تنفيذ مشاريع «المجموعة الثانية» من برنامج تطوير محاور الطرق الدائرية والرئيسية في الرياض    «الأمن البيئي»: ضبط 9 مواطنين لنقلهم حطباً محلياً بالقويعية    العيدابي.. عاصمة الشهد التي تجذب مربي النحل في فصل الشتاء    الشرع: السعودية حريصة على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه    إعلاميون ل عكاظ: الهجن السعودية تخطف الأضواء عالمياً    «أحلام»: تأجيل الجزء الثاني من «العناق الأخير»    وزارة الشؤون الإسلامية تختتم معرض القرآن الكريم    مركز «911» يتلقى (2.606.704) اتصالًا خلال شهر يناير    تحت رعاية خادم الحرمين.. جائزة الأميرة صيتة تكرّم الفائزين في 16 فبراير    الفريدي وأبو الحسن يَتلقون التعَازي في إبراهيم    زيارة الشرع.. التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وسوريا الجديدة    وزير الخارجية يستقبل وزير خارجية الدنمارك    اختتام بطولة الشطرنج بالظهران وسط حضور ومشاركة من مختلف الدول    محافظ حفر الباطن يدشن مؤتمر حفر الباطن الدولي الصحة الريفية    نائب أمير الشرقية يستقبل أعضاء لجنة السلامة المرورية بالمنطقة    رحيل محمد بن فهد.. إنسان ورجل دولة باقٍ بذاكرة الزمن    المملكة المتحدة: سعي ترمب لفرض رسوم جمركية يهدد ب "تأثير ضار للغاية" على الاقتصاد العالمي    رئيس اتحاد التايكوندو: تطوير التحكيم أولوية لتعزيز مكانة اللعبة محليًا ودوليًا"    أمير جازان رعى حفل انطلاق الفعاليات المصاحبة للمعرض الدولي للبن السعودي 2025م    3 مسببات لحرائق التماس الكهرباء    أمير تبوك يواسي أسرتي الطويان والصالح    البريطاني "بيدكوك" يتوّج بلقب طواف العلا 2025    زيلينسكي يفتح طريق التفاوض مع روسيا    تجمع جازان الصحي يتميز في مبادرة المواساة ويحقق جائزة وزير الصحة في الرعاية الصحية الحديثة    مختص : متلازمة الرجل اللطيف عندما تصبح اللطافة عبئًا    غرفة تبوك تعقد ورشة عمل برنامج تنافسية القطاع الصناعي الثلاثاء    بعد إنجازه في دكار... يزيد الراجحي يكتب التاريخ بفوزه الثامن في حائل    مدير تعليم الطائف يتابع تطبيق الزي الوطني السعودي في المدارس الثانوية    أحمد الشرع يصل السعودية.. اليوم    7 مستشفيات سعودية ضمن قائمة "براند فاينانس"    "السعودية للكهرباء" تُسوِّي جميع التزاماتها التاريخية للدولة بقيمة 5.687 مليار ريال وتحوِّلها إلى أداة مضاربة تعزِّز هيكلها الرأسمالي    لماذا تُعد الزيارات الدورية للطبيب خلال الحمل ضرورية لصحة الأم والجنين؟    رياح نشطة وأمطار متفرقة على بعض المناطق    استشهاد 5 فلسطينيين وتدمير أكثر من 100 منزل في جنين    «سلمان للإغاثة» يدشن مشروع توزيع مواد إيوائية في باكستان    إيماموف يحسم مواجهته مع أديسانيا بالضربة القاضية    إعلان المرشحين لجائزة الجمهور لأفضل محتوى رقمي    ثغرة تعيد صور WhatsApp المحذوفة    «بينالي الفنون».. سلسلة غنية تبرز العطاء الفني للحضارة الإسلامية    مهرجان فنون العلا يحتفي بالإرث الغني للخط العربي    إنفاذًا لتوجيه سمو ولي العهد.. إلزام طلاب المدارس الثانوية بالزي الوطني    وفاة صاحبة السمو الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    الزي المدرسي.. ربط الأجيال بالأصالة    الأسرة في القرآن    ذكور وإناث مكة الأكثر طلبا لزيارة الأبناء    الأحساء صديقة للطفولة يدعم جمعية درر    موكب الشمس والصمود    ملاجئ آمنة للرجال ضحايا العنف المنزلي    خيط تنظيف الأسنان يحمي القلب    تفسير الأحلام والمبشرات    نصيحة مجانية للفاسدين    أمير حائل ونائبه يعزّيان أسرة الشعيفان بوفاة والدهم    رحيل عالمة مختصة بالمخطوطات العربية    غالب كتبي والأهلي    حزين من الشتا    رحل أمير الخير والأخلاق    ممثل رئيس الإمارات يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز    أمير الرياض يعزّي في وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل سعود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما يتعرض له الإسلام وأهله امتداد لحملات سابقة مصيرها الفشل
أهل الرأي يردون عبر « الجزيرة » على حملات الإعلام الغربي المسعورة:
نشر في الجزيرة يوم 23 - 08 - 2002

تتعرض الأمة الإسلامية في الفترة الأخيرة لحملة شرسة من قبل أعداء الإسلام من خلال الطعن في الإسلام تارة، والصاق التهم على كتاب الله الكريم تارة أخرى، وذلك عبر حملات مسعورة بواسطة وسائل الإعلام المختلفة.
