سيطرت الذكرى الأولى لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على الصحافة الأمريكية في مختلف أبوابها. واشنطن بوست نشرت تقريرا تحت عنوان «ذكرى عصيبة لأغلب الأمريكيين» قالت فيه ان إحياء الذكرى الأولى لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ليس أمرا سهلا بالنسبة لمعظم الأمريكيين. وأضافت أن الأمريكيين يحيون هذا اليوم بالكثير من الأحداث التذكارية ووسط إجراءات أمنية صارمة. حيث تقف عناصر الدفاع الجوي على أهبة الاستعداد ويسيطر الجنود على قمم المباني المرتفعة في اشنطن ويحيطون بالمباني الفيدرالية المهمة لهجوم مثل دور القضاء والوزارات. كما أبرزت الجريدة التحذير الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بشأن احتمال التعرض لهجوم إرهابي جديد من جانب عناصر القاعدة في الولاياتالمتحدة. وقالت الجريدة ان البيت الأبيض وضع الأمة في حالة تأهب قصوى وتم نشر الصواريخ ووضعها في وضع استعداد حول العاصمة الأمريكيةواشنطن. أما افتتاحيتها فخصصتها لهذه الذكرى ووضعت لها عنوانا يقول «11/ 9 / 200/» قالت فيه الجريدة إنه منذ عام واحد بالضبط وقع هجوم على البلاد وقلنا أنه أشبه بالهجوم على بيرل هاربور عام 1941 وهو الهجوم على نيويوركوواشنطن. ولكننا قلنا في هذه الجريدة إن مواجهة هجوم الحادي عشر من سبتمبر ربما تختلف وتكون أكثر تعقيدا مما حدث ردا على الهجوم على بيرل هاربور قبل حوالي 60عاما. وتضيف الافتتاحية أنه على الرغم من أن رد الإدارة الأمريكية على هذه الهجمات كان على مستوى الحدث خاصة في المجال العسكري فإنه لم يكن كذلك في مجالات أخرى. أما روبرت سامنلسون فكتب تحت عنوان «الفردوس المفقود» يقول إن الولاياتالمتحدة وبعد عام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر لم تفقد فقط برجي مركز التجارة العالمي وإنما فقدت قيم الحرية والديموقراطية التي كانت تزهو بها على العالم. ليس هذا فحسب ولكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر ذكرت الأمريكيين أيضا أنهم لم يحسموا معركة التاريخ لصالحهم كما كانوا يتصورون بعد انتصارهم في الحرب الباردة. تحدي الأمة نيويورك تايمز أبرزت عنوانا يقول «تحدي الأمة» فوق صورة توضح مكان مركز التجارة العالمي الذي أصبح أثرا بعد عين. وقالت الجريدة إن الشعب الأمريكي يحيي ذكرى هذا اليوم بعدد لا يحصى من الاحداث أو اللحظات الخاصة التي تؤكد مشاعر الوطنية والرغبة في طي صفحة هذا الحادث الأليم الذي أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص. وقد خصصت الجريدة افتتاحيتها لإحياء الذكرى الأولى للهجمات تحت عنوان «تحمل أمريكا» قالت فيها إنه بعد مرور عام كامل على مأساة سبتمبر فإن أغلب سكان مدينة نيويورك مستعدون تماما لإحياء هذه الذكرى. وأضافت أنه بعد مرور عام وانقشاع الدخان أصبحنا نعرف جميعا، أين كنا نقف؟ وماذا تعلمنا مما حدث؟ وماذا فقدنا فيه؟. وأضافت أنه يجب أن نتذكر في هذا اليوم هؤلاء الأشخاص الذين استجابوا بشجاعة للحادث وحاولوا التعامل معه منذ اللحظة الأولى حتى فقدوا أرواحهم. أما توماس فريدمان قكتب مقالا تحت عنوان «طوفان نوح ويوم 11 سبتمبر» قال فيه إنه على مدار العام الماضي كان العديد من أصدقائه يقولون له إنهم مازالوا يشعرون بغصة في حلوقهم كلما تذكروا هجمات سبتمبر. بل إن أحدهم قال له إنه شعر وكأنها بداية نهاية العالم. ويستطرد فريدمان قائلا: انه يرى بالفعل أن منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر مجموعة من الأشرار الذين تجاوز شرهم قدرتنا على تصوره وأن هذه الهجمات قد أحدثت فجوة واسعة في جدار حضارة العالم. وان أمريكا كان أمامها خياران الأول أن تنسحب من هذا العالم وتعيش داخل كيانها والثاني أن تحاول ترميم هذا الخرق. وقال فريدمان إن أحد هؤلاء الأصدقاء شبه ما حدث بأنه طوفان نوح وأنه إذا ما انقضى الطوفان دون أن ننجرف معه فإننا نكون بذلك قد نجونا ونستطيع بدء تعمير الأرض من جديد. وتحت عنوان «انتصار تأمين الحرية» كتب الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش مقالا