالعاب الآسيوية الاخيرة. واستلم الامير نواف رئاسة الاتحاد قبل عشر سنوات، وهو أكد وقتها أنه سيعمل جاهدًا على أن تحقق بلاده الميدالية الاولمبية الاولى من طريق ألعاب القوى تحديدًا، وهو ما حصل فعلاً عام 2000 في أولمبياد سيدني حين فاز صوعان بفضية سباق 400م حواجز. ثم كرت سبحة الانجازات السعودية ونجح صوعان والسبع في تسجيل اسميهما في مسابقات الدوري الذهبي، ونال البيشي لقب أفضل لاعب ناشئ في العالم عام 2000. وسجل السعوديون نجاحات متتالية على الصعيد العالمي في الآونة الاخيرة، بيد أنهم تمركزوا دومًا في المرتبة الثانية بعد أشقائهم القطريين في الملتقيات الخليجية والعربية والآسيوية... لكن هذه المرة كان التفوق ل"الاخضر" في بطولة الخليج قبل سبعة أشهر، ثم في "أولمبياد بوسان".