لبعض المدن التي تزورها رائحة الموت ولها رائحة الحياة.. وللدمام رائحة جميلة بين الموت والحياة.. فمدن العالم تتوقف امام هدوء الدمام الساحر فلها حضور آخر.. الدمام الجميلة بين شاطئ الخليج لاتعترف بالصخب.. ولا تدين لضوضاء.. تعطيك الهدوء وتأخذ منك فوضوية صوتك.. تمد لك صوتا آسراً صوتاً مملوءاً بالطيبة والعفوية.. حين تسير حيث ساحلها الممتد.. تبحر بك سكينة جميلة.. لا شيء ممكناً يشبه الدمام.. المدينة الوحيدة التي تسكنني كثيراً.. تفاصيلها الدافئة. لامدينة ممكن ان تخصني بها وحدها عروس جميلة.. اهلها بطيبتهم الشرقية وملامحهم التي لاحتها الشمس بلون لا يماثلهم أحد فيه.. مدينة تجعل الفرح هادئاً الحزن هادئاً.. وتقاطيعك هادئة تنتظر ماهو جميل.. مدينة منذ ان تركتها لا استطيع ان اعود لها مرة اخرى.. مدينة عشتها حزناً ومدينة حلمت بها فرحاً.. أليم ان تحب شيئاً وتغادره.. قدر لي كلما مررت بساحلها الجميل تذرف دمعتي على نفسي.. كأني كنت أرى حلماً اخذه الشاطئ مني وازهق روح الحياة فيه.. بعد موت حلمي أقسمت ألا أزورها.. رغم حبي لها هل تدرك معنى أن تحب شيئاً وتسافر عنه؟؟ أن تتنفس حباً وتخنق رئة الحياة فيه.. مدينة حلمي الاول وحياتي الاولى بعذوبتها وذكرياتها المريرة.. ستظل الدمام برغم طول النوى.. مدينة الرائحة الجميلة العاطرة بارجاء الروح.. لا لشيء الا اني احببتها بكل تفاصيلها احببت شوارعها نخلاتها قطرات البحر الشرقي التي تنهال رذاذاً في وقوفي الحزين على شاطئها.. أحببت أناسها بعفويتهم.. وطيب تعاملهم.. أحببت وجوهاً مملوءة بالصدق.. وكرهت قلوباً غادرة.. كرهت تعاملات سوداء.. جعلتني ألم متاع طفولتي وعفويتي وصدقي وأرحل عن كل ما أحب في الدمام.. لتبقى رائحتها تذيع بمدن ذكرياتي.. البريد الإلكتروني [email protected]