تعزى أسباب الثآليل التناسلية، وتعرف أيضاً بالثآليل الزهرية أو الأورام الثؤلولية، إلى فيروس ورم تؤلولي بشري، وهناك أكثر من 80 نوعاً من أنواع فيروس الورم الثؤلولي البشري، والقليل جداً من هذه الأنواع يسبب الثآليل التناسلية، مثل فيروس الورم الثؤلولي البشري رقم 6 ورقم 11، وهناك أنواع من هذا الفيروس الورمي تسبب ثآليل شائعة تنتشر فوق اليدين، القدمين أو أجزاء أخرى من الجسم، وهناك أيضاً أنواع أخرى من فيروس الورم الثؤلولي البشري «16 و18» يمكن ان تسبب سرطان عنق الرحم، سرطان الجلد الخارجي للأعضاء التناسلية أو الشرج، لهذا ينبغي على النساء اللاتي يعاشرن أشخاصاً مصابين مراجعة إخصائية النسائية والتوليد لاستبعاد أي عدوى مستترة. ومن النادر جداً ان تؤدي أنواع فيروس الورم الثؤلولي البشري التي تسبب الثآليل التناسلية إلى الإصابة بالسرطان، وبالرغم من ان الثآليل التناسلية تنتقل عادة عن طريق المعاشرة الجنسية، إلا انها، في بعض حالات نادرة، تصيب الأطفال الذين تتم ولادتهم عن طريق مهبل أم تعاني من ورم ثؤلولي في أعضائها التناسلية. تمثل الثآليل التناسلية مشكلة للنساء الحوامل، والأشخاص الذين ضعفت مناعتهم بسبب السرطان، الايدز، عمليات زراعة الأعضاء، الأدوية التي تمنع أو تؤثر على المناعة، أو أي أدوية أخرى، إن نسبة صغيرة من الاشخاص المصابين بفيروس الورم الثؤلولي البشري ستعاني من تطور الثآليل التناسلية، وهناك العديد من الأشخاص «يحملون» هذا الفيروس، وقد لا تتطور لديهم ثآليل تناسلية أبداً، لكنهم قد ينقلون الفيروس إلى من يعاشرونهم جنسياً، وبالرغم من ان فترة الحضانة، الممتدة من وقت المعاشرة حتى تطور الثآليل، قد تمتد إلى عدة أشهر، إلا انه قد لا تتطور لبعض الأشخاص أي ثآليل، حتى بعد سنوات من المعاشرة مع آخر مصاب. * كيف يبدو مظهر الثآليل التناسلية؟ يمكن ان يكون سطح الثآليل ناعما أو خشناً، وقد تكون الثآليل التناسلية كبيرة الحجم أو صغيرة الحجم، ويمكن ان تظهر على شكل نمو منفرد أو جماعي فوق الجلد الخارجي للأعضاء التناسلية، داخل المهبل أو داخل الشرج. * لماذا يجب أن نعالج الثآليل؟ يرغب العديد من الناس في معالجة ثآليلهم لأنهم و/أو شركاؤهم في المعاشرة الجنسية لا يحبون منظرها أو يرغبون في تقليل مخاطر نقل الفيروس إلى شركائهم، ويرغب آخرون في معالجة هذه الثآليل لأنها تسبب حكة أو نزفاً أو لصعوبة المحافظة على نظافتها، وهناك آخرون يكتشفون ان الثآليل تؤثر على التغوط «التبرز»، التبول أو المعاشرة الجنسية. * هل معالجة الثآليل تعني الشفاء وعدم نقل العدوى؟ المعالجة الناجحة للثآليل لا تؤمن استئصال جميع أنواع فيروس الورم الثؤلولي البشري، لكن من المحتمل ان يكون الشخص أقل نقلاً للعدوى بعد المعالجة. * كيفية تشخيص الثآليل؟ يتم تشخيص معظم الثآليل التناسلية عن طريق الفحص البصري البسيط بواسطة الطبيب، ومع ذلك لا تظهر كل الثآليل بسهولة، وقد يحتاج الطبيب إلى وضع محلول خل مخفف لتسهيل رؤية الثآليل، وقد يختار الطبيب، في بعض الحالات، إزالة النمو جراحياً وإرساله إلى المختبر للكشف المجهري، لتأكيد انه ورم ثؤلولي حقيقي. * كيف تعالج الثآليل؟ ربما تصعب معالجة الثآليل النامية في أي موقع من الجسم، كما ان معاودة ظهورها بعد العلاج محتملة الحدوث دائماً، تعتمد المعالجة المختارة على عدد الثآليل، موضعها أو مكانها، وعوامل أخرى، يمكن معالجة الثآليل التناسلية في عيادة الطبيب بواسطة الجراحة أو استخدام الكيماويات، تشمل العمليات الجراحية: استئصالاً بسيطاً، إزالة الثآليل بواسطة ابرة كهربائية، التجميد «بواسطة النتروجين السائل» أو الاستئصال بأشعة الليزر، قد تكون هذه المعالجات مؤلمة، وقد يصاحبها فقدان كمية بسيطة من الدم، وقد تزيد من قابلية إصابة الشخص بعدوى بكتيرية أثناء مرحلة الشفاء، تشمل المعالجات الكيماوية أحماضاً، كريم فلوروراسيل-5 «دواء يستعمل لمعالجة السرطان» ودواء يودوفيلين، يمكن ان تسبب هذه الكيماويات قابلية التهيج والإثارة، وقد تسبب أيضاً حروقاً خطيرة إذا وضعت من غير قصد على الجلد السليم، أما دواء يودوفيلين فيتم استعماله في عيادة الطبيب مرة كل أسبوع أو أسبوعين. وبما ان هذه المعالجات الجراحية والكيماوية لا تؤثر مباشرة على فيروس الورم الثؤلولي البشري الأساسي، فقد تعاود الثآليل الظهور مرة أخرى. كان الدواء الوحيد الذي يصفه الأطباء لمعالجة الثآليل التناسلية، إلى وقت قريب، هو انترفيرون الفا، ولم يكن هناك اجماعا تاما على استعمال هذا الدواء، بسبب حقيقة انه كان يتم عن طريق الحقن، وغالباً ما تصاحبه حمى، قشعريرة وصداع. وقد توفر مؤخراً نوعان من الأدوية التي يمكن للمرضى استعمالها في منازلهم: برودوفي ولكس جل وكريم ايميكويمود، فالأول يوقف نمو خلايا الثآليل، بينما يحرض الثاني إنتاج البروتينات التي تعمل ضد فيروس الورم الثؤلولي، ويعزز نظام المناعة موضعياً، وبمقدور كلا العلاجين استئصال معظم الثآليل، وكلاهما يسبب تهيجاً موضعياً بسيطاً، لكنهما لا يسببان أية آثار جانبية جسمانية «خارج منطقة المعالجة»، ونظرا لافتقار دواء برودوفيلوكس لأي نشاط فيروس مضاد أو المقدرة على تعزيز نظام المناعة الموضعية، فإن حوالي واحد من كل ثلاثة مرضى ستعاوده الثآليل خلال الأشهر الثلاثة اللاحقة للعلاج، أما دواء ايميكويمود فإنه يستخدم نظام المناعة لمهاجمة الفيروس الثؤلولي. وقد أظهرت إحدى الدراسات العلمية الموسعة ان واحداً من ثمانية مرضى، تمت معالجتهم بنجاح بدواء ايميكويمود، عاودته الثآليل خلال ثلاثة أشهر لاحقة للعلاج. * هل هناك أدوية جديدة قيد الدراسة والتجريب؟ هناك معالجات جديدة للثآليل التناسلية قيد الدراسة والتقصي، وأحد المجالات المبشرة بالنجاح هي الأبحاث الجارية لتطوير لقاحات مضادة لفيروس الورم الثؤلولي البشري للعلاج والوقاية من الثآليل والسرطانات المتعلقة بفيروس الورم الثؤلولي البشري. * كيفية منع انتقال العدوى؟ يتفق الأطباء على إمكانية منع انتقال المرض بالمعالجة الناجعة للثآليل، أو استعمال الواقي، غير ان أياً من الطريقتين لا توقف انتقال العدوى في كل حالة، لكن الطريقة الوحيدة المأمونة والمضمونة هي الامتناع عن أية علاقات جنسية محرمة، لأنها السبب في الإصابة بالعديد من الأمراض القاتلة والضارة.