عندما ينتخب رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية يبدأ انطلاقته بشيء من الأفعال غير المتوقعة، وتصريحات مستغربة، وتذبذب سياسي يرافقه كثير من الغرائب والعجائب، الجميع كان يتوقّع من بايدن عند تسلّمه زمام الأمور أن يبادر لإصلاح ما أفسدته السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلّق بموضوع (اليمن) فلولا تدخلات الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا لما كان الحوثي باقياً حتى الآن يقتل ويشرِّد أبناء اليمن، ولما كان يقوم بطمس الهوية العربية اليمنية، ويحولها إلى هوية إيرانية، ويقوم بهدم المساجد والمتاحف، وتغيير المنهج الدراسي وتكبيل الجامعات ودور الثقافة، والتأصيل التاريخي في اليمن.. ولولا الدول الكبرى لما طال أمد الحرب، وأعطي الحوثي مكانة لم يكن يحلم بها، مع العلم أن هذه الدول تعلم علم اليقين أن الميليشيات الحوثية خرجت على السلطة والحكومة الشرعية، وأظهرت ولاءها واتجاهاتها لإيران كواحدة من ميليشياتها التي امتدت للعراق، ولبنان، وسوريا، وأغلب دول الشرق الأوسط، والدول الكبرى هي من سمحت لعصابات الحوثيين بتهديد الملاحة في البحر الأحمر، واحتجاز (صافر) والتغاضي عن تهريب السلاح عبر الموانئ اليمنية التي تسيطر عليها تلك العصابة أمام علم وأنظار هذه الدول.. والدول الكبرى هي من تعلم يقيناً أن 90 % من أبناء الشعب اليمني يعيشون تحت خط الفقر، والعوز، والمرض، والتشريد، والاختطاف وتدمير المزارع، والقرى والدول الكبرى تعلم علم اليقين عن آلاف الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي على أيدي خبراء حزب الشيطان اللبناني، وخبراء دولة الشر إيران ويعلمون أن 40 % من الأراضي اليمنية تنتشر فيها الألغام بين القرى السكنية وفي مداخل المدن وفي المزارع والدول الكبرى تعلم أن الكثير من أبناء الشعب اليمني أصبحوا معاقين بسبب ألغام الحوثيين، والدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا يشاهدون الطائرات المسيَّرة المفخخة والمعدة من قبل خبراء إيران وحزب الشيطان اللبناني يومياً ترسل على المباني المدنية والمطارات في السعودية وكأنهم لا يعلمون شيئاً والاكتفاء بالتنديدات التي هي فعلاً مخجلة ومعيبة لهذه الدول التي لم ير أبناء اليمن منها أي خير منذ بداية الحرب وحتى اليوم.. وهو ليس عجزاً من هذه الدول في إيقاف الحرب وتجفيف منابعها والوقوف بحزم ضد إيران، ومليشيات حزب الشيطان ومن يسير في ركابهم.. ولكن الدول الكبرى لا تريد إيقاف الحرب، بل تسعى إلمزيد من إشعالها واشتعالها والأسباب أصبحت معروفة ومكشوفة المصالح القذرة المخفية هي من تتغلب على المنطق والمعقول في حرب اليمن والاستهتار بأرواح الملايين بترك الحرية لهذه العصابة تعبث كما تشاء والمصيبة الكبرى أن يأتي بايدن في الوقت غير المناسب ليتناسى جرائم الحوثيين ويمنع تصنيفهم بالإرهاب وينسى الكوارث التي يرتكبونها، فيا له من عوار أن يكون اليمن موضوعاً عادياً بالنسبة له، هذه كوارث ونأمل أن لا نراها تتكرر وأن يكون هنالك رأي صائب من الإدارة الأمريكية إذا ما أرادت أن تكون كبيرة.