تقوم المملكة بقيادتها الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد -حفظهما الله- بدور عالمي كبير كقائدين بارزين لهما حضور وقبول دولي يدعمهما علاقات قوية مؤثرة في الجميع، ليشهد لهما القاصي والداني، فجعلا للمملكة صوتا يخشاه العدو في مخبئه، وقد رأينا المملكة في قمة العشرين القبل الأخيرة، كيف استقبل رؤساء أكبر اقتصاديات العالم الأمير محمد بن سلمان. وكيف تحدثوا عنه كالرئيس بوتين، لما له من دور كبير في إصلاح حوكمة السوق النفطية وتوسيع نطاق أعمال «أوبك» لتشمل المُنتجين الآخرين، وتُصبح «أوبك +» في سابقة لم تحدث من قبل، بل ويتمتع -سلمه الله- بعلاقات وثيقة ومتميزة مع أشقائه من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، حفاظاً على وحدة الكيان الخليجي وتعزيز أمنه وتقويته كأحد توجهات هذه الرؤية، لمواجهة أيه تهديدات وتحديات إقليمية مستقبلية، تساعد على استقرار المنطقة خاصة الأمني بتعديل المادة السادسة في اتفاقية الدفاع المشترك، وذلك بتغيير مسمى قيادة «قوات درع الجزيرة المشتركة» إلى «القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون». وكأن حُلمهُ يتحقق؛ لاهتمامات القادة السعوديين منذ المؤسس - رحمه الله، حتى مُعلمه الملك سلمان -أطال الله عمره- كجذور تغذي الشجرة الخليجية الباسقة، التي تؤتي ثمارها خيراً ومجداً لأبناء المنطقة، ليأتي ولي العهد برؤية 2030، باستثمارات كبيرة يقودها صندوق الاستثمارات العامة، كان نتاجها جهداً دبلوماسياً في تعزيز وحدة دول مجلس التعاون وتقوية مؤسساته، وانخراطه في منظومة رؤية اقتصادية شاملة وموحدة بتحويل منطقة الخليج إلى منطقة عالمية جاذبة للاستثمارات، لتُصبح من الفئة (A)، ليكون رهان مهندس الرؤية وطموحه الكبير، تحويل المنطقة بل ومنطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا جديدة، حيث قال في حوار صحافي خلال حزيران (يونيو) من عام 2019، «لا أريد لشعوبنا أن تكون أسيرة لنزاعات تهدر فيها مقدراتها، لن يهدأ لي بال حتى نحقق هذا الهدف لوطننا أولا ثم لأشقائنا في المنطقة».. لينطلق نجاحه في «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح»، نقطة تحول تاريخية على صعيد هذه المنظومة وعلى الساحتين العربية والإقليمية عموماً، فضلاً عن أثرها الدولي أيضاً. إنها جهود جبارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده، وأمير الكويت، لإنهاء الأزمة الطارئة التي تألم لها العرب جميعاً، ليُكلل بتوقيع «بيان العُلا» ببنوده ال 117 بنداً، دون أي ملاحظات أو تحفظات، رغم تعقيدات أزمة عام 2017. ولا سبيل إلى حل الخلافات «مهما كانت»، إلا بالطرق السياسية الأخوية، وأكد عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «نحن أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا». من عواصف اقتصادية وتهديدات إيرانية وميلشياتها ومنظماتها وخلاياها الإرهابية الطائفية الشيعية التخريبية. التي شهد ووقف عليها المجتمع الدولي الذي عانى من ذلك النظام هو والتركي والتنظيم الإخواني وتدخلاتهما بالبلدان العربية كالعراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن. ولعل ذلك التضامن الخليجي العربي الذي ظهر في أبهى صوره في «قمة العلا»، يمكنه أن يحقق ما نصبوا إليه، ويرفد دول مجلس التعاون بمزيد من التقدم والازدهار والتمكين في كل الميادين.