الكل منا يردد كلمة «صح» يومياً بهذا المفهوم البسيط.. ولكن في بعض الأحيان نشعر بأن هناك غموضا في هذا المفهوم. فعندما نقول بأن هذا الشيء صح فهذا يعني بأنه يتوافق مع قيمنا الدينية والاخلاقية ونقوم باتباعه وهنا يكون المفهوم بسيطا وواضحا. ولكن عندما نذكر بأن هذا الشيء صح وانه يتفق مع قيمنا وفي نفس الوقت لا نقوم باتباعه فهنا يصبح المفهوم غامضا. وفي هذه الحالة نحن امام أمرين الاول ان يكون تحديدنا لمفهوم الصح غير دقيق فنكون قد قمنا بتحديده دون الاستناد لقيمنا الدينية والاخلاقية وظهر لنا في هذه الحالة اختلاف وتضارب بين ما نعتبره صح وبين قيمنا مما يجعل هذا الصح ليس صحيحا بالمعنى الدقيق. واما الامر الثاني فهو ان نكون قد استندنا في تحديد المفهوم لقيم ليس لنا بها اي صلة بل انها قيم مستوردة وبالتالي يحصل اختلاف وتضارب بين ما نعتبره صح وبين القيم الموجودة اصلا في مجتمعنا وفي هذه الحالة كما يكون الصح محددا بالمعنى الدقيق. وفي كلا الحالتين نكون قد قمنا بالسير عكس مفهوم الصح فالامر الاول تم خلاله تغطية الامر الصح بمظلة قيمنا دون الرجوع لها وفي الامر الثاني تم الاستناد علنا على القيم المستوردة. والمهم في الامر اننا شعب مسلم لدينا قيم اسلامية واضحة ولا يختلف عليها احد واستنادا على ذلك فيجب الانطلاق من هذه القيم في تحديدنا لمفهوم الصح والدفاع عن هذه القيم وعن المفهوم المستند عليها.