ريمٌ عَلى القاع بين البان والعلَمِ أحل سفك دمي في الأشهر الحرم جحدتها وكتمت الجرح في كبدي جرح الأحبة عندي غير ذي ألم يالائمي في هواه والهوى قدر لو شفك الوجد لم تَعْذُل ولم تَلُمِ إن كان أمير الشعراء شكا سهام تلك الظبية الحوراء التي سلت سهامها صوب كبده من عينيها السوداوين فالزائر إلى محمية حرة الحرة يرى أن الظباء هي التي تشكو الرصاصات المصوبة من بنادق الصيادين وهم يتسللون إليها خلسة إنها تشكو لكل مواطن مخلص يعي ظروفها الحياتية المهددة بالانقراض وتبرمها من القسوة التي تتعرض لها عندما تخرج من حدود المحمية فيقومون بقتلها وهو سلوك غير طيب لا يتمشى مع حقوق المواطنة النبيلة حيث إن الدولة أعزها الله قامت بتأسيس هيئة وطنية ترعى الحياة الفطرية وتقوم على حماية الحيوانات المهددة بالانقراض وقد أنفقت المال والجهد في سبيل هذا الهدف الوطني الخير: المحافظة على ما تبقى من تراثنا الفطري الجميل وتعرفون يا إخوتي أن الظباء من أحسن هذه المخلوقات الفطرية التي كانت تزين سهول صحرائنا، قد عاشت بين أسلافنا بكل ألفة ومحبة واليوم أوشكت أن تنقرض، بسبب الجفاف البيئي والصيد الجائر. والحق أن نقف بجانبها نحافظ عليها ونتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية من أجل هذه المخلوقات الباهية. وفي محمية حرة الحرة وهي أكبر محمية في العالم مساحة نجحت الهيئة في حماية الظبي العربي فتكاثر ونما لكنه ما زال يواجه خطر الصيد من قبل بعض الموطنين الذين يترصدون له في ذروة حرارة الصيف ويستغلون ظروف المحمية النباتية والجفاف الذي حدث له في السنوات الأربع الماضية فتضطر الظباء للبحث عن النباتات الخضراء ومصادر المياه وهنا يختتل لها البعض ويقومون باختراع الحيل لمخادعتها فينثرون لها شرائح البطيخ الأحمر على خارج حدود المحمية فتشمها عن بعد فتأتي إليها، فيصطادونها، ولقد اصطيدت أعداد كثيرة من الظباء في هذه السنة والسنة الماضية وللأسف فإن بعض هؤلاء يقيم دعوات خاصة يدعو لها خاصته ويعمل لهم وليمة من لحوم هذه الغزلان المسكينة. فيا إخوتي الكرام دعونا نسمح لهذه المخلوقات الوديعة أن تعيش في كناسها ترتع وتلعب تزهي بها عيوننا وترف لها قلوبنا فعن لحمها عليكم بلحوم «الهرافي وشواء التيوس» فهي أطعم وألذ ودعوا ظباء محمية الحرة في حالها فقد حمتها حكومتكم لكن من أجل أبنائكم من بعدكم فامنحوها فرصة العيش.