يقول مالىء الدنيا وشاغل الناس أبو الطيب المتنبي: ولم أر في عيوب الناس عيباً كعجز القادرين عن التمام ولا اعتقد ان اي مهتم بالثقافة عامة وبالشعر على وجه الخصوص لا يعرف هذا البيت ويدرك معانيه اقول معانيه لانه ينطبق على كل شيء يأتي ناقصاً من شخص يقدر على التمام. ومن امثلة ذلك من يملكون ثروة لغوية ولديهم المام بعلم العروض ويلجؤون الى كتابة الشعر الشعبي طمعاً بالشهرة الزائفة. ولو انهم كرسوا جهودهم لكتابة الشعر الفصيح لبرز من يمتلك الموهبة منهم واصبح لدينا جيل من شعراء الفصحى يغني القارئ المتعطش للابداع عن اسفاف بعض صفحات الشعر الشعبي ومجلاته التي تزعم انها متخصصة ليس بالشعر بل بالابداع الشعبي وهي تنشر كل شيء الا الابداع. انها مسألة في غاية الاهمية لو صرف محاربوا الشعر الشعبي جهودهم لمعالجتها لكانت الفائدة اعم واشمل ومن معاني بيت المتنبي ما نسمعه او نقرؤه هنا وهناك من ادعاء العابثين بالشعر الشعبي بزعم ردم الهوة بينه وبين الشعر الفصيح وهو زعم بعيد جداً عن الواقع لان من هدفه ردم الهوة بين المتلقي والشعر الفصيح فليس طريقة تهجين الشعر الشعبي او كتابة «هذيان» لاهو شعبي بمقاييس الشعر الشعبي المعروفة ولا فصيح يخضع لفنيات الشعر الفصيح ويكتب بلغة سليمة. ان هذا لعمري هو توسيع الهوة بين الذوق السليم وبين الابداع الذي يدعيه كل من كتب كلاماً مؤطراً بوزن وقافية بلغة فصيحة او عامية: فاصلة لو كنت رئيس تحرير مطبوعة لكونت لجنة من الادباء الملمين بالادب الشعبي وما اكثرهم في بلادنا لاخضاع كل من يعمل في القسم الشعبي في تلك المطبوعة للاختبار في فهم الادب عامة.. والادب الشعبي خاصة لأضمن وجود محرر شعبي مثقف يساهم في حماية الذوق العام من «سفاسف» الكلام المنسوب ظلماً للادب الشعبي. آخر الكلام للشاعر الكبير عبدالله بن ربيعة رحمه الله: المستريح اللي من العقل مسلوب لاشفت لك عاقل ترى الهم دابه