هي عبارة عن نتوءات جلدية يتراوح حجمها ما بين مليمتر واحد وحتى سنتيمترات معدودة. يمكنها أن تظهر في منطقة العانة، الشرج، على الخصيتين، في منطقة الوركين، على القضيب الذكري والمهبل، وأحياناً تكون داخلية وتصيب عنق الرحم للسيدات. أما عن العامل المسبب لها فهو فيروس البابيلوما البشرى Human Papilloma Virus أو اختصاراً HPV. ويوجد أكثر من 100 نوع من هذا الفيروس. ثلاثون نوعاً تقريباً ينتقل خلال الاتصال الجنسي. بالإضافة لذلك فإنّ بعض هذه الأنواع قد تؤدي إلى تطور الثآليل إلى أورام، ولذلك مهم جداً علاج الثلول في حال ظهورها لأنه لا يمكن المعرفة أي ثلول ستبقى على ما هي وأي منها سوف تتطوّر إلى ورم. وقد تظهر الثآليل بعد أسابيع أو شهور من الإصابة بالفيروس. يقوم هذا الفيروس بالدخول عبر الجلد، فيخترق الخلايا ويسيطر عليها بحيث تبدأ بالتكاثر بشكل عشوائي. فيؤدى بدوره الى تطوّر الثؤلول. وعادة ما يفضل الفيروس نوعاً معيناً من خلايا الجلد، وتعتبر الرطوبة من العوامل المساعدة على انقسامة، ولذلك فإنّ الثؤلول تظهر عادة في منطقة الشرج والمهبل أكثر من على القضيب الذكري. وجدير بالذكر أنّ الفيروس يمكنه أن يمكث في الجلد لعدة سنين من دون أي أثر. أما عن طرق العدوي فيعتبر الاتصال الجنسي هو طريق العدوى الرئيسي عند الغالبية، وعادة يكون بسبب ممارسة الرجل للجنس خارج نطاق الزواج قبل الزواج أو بعده، ويمكن حدوث العدوى عن طريق أي ملامسة جلدية حتى لو لم يحدث الاتصال الجنسي الكامل، كما أنّ الواقي الذكري لا يحمي من الثآليل التناسلية لاقتصاره على تغطية منطقة محدودة من المنطقة التناسلية. هذا وقد ثبت علمياً الاتصال الوثبق بين هذه الثآليل ومرض السرطان، ولكن فيروسات HPV تختلف فيما بينها اختلافاً كبيراً في المقدرة على سرطنة الخلايا، ويمتاز بعضها بكونها عالية السرطنة مثل نوع 16 و18 وبعضها متوسط القدرة مثل نوع 6 و11، أما أغلبها فإنها ذات قدرة سرطنة منخفضة جداً ولا تشكل خطراً كبيراً في الأحوال العادية لكنها في حال انخفاض المناعة كما يحدث عند زراعة الأعضاء، فإنّ جميع الأنواع تعتبر مسرطنة لجميع الأنسجة الجلدية والمخاطية تقريباً، ولذلك يكثر تكوّن السرطان الجلدي عند هؤلاء المرضى إذا أصيبوا بهذه الفيروسات وأهم الارتباطات السرطانية هي: - سرطان عنق الرحم ( Cervical Cancer): أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء في الغرب، ولوجود الإباحية الجنسية فإنه يكثر عند السيدات اللواتي بدأن الممارسة الجنسية في عمر مبكر، واللواتي يمارسن الجنس مع أكثر من شريك، وقد أثبتت الدراسات الإحصائية والجنسية دور هذا الفيروسات في إنشاء وترويج التغيُّرات السرطانية في الخلايا المبطنة لعنق الرحم. - سرطان قناة الشرج: وهذه تكثر عند الشواذ جنسياً الذين يمارسون اللواط خاصة لو حدث إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (AIDS). تتمثل أعراض المرض في إحدى الصور: 1- ظهور حبيبات مرتفعة أو في نفس مستوى سطح الجلد ( Warts) في الأعضاء التناسلية. وتتميز هذه الحبيبات أنها صلبة، غير مؤلمة، جافة، لونها يشبه لون الأعضاء التناسلية وأحياناً تكون بيضاء أو رمادية اللون. وقد تكون واحدة أو متعدّدة على هيئة عنقود. وأحياناً تكون الحبيبات صغيرة جداً بحيث يصعب رؤيتها حتى أثناء الكشف الطبي، وتؤدى فقط إلى الشعور بعدم الارتياح ووجود حكة بسيطة. وإذا لم تعالج قد يزداد حجمها سريعاً لتصبح شبيهة بالقنبيط. 2- وجود حكة في القضيب، كيس الصفن، منطقة الشرج، أو الشفرتين. 3- وجود إفرازات مهبلية زائدة. 4- نزيف مهبلي غير طبيعي ( في غير ميعاد الدورة الشهرية ) بعد الاتصال الجنسي. 5- في بعض الحالات يكون المريض مصاباً بال HPV في المنطقة التناسلية ولكن لا يوجد ثآليل أو أي شكوى. وهذا لا يعنى أن لا يهتم بالعلاج لتفادي المضاعفات ونقل العدوى للآخرين. 6- أماكن الإصابة بالثآليل في السيدات هي: الشفرتان، عند فتحة المهبل، جدار المهبل، عنق الرحم، حول الشرج. 7- و قد أكدت الأبحاث أنّ 50% من السيدات المصابات بالفيروس تكون الإصابة في عنق الرحم. والإصابة بالفيروس في عنق الرحم تضع المريضة في خطورة لحدوث سرطان عنق الرحم Cervical Cancer، حيث يحدث الفيروس بعض التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم Precancerous Changes والتي يمكن أن تؤدى لحدوث سرطان عنق الرحم. لذلك يجب الاهتمام بالتشخيص والعلاج السريع. 