حذرت دول العالم الواحدة تلو الأخرى الولاياتالمتحدة من شن هجوم ضد العراق فيما تستعد ادارة الرئيس جورج بوش لتسليم مشروع قرار جديد للأمم المتحدة يخولها استخدام القوة. وفي اجتماع مفتوح نادر لمجلس الأمن بشأن الأزمة العراقية أخذت الحكومات من شتى أنحاء العالم تطالب مساء الاربعاء بفرصة لمفتشي الأسلحة التابعين للامم المتحدة للبحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية قبل صدور أي قرار باستخدام القوة. وقد استؤنفت الجلسات أمس الخميس حيث تعرب دول مجلس الأمن الخمس عشرة عن آرائها حتى قبل ان تطرح الولاياتالمتحدة رسميا مشروع قرار. وقال دبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة التي تبدو نافذة الصبر فيما يتعلق بمعارضة مقترحاتها تنوي تسليم مشروع قرار جديد ومنقح اليوم الجمعة لباقي الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن التي تملك حق النقض «الفيتو» وهي بريطانياوفرنسا وروسيا والصين. إلا انه ليس من المتوقع طرح أي قرار للتصويت حتى الأسبوع المقبل في أفضل الأحوال. وتقود فرنسا المعارضة للمقترحات الأمريكية التي ستعطي واشنطن حق ضرب العراق اذا لم تلتزم بمطالب الأممالمتحدة. ولا تريد باريس التي تدعو الى قرارين ان يجيز مجلس الأمن شن هجوم على العراق مالم يفيد تقرير من مفتشي الأسلحة ان العراق غير منصاع لمطالب الأممالمتحدة. إلا ان الولاياتالمتحدة مازالت تصر على قرار واحد. وقال مسؤول أمريكي «ثمة اعتقاد بانه يتعين ان يكون هناك قرار صارم واحد بلهجة حاسمة .الصبر لن يستمر للأبد». ومع ذلك فانه حتى حلفاء الولاياتالمتحدة مثل اليابان واستراليا والاتحاد الأوروبي لم يصل بهم الأمر الى التأييد العلني للحرب رغم انتقاداتهم الحادة للعراق. وقال يحيى محمصاني ممثل جامعة الدول العربية في الأممالمتحدة ان الحرب ضد العراق ستفتح أبواب شرور كثيرة. وحتى ايران والكويت اللتان تعرضتا لعدوان عراقي رفضتا توجيه ضربة عسكرية لبغداد. إلا ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ساند فكرة قرار جديد لمجلس الأمن أكثر صرامة وحذر بغداد من انها أمام «الفرصة الأخيرة». وقال في بيان القي بالنيابة عنه لغيابه في جولة بالصين انه اذا فشل العراق في الاذعان فسيكون على مجلس الأمن ان «يواجه مسؤولياته».