كلمة رؤية تتردد في الكثير من الأحاديث والخطب، وفي الصحافة والإعلام، وعلى ألسنة الكتاب والمفكرين والسياسيين، والكثير من المؤسسات والشركات وحتى الأفراد، يستعملون كلمة رؤية لخططهم المستقبلية، والتي من خلالها يتم رسم الأهداف المراد تحقيقها. فعندما نتكلم عن الرؤية توحي بالخطط الطويلة الأمد لمؤسسة ما، وثانيا بتوجه مستقبلي «رؤية المستقبل» وثالثا نفهم منها رؤية مستوى التفوق ومثلا أعلى، ورابعا لها صفة التفرد، لذلك تعرف «الرؤية» بأنها صورة مثالية وفريدة للمستقبل. ولعل كلمة الرؤية لم تكن جزءاً من قاموس الإدارة ولم تجد قبولا كمصطلح يتم التعاطي معه والعمل به في المجالات العملية في الماضي. فالرؤية لم يستعملها كل فرد وكذلك المؤسسات، فعندما تسأل أي فرد ما هي رؤيتك في الحياة، أو مؤسسة أو شركة «ماذا كانت رؤياك عندما أنشأت الشركة؟» نجد الجواب «لم تكن لدي رؤية» وبالتالي جميع أعمالنا كانت قصيرة المدى. فالكثير يعمل بدون رؤية واضحة سواء على الصعيد الشخصي أو العملي، وحتى بعض المؤسسات تعمل بدون رؤية واضحة وتمضي السنين على هذا المنوال. وقد يجد البعض صعوبة في تحديد رؤيته، وهنا لا بد من أن يسأل الإنسان نفسه «هل أنا في هذا المنصب لأتحمل مسؤولية في تحديد الرؤية؟، وهل لي دور في ذلك؟» وما هي المهام المطلوبة مني في تحقيق ذلك؟، عدة أسئلة تتكرر وباستمرار، يقول «الان كيه» من كبار مسؤولي شركة أبل للكمبيوتر «إن أفضل طريقة لإيجاد المستقبل هي أن تبتكره»، إن إيجاد رؤية لمؤسساتك يعتبر تحديا يتطلب قوة وطاقة تجبرك على توضيح ما الذي تريد فعلا تحقيقه، ومن ثم تبدأ مرحلة تشكل الصورة للمستقبل في ذهنك. قد يختلط الأمر على كثير من العاملين في المؤسسات حول الفرق بين الرؤيا والرؤية، كما قد يختلط الأمر لديهم بين الرؤية والرسالة والقيم. فالرُؤيا في اللغة اسم، وجمعها: رُؤى، ومصدرها؛ رأى، وهي: ما يراه الشخص أثناء نومه، وقد يطلق لفظ الرؤى على أحلام اليقظة، والرؤية (Vision) هي الإبصار بالعين والقلب / الذهن. والرؤية في عالم الأعمال هي عبارة عن بيان تصدره المؤسسة لما تنوي أن تصبح عليه في المستقبل، بمعنى أنها الصورة الذهنية للمستقبل المنشود الذي تسعى المؤسسة للوصول إليه في فترة زمنية محددة. وتُوضع الرؤية للمؤسسة من قبل الإدارة العليا، لتحديد الصورة المستقبلية للمنشأة، من خلال تشكيل فريق عمل، يخلص فيها إلى كتابة عبارة مختصرة تلخص الطموحات والآمال التي يصبوا إليها. ويرافق هذا المختصر (ملحق) يتضمن شرحًا تفصيليًا لكل جزء من الرؤية، ويضع مؤشرات عملية قابلة للقياس تعطي للمؤسسة علامات واضحة بأن الرؤية قد تحققت. فالرؤية هي مسار مستقبلي تتصف بالوضوح، والبساطة والإيجاز. وهي تتأثر بنوعية القدرات والإمكانات المتوفرة في المؤسسة في تحقيق الأهداف الرئيسة. حيث تعتبر هذه الأهداف المقصد الذي تسعى إلى تحقيقها خلال فترة زمنية محددة، تركز فيها على النتائج والمخرجات التي يتوجب على المؤسسة إنجازها التي تتسق وتنسجم مع الرؤية والرسالة والقيم. ** **