فما الوسائل المثلى للتصدي لهذه الحملات، وكيف يمكن الإفادة من المؤسسات والجمعيات المختصة بالقرآن الكريم وعلومه في داخل المملكة وخارجها لمواجهة تلك الحملات التي استهدفت الأمة في أعظم ما تلتزم به وتستنير به وهو كتاب الله الكريم؟ كانت تلك التساؤلات التي طرحتها «الجزيرة» على عدد من أهل الرأي والمتخصصين.
الحملات المسعورة!!
بداية تناول القضية الشيخ الدكتور محمد بن علي الجوزو مفتي جبل لبنان الذي أكد على أن الحملة على الإسلام في الغرب ليست بجديدة، فهي قديمة قدم الحروب الصليبية، حيث نشأت وترعرعت معها وفي ظلها، وجندت الكنسية كبار المستشرقين والمبشرين من أجل العمل على تشويه صورة الإسلام بشتى الوسائل والطرق، وكان تشويه كتاب الله والتشكيك في الوحي السماوي، وبالرسول صلى الله عليه وسلم وبالشريعة الإسلامية هدفاً رئيساً لحملات التبشير والاستشراق معاً.
وكشف الدكتور الجوزو المداخل التي اتخذتها الكنيسة لتشويه صورة الإسلام ، قائلاً: إن تعدد الزوجات، والطلاق، والميراث كانت مدخلاً من مداخل شياطين الاستشراق ليثيروا الشبهات حول حقوق المرأة، ومساواة المرأة بالرجل، وحرية المرأة في المجتمعات الإسلامية التي تجند لها عدد من كتاب النهضة ممن تربوا على موائد الاستعمار، واصبح ولاؤهم لقيمه وعاداته أكثر من ولائهم لعقيدة الإسلام وقيمه، وكان التشكيك في الوحي مدخلاً للطعن بالقرآن الكريم نفسه، فادعوا بأن القرآن الكريم من تأليف محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إنه أخذ القرآن عن التوراة والانجيل، وإنه تلميذ على يد الراهب بحيرة، إلى غير ذلك من الاباطيل والاقاويل الحاقدة.
واوضح مفتي جبل لبنان- في سياق حديثه- أن جهابذة العلماء وكبار الكتاب المسلمين قد تصدوا للرد على هؤلاء المستشرقين واعوانهم واتباعهم في ا لمشرق العربي، حيث عرفت المكتبة الإسلامية مئات الكتب التي تخصصت في هذا المجال، إلا أن ذلك لم يوقفهم عند حدهم، بل أخذ الغزو الثقافي يزداد خطورة، حيث عملت المدارس التنصيرية المتعددة في بلاد الشام على اصطياد أبناء المسلمين وزرع الشك في نفوسهم وعقولهم حول دينهم، ليتحولوا إلى العلمانية أو القومية المادية أو الشيوعية، الأمر الذي تسبب في نشوء جيل من المثقفين الذين لا صلة لهم بدينهم، وإنما تحولوا إلى عبء على هذا الدين يرددون كالببغاوات وما يتعلمونه في مدارس الاستعمار والتنصير، وكان الإسلام مستهدفاً دائماً، كما كان الاستعمار يجد فيه الخطر الأكبر على وجوده وعلى استمراره وعلى مصالحه، فسخر كل الامكانات لسلخ العرب عن دينهم.
وخلص الدكتور الجوزو إلى القول: إن هذه القضية ليست قضية سياسية فحسب، بل إنها قضية دينية أيضاً، ولما كان الإسلام هو الذي يتصدى لهذه الحملة الصليبية الجديدة، فكان على اسرائيل أن تجند طاقاتها الإعلامية في أمريكا والغرب، لاستغلال هذه الاساطير التي يعتنقها الامريكيون والبريطانيون من غلاة «البروتستانت» ، للقيام بغسل أدمغة السياسيين في تلك البلاد، وغسل أدمغة أبناء الشعب الامريكي، لاشعاره بأنه يقوم بحرب مقدسة ضد الإسلام.
وفند مفتي جبل لبنان النوايا الصهيونية الخبيثة بقوله: ولما كان زعماء أمريكا على جهل بالإسلام وحقائقه وتعاليمه ومبادئه، فقد اندفعوا كالعميان وراء العصابات الصهيونية يمحضونها الولاء دون حدود ولما كان الشعب الأمريكي لا يعرف شيئاً عن الإسلام فقد استغل الإعلام الصهيوني هذه الظاهرة ليملأ أذهان الامريكيين بالمعلومات الخاطئة عن الإسلام، وتزوير الحقائق وقلبها رأساً على عقب، وقامت الحملات الحاقدة على صفحات الصحف وفي وسائل الإعلام المرئي والمقروء ضد القرآن الكريم وضد الرسول صلى الله عليه وسلم، وضد جهاد المسلمين دفاعاً عن بلادهم ومقدساتهم، وتطوع عدد كبير من عملاء اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية وفي الكونغرس لتنفيذ هذه السياسة الصهيونية وبحماس شديد دمر كل المعاني الإنسانية في طريقه.
