قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية (2021) هي قمة تاريخية، بمدى الحقب الزمنية لتاريخ دول المجلس، وبقدر مكانة حكامها، وبعمق محبة شعوبها لبعضها، وبحجم دور المملكة العربية السعودية الراعية لقمتها. وستكون القمة تاريخية حاضراً، ومستقبلاً لزمانها الذي ندرك ظروفه، ولمكانها الذي نعرف إرث حضارته، ولقراراتها التي ستؤثر إيجاباً أو سلباً على قوة المجلس وثبات وحدته. مجلس التعاون الخليجي يختلف عن كل تكتلات العالم السياسية، والدولية، والقارية، والجغرافية باختلاف روابطه المتنوعة التي تربط الدول ببعضها دِيناً، ولغة، وثقافة، وأواصر قرابة كلها جعلت المصير واحداً، والهدف صامداً. ماذا يريد الشعب الخليجي من هذه القمة؟ والجواب على هذا السؤال هو نفسه الغاية التي يسعى لها قادة دول المجلس منذ بداية تأسيسه، وهو تحقيق المصالح السياسية، والاقتصادية، والأمنية لكل الدول الست كوحدة واحدة، وليس دولاً متعددة مع حق كل دولة بتحقيق مصالحها الخاصة دون التأثير على مصلحة دول المجلس العامة. دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أن تتجاوز أو تواجه كل دولة مخاطرها بمفردها ولنا في الأحداث الماضية عبرة وللأزمات خلال السنوات الفائتة القريبة موعظة، فالخطر إذا نزل بدولة لن تسلم منه البقية، ومن تسعى لمصلحتها محاولة مضرة من حولها ستبقى وحيدة متحملة كل الآثار السلبية. رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لهذه القمة، ودعوة قادة جميع الدول الأعضاء لحضورها في الخامس من يناير لهذا العام في مدينة العلا في المملكة العربية السعودية، هي رعاية الحاكم القائد، والحكيم الرائد لهذه القمم دائماً، فالسعودية هي صمام الأمان للمجلس لما حباها الله من ميزات موقع إستراتيجية، ومهبط وحي لآخر الرسالات السماوية، ونجاحات وصلت للعالمية ومرتكزات ثابتة اقتصادية وغيرها من التطورات الصناعية والبترولية كل هذا جعلها تملك مقومات صناعة القرار، وقيادة المنطقة الخليجية، والعربية، والإسلامية إلى بر الأمان بأقل الأخطار. المتربصون بخليجنا كثيرون، والحاقدون متعددون، والمستهدِفون لنا مُتلونون وإننا بإذن الله عليهم منتصرون متى ما كانت الكلمة واحدة، والقرارات ثاقبة صائبة، بكل التفاؤل نرحب بلقاء القمة بين الأشقاء، وننتظر قرارات تبهر العالم بلا استثناء، حفظ الله حكامنا ووطننا وكل شبر في خليجنا.