فاجأنا الأخ محمد الدبيسي من خلال زاوية- بين قولين- يوم الاثنين 12 اغسطس بكلام يخالف كل ما يسعى إليه العقلاء! فجعل قيمة المرأة ترتبط بقيمة مهرها وسخر من كل من يزوج بنته بمهر رمزي ووصفه بأنه يبحث عن مجد أو ذكر خاص لا بل وصادر الشهامة عنه حيث وضع تلك الكلمة بين قوسين امعانا في السخرية!! مخالفاً بذلك الحديث النبوي الذي يحض على تيسير المهر. ولا أدري كيف يزيد هذا التصرف (كما ادعى الكاتب) من عللنا الاجتماعية بينما هو في الحقيقة يساهم كثيراً في حل مشكلة تؤرق الشباب وتضع بينهم وبين الزواج- سدا- فهل يشجع أخونا الكاتب استمرار التنافس بمن يستطيع أن يزوج ابنته بسعر اكثر؟ وهل يؤيد أخونا من يقوم بنتف ريش الشاب ونزع المتعة وراحة البال من حياته قبل اتمام الزواج بحجة حفظ حقوق- كسيرات الجناح- فهل اجرى كاتبنا بحثاً ميدانياً يحدد مصداقية كلامه هذا!! وهل لديه دليل على معارضة هؤلاء- الكسيرات- لتلك (الصرعة) كما يصفها.. لا يا أخي محمد فالنساء هن أول المؤيدين لتلك الشهامة التي تسخر أنت منها والرجال الصالحون لا يمارسون على بناتهم الاستعلائية الفجة كما تقول ولكنهم يبحثون لهن عن الستر والزوج الصالح حتى لو دفعوا المهر من جيوبهم وهم لن يجعلوا بناتهم سلعة لها قيمة لأن المهر مهما زاد لن يضمن لها احتراماً عند زوجها بل قد يكون له تأثير سلبي على حياتها. فالمرأة إذا تزوجت من شاب يسعدها ويبادلها الاحترام فكأنما دفع لها كنوز الدنيا مهراً فليست بحاجة لأموال تؤخذ من زوجها وتعطى لها. لأنهما بعد الزواج يصبحان كتلة واحدة فهما لبعض. أما إذا كان قصدك حفظ حقوق المرأة فيما لا سمح الله وقع الطلاق بينهما هنا كان الاجدى بك لو جعلت طرحك على نحو آخر فبدلاً من أن- تولم العصابة قبل الفلقة- كان الأولى أن تطرح رأياً لحفظ حق المرأة في حالة الطلاق وهذا هو ما يبحث عنه كل عاقل وهناك حلول لا ترهق الزوج في حال رغبته في الزواج وتحفظ حقوق المرأة بحياة كريمة لو وقع الطلاق. مثلاً لو طرحت فكرة ترحب بها بهذا التيسير بالمهر وتشجيع الزواج مقابل أن يوضع مؤخر مناسب يحفظ حقوق- كسيرات الجناح- لو حدث طلاق. صالح العريني - محافظة البدائع