برلين - "الحياة" - تعاملت عواصم غربية بحذر امس مع الخطاب الذي القاه الرئيس جورج بوش امام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس. وفي المانيا اشتد الخلاف بين الحكومة والمعارضة إزاء الموقف من العراق امس قبل تسعة أيام من موعد الانتخابات النيابية العامة بعدما اتهم مرشح المعارضة ادموند شتويبر المستشار غيرهارد شرودر بتسعير العداء للولايات المتحدة، ورد شرودر بأن القرارات بصدد الحرب والسلام "تتخذ في برلين وليس في اي مكان آخر". واشاد الاتحاد الاوروبي بالرئيس بوش لالتزامه العمل من خلال الاممالمتحدة في شأن العراق، محذراً بغداد من عدم الامتثال لقرارات الاممالمتحدة، فيما تعهدت الصين ممارسة دور نشط في الاممالمتحدة لحل الأزمة مع العراق. ورحبت استراليا ونيوزيلاندا بحذر الخطاب، كما دعت اليابان الرئيس الاميركي الى "التحلي بالصبر" قبل شن هجوم على العراق. وأقر وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك بوجود "مصاعب" و"مشاكل" مع واشنطن بسبب العراق، فيما اعرب وزير الخارجية يوشكا فيشر عن سروره لتركيز بوش على مسؤولية مجلس الامن في حل المسألة العراقية، مجدداً التعبير عن "مخاوف" الحكومة الالمانية من نتائج تدخل عسكري محتمل في العراق. وهاجم مرشح المعارضة شتويبر في كلمة ألقاها أمس في البرلمان الاتحادي المستشار شرودر بشدة قائلا انه دعا قبل عام الى تضامن غير محدود مع الولاياتالمتحدة ويعمل الآن على تسعير العداء لها. كما اتهمه باتباع "طريق الماني مستقل" متخلياً بذلك عن التحالف الاستراتيجي التقليدي مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية الغربية الذي رسمته المانيا بعد الحرب العالمية الثانية. ورد المستشار الالماني على منافسه على منصب المستشارية قائلاً ان التضامن مع الآخرين يعني أيضاً تحمل المسؤولية، مشيراً الى أن القرارات بصدد الحرب والسلام "تتخذ في برلين وليس في أي مكان آخر". وتطرق الى خطاب بوش في الاممالمتحدة، وقال انه يحيي تأكيد الرئيس على دور الأممالمتحدة "انما يتوجب التأكد من ان دور المنظمة الدولية سيكون هو الأساس في أي تحرك". وتساءل عما يمكن أن يحصل نتيجة تدخل عسكري في العراق قائلاً: "لا أحد قدم تصوراً عما يمكن أن يحدث". وختم بأن حججه ضد شن حرب على العراق باقية، وان المانيا لن تشارك في أي عمل عسكري ضده تحت قيادته. فيشر وتحدث فيشر العائد من الجمعية العامة للأمم المتحدة فقال انه مع التضامن مع الولاياتالمتحدة ضد الارهاب لكنه يرفض خطط الحرب الاميركية على العراق لأنها "تناقض الشرعية الدولية وتلقي منطقة الشرق الأوسط في المجهول في وقت تعاني كثيراً بسبب الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني". الى ذلك أقر وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك للمرة الأولى امس بوجود "مشاكل" مع الولاياتالمتحدة في ما يخص الموقف من العراق. وقال في تصريح الى اذاعة "نيستدويتشه روندفونك": "ان أحداً غير قادر على نفي وجود مشاكل في العلاقات الالمانية - الاميركية" وأكد ان حكومته ترفض المشاركة في حرب ضد العراق. الاتحاد الاوروبي في بروكسيل رويترز، اشاد الاتحاد الاوروبي بالرئيس الأميركي امس لالتزامه العمل من خلال الاممالمتحدة، وحذر بغداد من عدم الامتثال لقرارات الاممالمتحدة. واكدت اللجنة التنفيذية الاوروبية في بيان ان بوش بعث "برسالة مهمة وقوية وواضحة" تحدد السبب في ضرورة شعور العالم بقلق إزاء العراق وتوضح ان سلطة الاممالمتحدة قائمة. واضافت اللجنة في تعليق على الخطاب الذي القاه بوش امام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس ان "ارتباط الولاياتالمتحدة القوي مع الاممالمتحدة سيسهل ايجاد خط مشترك بينها والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي... يجب على العراق الان اتخاذ كل الخطوات التي تتطلبها قرارات مجلس الامن". وتعهدت الصين في بيان امس ممارسة دور نشط في الاممالمتحدة لحل الازمة العراقية بعدما دعا الرئيس بوش العالم الى نزع الاسلحة العراقية. وقال ديبلوماسيون ان البيان الصيني في هذا الشأن، والذي لم يصل الى حد منح بوش التأييد يعكس موقفاً اكثر تفهما لعمل ضد العراق مما كاتن عليه الحال قبل عشر سنوات، عندما امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الامن خلال الاستعدادات التي سبقت حرب الخليج في العام 1991. ورحبت استراليا ونيوزيلاندا بحذر امس بخطاب بوش. واعتبر وزير الخارجية النيوزيلاندي فيل جوف ان استخدام القوة العسكرية يجب ان لا يؤخذ في الاعتبار الا "كملجأ نهائي وبعد فقدان الامل" في حل ديبلوماسي. واعتبر وزير الخارجية الاسترالي الكسندر دونر ان خطاب بوش يضع "ضغوطاً ضخمة" على العراق لازالة اسلحة الدمار الشامل. وكان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد اشار الى ان بلاده ستأخذ في الاعتبار دعوة الولاياتالمتحدة للمشاركة في ضربة عسكرية ضد العراق. لكنه اكد انه لم يتلق اي طلب في هذا الشأن من واشنطن حتى الآن. اليابان وفي طوكيو، ذكرت مصادر رسمية امس ان رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي دعا الرئيس بوش الى "التحلي بالصبر والتعاون مع الدول الاخرى" قبل شن هجوم على العراق.