يا ااااه.. يا بختك يا بيبيتو!! ساكن.. ما كل.. شارب مبسوط.. مستأنس.. الكاميرات وراك.. والصحفيون يطاردونك.. وكل الجماهير تهتف وتنادي بالصوت العالي «بيبيتو.. بيبيتو.. هو هو».. وفوق كل هذا وذاك تستلم «87000» ريال آخر كل شهر، وأنا جميل المسكين «معلم بنصاب 24 حصة».. أستيقظ من الصباح الباكر.. و«يا ويل ويلي» لو تأخرت عن طابور الصباح.. أشرح قواعد وقراءة وتعبيراً واملاء.. هذي مناوبة.. وهذيك ريادة صف.. وهذي ريادة جماعة نشاط.. وفي نهاية كل شهر انطلق بكل فرح وتفاؤل لأستلم «5000» ريال، ولكنها يا بيبيتو لذيذة لذيذة، اتعرف لماذا؟ لأنها وإن كنت أتمناها أكثر إلا أنها مقابل قيم ومبادئ وعلوم ومعارف زرعتها في نفوس أبنائي التلاميذ.. «أما أنت يا بيبيتو» فما الذي قمت به سوى ركل ذلك «الجلد المنفوخ» وادخاله بين ثلاثة أعمدة رغماً عن أنف الحارس!! ومن يدري ربما لو جربت أنا هذه المهنة.. ربما تبتسم لي الدنيا وأفعل كما فعل «العويران» في مونديال «94».. فأصبح نجماً مشهوراً، وأبدأ رحلة الهروب عن الفلاشات والاقلام وشاشات الفضائيات!! عندها والله «يا بيبيتو» ما تفرح بتوقيع واحد مني.. وسوف أجعل جميع الجماهير تنساك.. ولن أسمع كلمة «قوم حصتك لو سمحت» أو «اليوم مناوبتك بالساحة يا أستاذ!!».. ولكن صدقني لن أتخلى عن لذة وروعة دوري التربوي الفاعل مهما هتفت لي الجماهير حتى وإن قالوا «جميل.. جميل.. هو هو».. فهنيئاً لك وللعويران وللاتحاد!! وألف مليون هنيئاً للمعلمين النبلاء..