-النابغة الذبياني من أشهر شعراء الجاهلية وأكثرهم بلاغة على الإطلاق .. - وحميدان الشويعر من أشهر شعرائنا الشعبيين في القرن الثاني عشر الهجري ومن أكثرهم روعة في الشعر.. - وقد مرّ الشاعران الكبيران بموقف يذهب بلب الحليم، ويهدد الحياة.. في ظروف متشابهة على بعد الزمان، فقد سعى الوشاة وكذبوا على النابغة الذبياني عند النعمان من المنذر حاكم الحيرة في وقته فغضب النعمان وهدد النابغة وأهدر دمه ووضع الجوائز لمن يأتي برأسه.. -كذلك الأمر مع حميدان الشويعر.. فقد تقوّل عليه الوشاة عند(عثمان بن معمر) حاكم العيينة في وقته، فغضب الحاكم غضباً شديداً وهدد حميدان الشويعر وأهدر دمه، ووضع الجوائز لمن يقتله ويأتي برأسه.. وحين أذكر أن ذلك من فعل الوشاة والحساد والحاقدين، استند في ذلك إلى عدة أسباب، منها أن الشاعرين لم تصل بهما الحماقة إلى الحدّ الذي زعمه الوشاة، وضد حاكمين قادرين على قتل الشاعرين، ثم إن لكل ناجح حسدة مردة يريدون إسقاطه بكل وسيلة، يضاف إلى هذا أن النابغة كان له أعداء كثيرون، أما حميدان فإن أعداءه أكثر، لكونه شاعر هجَّاء آذى الكثيرين بلسانه وسنانه، لهذا أرجح أن الذنب المنسوب للشاعرين مكذوب من صنع الوشاة، وهو ماأكده الشاعران في قصائد الاعتذار وقد اقتبس حميدان الشويعر في اعتذاره لعثمان بن معمر، الكثير من شعر النابغة في اعتذاره للنعمان بن منذر، مما يدل على أن الشويعر كان يحفظ شعر النابغة، ويعجب به، ولكنه صاغ ماقبس من المعاني صياغة جديدة تناسب الزمن والناس والبيئة، فحذف هنا.. وأضاف هناك.. وأوجز في موضع.. وأسهب في آخر.. ولن نطيل في التحليل بل نقدم الشعر الذي يتحدث عن نفسه بشكل بارع جميل، يدل على أن المعاناة تشحذ عقول الشعراء، وتفجر مواهبهم، وتحرِّك أعماقهم بقدر ماتحرق أعصابهم وتقلق أذهانهم وتؤرق عيونهم.. (لئن كنت قد أُبلغتَ عني خيانةً لمبلغك الواشي أغش وأكذبُ.. بذا الوقت ذا كثر الوشاة وصوروا تصاوير مالا صار بالزُّور طامسه) للنابغة الذبياني: أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني وتلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً ، وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً ، لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ منَ الأرضِ، فيه مسترادٌ ومطلب مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ، أحكمُ في أموالهمْ، وأُقرّبُ كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ، فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا فلا تتركني بالوعيدِ، كأنني إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ فإنكَ شمسٌ، والملوكُ كواكبٌ إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ ولستَ بمستبقٍ أخاً، لا تلمهُ على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟ فإنْ أكُ مظلوماً؛ فعبدٌ ظلمتهُ وإنْ تكُ ذا عُتَبى؛ فمثلُكَ يُعتِبُ ويقول النابغة ايضا: وقد حالَ هَمٌ، دونَ ذلكَ، شاغلٌ مكان الشغافِ، تبغيهِ الأصابعُ وعيدُ أبي قابوسَ، في غيرِ كُنهِهِ ، أتاني، ودوني راكسٌ، فالضواجِعُ فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة ٌ من الرُّقْشِ، في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ أتاني، أبيتَ اللعنَ، أنكَ لمتني وتلكَ التي تستكّ منها المسامعُ لعمري، وما عمري عليّ بهينٍ لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ ولم يأتِ بالحقّ، الذي هو ناصعُ أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ ولو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة، وهوَ طائِعُ؟ أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ حميدان الشويعر: الاموال ترفع من ذراريه خانسه والقل يهفي ما رفع من مغارسه ألا يا ولدي صفر الدنانير عندنا ترفع رجال بالموازين باخسه بذا الوقت ذا كثر الوشاة وصوروا تصاوير مالا صار بالزور طامسه يقولون ما لا صار مني ولا جرى شياطين ما يومن بها من وساوسه إلى زلّ مني كلمة ما عقلتها إلى حاضر هذا لهذا ينادسه بنوا فوقها اصحاب الوشايا وصيّروا لها وشمة زرقا وبالقلب لاعسه تعد الردى عني ولا تنقل الثنا كتاتيب سو من شمالي مراوسه الى مات من نقالة السو واحد والى ظاهر تسعين مما يجانسه تموت الافاعي وسمها في نحورها وكم من جريس مات ما شاف جارسه اهل البدع كم فسدوا من عشيرة خلوا منازلهم من العز دارسه يقولون لي شيخ الحنيفي هجيته حاشا معاذ الله ما ني بدانسه ولا نيب مجنون ولا فيّ صرعة بلى الله من هو قد بلاني بتاعسه ما اذم شيخ ياقف الحكي دونه ولا اذم قرم ترتكي في مجالسه عن اتيان طرق الشين والحسد والردا بعيد وذاك الوجه ما نيب ضارسه وهو مارث للجود والدين والهدى بعيد عن افعال الرد أو مدانسه فقلت لعثمان التقى ابن مانع وكل فتى ياوي إلى من يوانسه فهل ترجي لي يا ابن سيار جانب من العذر والهجس الذي انت هاجسه وقولك فلا يصفى إلى طاح طايح وعينه لمثلك بالملاقاة عابسه وقالوا اهل الفضل الذي تاجد الثنا ترى القول فيك اليوم كثرت نقارسه فقلت لعيسى دن لي عيدهيّه لها من قبل ذا العام عامين جالسه سرت من ربى دار ابن سيار كنها سبرتات حزم صارخات هجارسه الى الجبل الرعن الذي ياجد الذرا لمن خاف من امر للاذهان عامسه رفيع الثنا عثمان بن معمر اله الملا عن صاحب العين حارسه خذ العدل من كسرى ومن حاتم السخا ومن احنف حلمه ومن عمرو هاجسه نسر الضحى يلقي العشا حول بيته وذيب العشا يلقى العشا في مداوسه وهو مثل شط النيل ماهوب نقعه الى غط فيها والغ قيل ناجسه ولك الله ما قولي بباغي وفاده عندك ولا كفيك منها بيابسه ولكن عذر من حكايا مناجس رماني بها كلب تعاقب رسايسه ياشيخ اقبل عذر من جاك طايح الى الله ثم اليك والكف يابسه