8- أما أماكن الإصابة في الرجال فتكون في القضيب، مجرى البول، المثانة، حول الشرج، أو داخل المستقيم أحياناً. 9- وقد تؤدي الإصابة في مجرى البول إلى حدوث نزيف في مجرى البول، إفرازات، والتبول المستمر. الثآليل قد تصيب أكثر من مكان في نفس الوقت سواء للسيدات أو الرجال. وفي بعض الحالات النادرة قد تتواجد الثآليل التناسلية في الفم نتيجة ممارسة الجنس الفموي. أما عن تشخيص المرض، فأثناء الكشف الطبي يمكن التعرف بسهولة على المرض إذا كانت الثآليل موجودةً في الأعضاء التناسلية الخارجية. وأحياناً يلجأ الطبيب إلى استخدام حمض الاسيتيك على الأعضاء التناسلية لرؤية الثآليل إذا كانت صغيرة جداً في الحجم. ويمكن إجراء مسحة لعنق الرحم لرؤية التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم التي تحدث مع الإصابة بالفيروس. فكما ذكرنا سابقاً أن 50% من السيدات المصابات بالفيروس تكون الإصابة في عنق الرحم. والوقاية من هذا المرض يكون باتباع تعاليم الإسلام الحنيف بالبعد عن الزنا واللواط، وعدم الانزلاق في الشهوات المحرّمة التي لا تأتي على صاحبها فقط، ولكن على أهل بيته أيضا. يوجد أكثر من طريقة للعلاج، يعتمد اختيار الطريقة المناسبة تبعاً لعدة عوامل منها حدة المرض ومكان ظهور الثآليل. ويجب التأكيد على علاج الزوج والزوجة معاً وليس أحدهما فقط. وبشكل عام تعتبر الثآليل التناسلية من المشاكل العنيدة التي تتطلّب المتابعة الدقيقة مع طبيب الجلدية والمداومة على العلاج دون كلل أو ملل، وتكمن صعوبة العلاج في أنه - في معظم الأحيان - يعالج الثآليل المرئية ولا يعالج الثآليل الصغيرة غير المرئية، حيث يصعب التنبؤ بمناطق وجودها، وبالتالي فإنّ العلاج لا يمنع ظهور المزيد منها، وهناك طرق متعددة لعلاج الثآليل التناسلية منها: أولاً: العلاج عن طريق تدمير خلايا الثآليل: 1- الكي البارد باستخدام النيتروجين السائل: يمتاز هذا العلاج بمقدرته على إتلاف الخلايا القرنية نتيجة التجميد والذوبان السريع، ويمكن استعمالها عن طريق جهاز بخاخ ويكرر هذا كل عدة أسابيع حتى تزول الثآليل. 2- الكي الكيميائي: ويقوم على استعمال حوامض تحرق الطبقة العليا من الجلد مزيلة الخلايا بما فيها من فيروسات. 3- الكي الكهربائي: كانت هذه الطريقة وما زالت من أفضل طرق إزالة الثآليل وخاصة التناسلية منها، وتكون تحت التخدير الموضعي وبتيار كهربائي منخفض جداً. 4- الليزر: عن طريق أجهزة الليزر المختلفة مثل ليزر ثاني أكسيد الكربون، ليزر الاربيوم. ثانياً: العلاجات الموضعية: 1- دواء الايميكيمود: وهو علاج مناعي حديث خاص لثأليل المناطق التناسلية. 2- دواء السيدوفوفير: وهو دواء حديث يمكن استعماله موضعياً للثآليل ولم تظهر دراسات كافية عن مدى فائدته. 3- مادة البودفيلين: تستخدم كعلاج موضعي وتحت إشراف طبي مباشر. 4- مادة الكانثردين: ويكون على شكل محلول يضاف إلى البودفيلين وحامض السلسيليك ويوضع بواسطة الطبيب المعالج، ويجب حماية الجلد السليم خلال العلاج. 5- علاجات أخرى: وهي علاجات موضعية تتم تحت اشراف طبي كامل مثل الفلورويوراسيل والتريتينويد والعلاجات الكيميائية المناعية وحقن الانترفيرون والبليوميسين وغيره كثير. ثالثاً: الجراحة: وتستعمل في حالات استثنائية عندما يكون العدد قليلاً جداً، حيث تريح المريض من شكل الثآليل ولكن لا يمنع رجوعها مرة اخرى. رابعاً: اللقاح: وهذا اللقاح يستهدف أربعة أنواع من الفيروس وهي (HPV 6,11,16,18) وهي الأنواع الرئيسية المسببة للثآليل التناسلية المسرطنة مما يساعد علي تقليل نسبة حدوث سرطان عنق الرحم بشكل كبير. وهذا اللقاح يؤخذ عن طريق الحقن بالعضل ثلاث مرات. ويجب ملاحظة أنه مع كل الطرق السابقة، فقد يحتاج العلاج إلى الإعادة عدة مرات وذلك لصعوبة القضاء على هذه الفيروسات ولمقاومتها الشديدة لمختلف طرق العلاج، كما انه من الأفضل البدء في العلاج مبكراً وعدم التهاون فيه، كما أنه من الأحسن استعمال العلاجات البسيطة والأخف ألماً على المريض، وكلما كان العلاج والمتابعة منزلية وتحت إشراف دوري من الطبيب المعالج كانت النتائج عالية ومشجعة. د. هشام عزام - دكتوراة استشاري الجلدية والليزر