يتناول فيه هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ويقول فيه إن الذكرى الأولى لهذه الهجمات تأتي وقد نجحت أمريكا في تأمين الحرية وقال إن كارثة سبتمبر أتاحت لأمريكا فرصا عظيمة لقيادة العالم وعلى الأمريكيين أن تكون لديهم الشجاعة الكافية لاقتناص هذه الفرص. الضوء الأحمر لوس أنجلوس تايمز أبرزت حالة الاستنفار الأمني التي تعيش فيها أمريكا في ذكرى مرور عام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وقالت الجريدة إن إدارة الرئيس بوش أضاءت الضوء الأحمر لإعلان الاستنفار في مختلف أنحاء البلاد تحسبا لشن هجمات جديدة ضد أهداف أمريكية سواء في الداخل أو في الخارج. وقال مسئولو الأجهزة الأمنية والقضائية الأمريكية إن هذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها الرئيس بوش حالة التأهب القصوى على هذا النحو منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر. في حين كان إعلان هذه الحالة للمرة الأولى عشية هجمات الحادي عشر من سبتمبر العام الماضي. وتحت عنوان «الأمة تواصل الطريق ولكن بشيء من القلق» قالت الجريدة إنه بعد مرور عام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر ورغم كل الإجراءات التي تمت من أجل جعل أمريكا أكثر أمنا وأقل تعرضا لمثل تلك الهجمات مرة أخرى فإن هناك الكثير من القيود التي تحول دون توفير ذلك القدر المطلوب من الأمن أهمها نقص الأموال اللازمة لتمويل الخطط الأمنية الشاملة. وفي صفحة الرأي نشرت الجريدة مقالا تحت عنوان «القاعدة تفوز بمعركة الإعلام» قالت فيه إنه بعد مرور عام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر يمكن القول إن تنظيم القاعدة نجح في الاستفادة من وسائل الإعلام والإنترنت لتحقيق أهدافه ونقل رسالته إلى كل أنحاء العالم رغم ما تتمتع به أمريكا من سطوة إعلامية كبيرة. تراجع شعبية بوش شيكاغو تربيون نشرت ملفا خاصا عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر تضمن عدة تقارير ومقالات. وتحت عنوان «شعبية بوش تتراجع مع مرور الأيام» قالت الجريدة إن شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش ومساندة الشعب له التي بلغت ذروتها في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر بدأت تتراجع مع مرور الأيام. وفي تقرير آخر تحت عنوان «مزيدا من القصص» تابعت الجريدة نشر المزيد من القصص التي حدثت أثناء هجمات الحادي عشر من سبتمبر وروايات شهود العيان لما حدث ولحظات الرعب والفزع التي عاشها الذين كانوا في مبنى مركز التجارة العالمي لحظة الهجوم وكيف كتبت لهم النجاة من هذا الجحيم. كما نشرت تغطية شاملة لفعاليات الاحتفال بالذكرى الأولى في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. وقالت الجريدة إن هذه الاحتفالات اتخذت طابعا قوميا في بعض الأحداث وطابعا شخصيا بالنسبة لهؤلاء الذين فقدوا أحد ذويهم في تلك الهجمات. كما شارك في هذه الذكرى مختلف فئات الشعب وتم وضع الزهور على النصب التذكارية ووقف الجميع لحظات صمت حدادا على هؤلاء الذين راحوا ضحية الهجمات. ونشرت الجريدة تقريرا تحت عنوان «احتفالات إحياء ذكرى الهجمات في كل انحاءالعالم» قالت فيه إن معظم دول العالم تحتفل بذكرى مرور عام على هجمات سبتمبر وهذه الاحتفالات من فرنسا إلى استراليا ومن آسيا إلى أفريقيا كتعبير عن التضامن العالمي مع ضحايا هذه الهجمات. الاستماع إلى العالم كريستيان سيانس مونيتور تناولت الذكرى الأولى لهجمات الحادي عشر من سبتمبرمن خلال عدة موضوعات. فتحت عنوان «هل أمريكا مواطن صالح في العالم» نشرت الجريدة تقول إنه بعد عام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر تعرضت الصورة الأمريكية لمراجعة واسعة في مختلف أنحاء العالم. وقالت الجريدة إنها وجهت السؤال السابق إلى عدد من الأشخاص في 19 دولة على مستوى العالم وجاءت الإجابة على النحو التالي: في كوريا الجنوبية أكد الذين سألناهم أنهم يرفضون الوجود العسكري الأمريكي في بلادهم وأنهم لا يهتمون بما حدث في هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأن