يأتي تأكيد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على سياسة المملكة ونهجها الراسخ في تحقيق المصالح العليا للمنظومة الخليجية، انعكاساً لريادة الدور السعودي التاريخي تجاه مجلس التعاون والحرص الكامل على وحدة الصف ونبذ الخلافات وتعزيز المكتسبات لما فيه خير دول وشعوب المجلس، امتداداً لدورها في تعزيز العمل العربي المشترك. ويتصدر أمن واستقرار وازدهار دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الأقطار العربية سلم أولويات المملكة العربية السعودية، فيما تأتي قمة العُلا كترجمة عملية للنهج السعودي الراسخ القائم على تسخير كافة الجهود لما فيه خير شعوب المنطقة ونمائها. ويعكس نجاح المملكة في تهيئة الأرضية المناسبة لعقد قمة العُلا الخليجية بمشاركة جميع الدول، ما تتمتع به من مكانة خاصة لدى الجميع خليجيًا وعربيًا، ويُترجم حرصها على أن تكون القمة جامعة للكلمة وموحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، كما أشار لذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وستعمل قمة العُلا الخليجية على تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وإخوته قادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة صيانةً للأمن القومي العربي، وتؤكد إشارة الأمير محمد بن سلمان لذلك على انفراجة كبيرة في حل الأزمة القائمة. ويرتبط ولي العهد بعلاقات وثيقة ومميزة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية، يعكسها حرصه على تبادل الزيارات رفيعة المستوى لتنسيق المواقف وتكاملها بكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الكيان الخليجي، وتعزيز أمن المنطقة ككل وتقويته لمواجهة التهديدات والتحديات الإقليمية. ويؤمن الأمير محمد بن سلمان بأن جهود التنمية التي تشهدها المنطقة العربية، وتحديداً دول الخليج، ستحولها إلى منطقة جذب مميزة من شأنها زيادة معدلات تنمية تلك الدول وفرص جذب الاستثمارات وتحسين حياة شعوبها وزيادة معدلات انخراطهم في أسواق العمل والفرص في القطاعات الجديدة والواعدة. وراهن ولي العهد بشكل كبير على طموح تحويل المنطقة بقيادة دول الخليج إلى أوروبا جديدة، وهو ما يستوجب إزالة كل ما قد يُعيق تحقيق ذلك، من منطلق حرص المملكة على كامل أعضاء المنظومة الخليجية وبقية الأقطار العربية شعوباً وحكومات.