* س: - ما هي الصفات النفسية التي امتاز بها ابن حجر؟ ع.ل.ل. محمود /ج.م.ع/ القاهرة * ج: - ابن حجر أحد كبار العلماء الموهوبين ظهر بعد معاناة كبيرة ما بين «غربة» و«حسد» ووشاية به حتى آذاه الانزواء والمرض وكثرة القالة فيه، جمع بين العلم رواية ودراية والأدب واللغة والشعر ولم يزل كتابه «فتح الباري» ومقدمته «هدى الساري» الكتاب الوحيد العظيم بين سائر الكتب العلمية الفذة التي حوت أمور الشرع عبادة ومعاملة، وحوت مسائل عالية القيمة في الطب والإدارة والسياسة والصناعة وعلم الفراسة وخاصة أمور العدل من خلال الآثار التي شرحها في شرحه لصحيح البخاري. وحسب علمي وأنا بعيد عن مكتبي حال كتابتي لهذه الإجابة ان الإمام احمد بن علي بن حجر العسقلاني سيد القضاة والعلم الفذ الصابر المتحسب ولد سنة 773ه بالقاهرة وماتت أمه فتولاه والده وظهرت عليه علامات النجابة مبكراً من حفظ، وفهم، وسداد، وسرعة بديهة، وحدة طبع مع ما كان عليه من حالات نفسية هي من علامات العبقرية من حدة مناقشاته، وعجلة ظهوره وتفننه في كثير من العلوم مما أثار الحسد عليه والوشاية وتشويه سمعته، فكان يغيب ويظهر لكن بوعي ودهاء وفقه للواقع، وكان الى هذا ملازماً للانزواء إلا عن المقربين اليه من تلاميذه ومحبيه وأصغياء، وكان ملازماً للدعاء أبداً على من ظلم. ابن حجر إمام فحل موهوب طيب الذكر طيب السمعة حسها ومعناها عظيم القدر ذو دهاء مكين وفطنة حية ادرك بعض الذين آذوه في رزقه وزوجه وولده انهم اخطؤوا بعد تقدم العمر لكنه كان يسكت وآخرون تذللوا بين يديه طلباً للعفو مع أنهم في جاه ومال وولد بالمكان المكين. لست أدري عمن كتب عن صفاته النفسية رحمه الله تعالى. لكن حسب فهمي لشخصيته من خلال تراجمه ما يلي: 1- حاد الطبع مع أنفة وعزة نفس. 2- صريح في نقاشه. 3- يميل للعزلة. 4- ذو روح جذابة عمّن يثق به. 5- شديد الحساسية مما أصابه من الحسد والدسائس. 6- اغتنم: «المُعاناة النفسية» و«المعاناة العلمية» فكان يؤلف بصمت، ويكتب الرسائل العلمية بصمت كذلك. مما أبهر الناس فجأة وانظر مثلاً «فتح الباري» . 7- ذو صبر وإرادة فإذا داهمه حاسد قوي أو واشٍ كذاب، أو واشٍ دائم فإنه ينسحب ثم يظهر فجأة، وهذا من لطف الله ورحمته وفضله. 8- ذو إثارة في جدله مع فتح الباب لخط الرجعة بسعة حيلة إيمانية.