كل ما يريدونه هو رحيل القوات الأمريكية عن بلادهم. وأضاف الكوريون أن أغلب الأمريكيين يقولون أن 38 ألف جندي أمريكي موجودون في كوريا الجنوبية لحمايتها من الخطرالشيوعي في حين إن أغلب الكوريين يرون أن هذه القوات موجودة لحماية المصالح الأمريكية. أسباب الهجمات قالت «ديلي ديسباتش»الجنوب أفريقية إنه يتعين على الأمريكيين في ذكرى الهجمات الارهابية على الولاياتالمتحدة القفز فوق الأسى والغضب للتساؤل: متى ولماذا جرى تغييرالهدف؟. وقالت: في نهاية هذا العام أو بداية العام الجديد سيكون هنالك هجوم أمريكي ضد العراق. ما لم تقم إدارة بوش بإحداث تغيير جذري في مسارها. مع ذلك. لم يكن هذا الأمر من أهداف السياسة الأمريكية لخمسة أشهر تقريبا بعد 11 سبتمبر2001. وقالت الصحيفة في مقال كتبه غوين داير بعنوان «لماذا تغير الهدف؟»: كان رد الفعل الأولي للرئيس بوش تجاه الحدث جيدا. لقد أدرك أن عملا انتقاميا واسعا دون تمييز ضد أهداف ارهابية مشتبهة في العالم العربي سيحقق تماما ما أراده منفذو الهجمات. إن الهدف الأول للمتطرفين الاسلاميين في العالم العربي يتمثل في إطاحة حكوماتهم الموالية للغرب. وهلاك كثيرين من العرب الأبرياء بفعل القنابل الأمريكية ما يوفر دعما قويا لقضيتهم. بالتالي انتهي الرئيس بوش إلى أن التمويل والأوامر بالهجوم جاءت من تنظيم أسامة بن لادن في أفغانستان. يسهل هذا من القضية السياسية لأمريكا. حيث إن القاعدة. رغم كونها تنظيما عربيا إلى حد كبير تكرس نفسها للإطاحة بالحكومات العربية. تقوم قيادتها في أفغانستان. وهي بلد غير عربي. في مطلع فبراير أعلن الرئيس بوش أنه سيهاجم العراق (ويليه من بعد إيران وكوريا الشمالية). ما أشبه هذا بوضع من أوضاع رقص الباليه يأخذ بالأنفاس! تحول مفاجىء في السياسة لا يدانيه إلا مونتي بايثون في عروضه وهو يقول: والآن نحو شيء مختلف تماما... ما هذا الذي يحدث؟ كان ذلك عملا بديلا آخر: فبعد أن خابت رغبته في العثور على المسؤولين حقيقة عن الهجوم. حولت ادارة بوش غضبها نحو أعداء آخرين للولايات المتحدة قاموا بتعديل خطابهم. ربما كان أيضا إحياء للضغينة العائلية القديمة بين عشيرتي بوش وصدام حسين. وربما كان ذا صلة بالرغبة في الإبقاء على آفاق زمن الحرب دعما للحكومة في عام انتخابات. وانتهت الصحيفة للقول: ما زال لا يوجد دليل يربط صدام حسين ب 11 سبتمبر. كما لا يوجد سبب للاعتقاد بتورطه. أمريكا مسؤولة قالت غلوب آند ميل الكندية: إن موقف رئيس الوزراء من الولع الأمريكي بمحاربة العراق يتباين بشدة مع موقف رئيس الوزراء البريطاني. الذي وعد بمساندة بلاده للولايات المتحدة حتى إذا لم تصادق الأممالمتحدة على عمل عسكري وقررت الحرب منفردة. جدير بالذكر أن أغلبية كبيرة من الكنديين قالت - في الدراسة التي نشرتها ايبسوس -ريد - إن الولاياتالمتحدة مسئولة جزئيا عن هجمات 11 سبتمبر الارهابية بسبب سياساتها تجاه الشرق الأوسط وباقي العالم. فقد قال 69% إن الولاياتالمتحدة مسؤولة إلى حد ما عن هجمات 11 سبتمبر. فيما قال 15% إن المسؤولية برمتها ملقاة على عاتق الأمريكيين. وقال 14% إن الولاياتالمتحدة غير مسؤولة عن الهجمات إطلاقا. وقال 83% من الكنديين إن القصف الأمريكي المكثف في أفغانستان قد فشل في تحقيق ما أراده السيد بوش في قتل أو أسر أسامة بن لادن. إلى ذلك قال استطلاع آخر أجرته «تورنتو صن» إن نصف الكنديين فقط يشعر بأنهم مهيأون للتعامل مع هجوم ارهابي قد يصيبهم في عقر دارهم. وقال الاستطلاع إن11% من الكنديين يثقون تماما في قدرة الحكومة الفيدرالية على التعامل مع هجوم ارهابي. مقابل 14% قالوا إنهم لا يثقون إطلاقا في قدرة الحكومة. غيرأن 39% من المستطلعة آراؤهم قالوا بأنهم يثقون إلى حد ما في قدرات الحكومة. يقول جون تومبسون. وهو خبير أمني يدير مؤسسة ماكينزي: يتفق معظم الكنديين على أننا سنتعامل بشكل لا بأس به مع هجوم إرهابي. غير أن ذلك يعني في الغالب التعامل مع أشياء من نحو: تنظيف الساحة. إجلاء الخسائر. ثم بدء التحقيق في الأمر. لا أعتقد أن لدي الكنديين الثقة في قدرتنا على منع هجوم ارهابي.