تكرم معالي الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان وأهداني مشكوراً نسخة من سفره الجديد الصادر عام 1422ه الموسوم (لكي لا نحرث في البحر) وقد قرأته في فترة وجيزة جداً مع أنني لست من هواة القراءة المتصلة ولكن أسلوب واختيار معاليه يجبر القارئ على مواصلة القراءة دون كلل أو ملل، فاختياره من الموضوعات أهمها ومن العبارات أجزلها ومن الصور البلاغية أوجزها ومن المفردات أفصحها كل ذلك يصب في خانة الاستفادة مهما كانت حصيلة القارئ اللغوية. لقد كان لمعاليه بحكم قربه من الناس والتعرف على همومهم اليد الطولى في بسط تلك الهموم ومناقشتها ومحاولة إيجاد الحلول لها أو على الأقل المساهمة في ذلك. لا أزعم أنني أقرأ كل ما يكتبه ولكني أحرص على قراءة ما يقع تحت يدي فقلما تقرأ له شيئاً إلا وتفوز بفائدة. لست في وارد تقييم ما تخطه يراعه وإنما أنقل مشاعري كأحد المعجبين بأسلوبه وفكره وحسن طرحه حيث ينبذ الشطط والهمز واللمز إذا أثنى أوجز، وإذا نقد التزم بالموضوعية وإذا عاتب تحلى بالأدب وإذا خالف في رأي لم يحد عن الإنصاف. لقد حوى (لكي لا نحرث في البحر) روائع أدبية أحسب أن كل مبتدئ في الكتابة يلزمه قراءتها وتمعن مفرداتها وأهدافها فالعلم بحر لا ساحل له ومن قال علمت فقد جهل. لقد أحسن معاليه فيما فعل ونحن في انتظار المزيد وقد يجد يوماً ما مَنْ يكرر مقولة من علمني حرفا صرت له عبداً. حفظ الله معاليه وأمد في عمره ليحظى القارىء بمزيد من النفحات الأدبية المتميزة.