يصوت الجزائريون اليوم الخميس في انتخابات محلية ينظر إليها على أنها حاسمة لاستقرار البلاد لكنها لن تغيرالخريطة السياسية على الأرجح. وتجددت المخاوف من وقوع أعمال عنف أثناء الاقتراع الذي يشارك فيه 24حزباً بينها جبهة القوى الاشتراكية الحزب الأكثر رسوخا بمنطقة القبائل البربرية التي يتوعد نشطاء بها بمنع الناخبين من التصويت مما قد يفتح المجال لمواجهات جديدة.وحذر محللون من أن نجاح المتشددين البربر في منع الاقتراع بمنطقة القبائل المضطربة منذ أكثر من عام قد يعرض مستقبل البلاد للخطر. وقال المحلل السياسي سعد بوعقبة «الانتخابات حاسمة هذه المرة بالقبائل بالنسبة للحكم ولمحركي العنف، الانتخابات ستحسم الصراع بين الجانبين، والنتيجة ستمتد آثارها إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة». وأشارت تقارير إعلامية إلى إرسال تعزيزات أمنية قوامها نحو 20 ألفا من أفراد الشرطة إلى تيزي وزو وبجاية والبويرة كبرى مدن منطقة القبائل شرقي العاصمة. وفي أحدث حلقة من موجة العنف اندلعت يوم السبت في تيزي وزو مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وآلاف المحتجين البربر بقيادة حركة العروش التي يدعمها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بقيادة سعيد سعدي ثاني أكبر الاحزاب بالمنطقة.وجدد سعدي تهديده بالسعي لمنع الاقتراع قائلا «سيبقى العاشر من أكتوبر يوماً أسود في تاريخ الجزائر المستقلة». وفي رسالة إلى الأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والقيادة السياسية والعسكرية بالبلاد حث حسين آيت أحمد رئيس جبهة القوى الاشتراكية على التدخل بأسرع ما يمكن لتجنب «حمام دم» بمنطقة القبائل التي قال انها تقف على حافة حرب أهلية. وكان حزبا جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية قد قاطعا الانتخابات العامة في مايو آيار الماضي واضطرت السلطات إلى اغلاق مكاتب الاقتراع في منطقة القبائل في الساعات الأولى لعمليات التصويت بسبب وقوع أعمال عنف. لكن أكثر من عشرة مكاتب لحزب جبهة القوى الاشتراكية تعرضت للتخريب منذ إعلانه قبل شهرين المشاركة في انتخابات الغد التي يتنافس فيها 32627 مرشحاً لشغل 1960 مقعداً في 48 مجلساً للولايات و119636 مرشحا لشغل 139881 مقعداً في1541 مجلساً بلدياً. ومن المتوقع ان تحصد جبهة القوى الاشتراكية غالبية المقاعد بالمنطقة في حين أن حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة رئيس الحكومة علي بن فليس مرشح للبقاء كقوة سياسية أولى على مستوى البلاد بعد إحرازه فوزاً ساحقاً في انتخابات مايو الماضي. وقال نور الدين فكاير الخبير في الشؤون القانونية والنائب البرلماني «الحسابات تشير إلى أن حزب جبهة التحرير سيحصل على الأغلبية رغم استثناءات قليلة. لا نتوقع من الذين صوتوا للحزب في مايو ان يغيروا رأيهم». وقدر ان حظوظ الاسلاميين ستكون ضعيفة. وقال بوعقبة «حزب بن فليس يواجه منافساً ضعيفاً ومثقلا بالأعباء» في إشارة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة أحمد أويحي الذي فاز بالأغلبية في آخر انتخابات محلية عام 1997 لكن عددا كبيرا من ممثليه في المجالس الشعبية البلدية والولائية أحيلوا للعدالة لاتهامات بالفساد.