وأبان الدكتور الجوزو أن هذا التحدي للإسلام والمسلمين يحفز المسلمين اليوم على التصدي لهذه الحملات المغرضة والجائرة، ويدفعهم إلى فضح الأكاذيب والاساطير والاضاليل التي يستند إليها الصهاينة في حملاتهم ضد الإسلام، والرد عليها بالعلم والمنطق والموضوعية، واظهار حقائق الإسلام للعالم أجمع بصورتها المشرقة المضيئة، وليس بالغوغائية والسباب والشتائم، كما يفعل الغربيون.
أهداف الصهيونية الخبيثة
وطالب مفتي جبل لبنان بأن تجند الأمة الإسلامية جميع الطاقات العلمية والدعوية الإسلامية التي تمتلكها للاستفادة من هذه الحملة للوقوف ضد هذه الحملة الشرسة التي يشنها أعداء الإسلام، ونسخرها لصالح الإسلام، وتنبيه الغافلين من النصارى إلى أهداف الصهيونية والخبيثة التي جعلتهم يعتقدون ان إله النصارى «يهودي»، وأن صهاينة اليوم هم شعب الله المختار، وأن عليهم أن يعبدوا الإله اليهودي ويخدموا الشعب اليهودي، ويسخروا قواهم جميعاً من أموال وطائرات ودبابات وبوارج حربية لارتكاب أشد الجرائم البشرية فظاعة ووحشية في حق الشعب الفلسطيني، ليظهر «المسيح» «اليهودي» من جديد على أرض فلسطين، مؤكداً على ضرورة أن يقوم المسلمون بفضح هذه الاكذوبة، وإزالة الغشاوة عن أعين زعماء أمريكا، وأعين الشعب الأمريكي.
ونادى مفتي جبل لبنان في سياق حديثه الجمعيات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم إلى تلبية الواجب تجاه الدفاع عن الدين الإسلامي بتأسيس «هيئة علمية كبرى» لكشف أكاذيب اليهود واساطيرهم، وكيف تم تزييف العقيدة النصرانية لصالح اليهودية، مبيناً أن هذا يسير لأن العلماء المسلمين المتخصصين في هذا الجانب أعدادهم كبيرة، ومن الممكن أن ننشئ هيئة علمية متخصصة في الرد على أباطيل اليهود الصهاينة التي شوهت النصرانية، كما شوهت الإسلام لحساب نفر من الصهاينة يعتمد بروتوكولات بني صهيون منهجاً لها،فأقدمت على القتل والسلب والنهب وتدميرالبيوت، وتشريد النساء والاطفال والشيوخ تنفيذاً لمنهج اجرامي بشع تحض عليه هذه البروتوكولات.
وخلص الدكتور محمد الجوزو مفتي جبل لبنان إلى القول: إنه لابد من مواجهة السيف بالسيف والقلم بالقلم، والإعلام بالإعلام، الأمر الذي يستدعي إنشاء مؤسسة إعلامية وعلمية تجند لها كل الامكانات والكفاءات العلمية والتاريخية والتقنية لمواجهة التحدي، وايجاد قناة تلفزيونية عالمية، تخاطب شعوب الغرب بألسنتهم ولغاتهم واسلوبهم ومنهجهم العلمي والفكري، مطالباً بتجنيد الشباب المسلم المثقف الذي يعيش في الغرب لتنفيذ هذا المشروع الجليل، على أن تكون هذه المؤسسة مؤسسة تجارية في نفس الوقت تسهم بها الجمعيات الإسلامية الأهلية، كما تسهم بها الدول والوزارات الإسلامية، والتجار الذي يهمهم أن يعتمدوا على الإعلان عن مؤسساتهم في الداخل والخارج، لتكون هذه المؤسسات قوية جديرة بحمل هذه الأمانة، وللدفاع عن كتاب الله عز وجل وعن دين الله تعالى، وعن الحضارة الإسلامية التي يحاول الصهاينة وانصارهم واعوانهم تشويه سمعتها في العالم.
فهم الطرق والحملات
وفي مداخلة للدكتور محمد عبدالحليم أستاذ كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية بجامعة لندن، قال: إن من أولى الواجبات على المسلمين أن يلتزموا بما وصف الله به المؤمنين في قوله: {فّمّا وّهّنٍوا لٌمّا أّصّابّهٍمً فٌي سّبٌيلٌ اللّهٌ وّمّا ضّعٍفٍوا وّمّا اسًتّكّانٍوا} ، واذا كان المستهدف هو الإسلام فعلى المسلمين أن ينهضوا بجهد كبير مستمر لفهم طرق ووسائل الحملات ومواجهتها بطريقة ناجعة وهم قادرون إن شاء الله تعالى على تدمير عزمهم، مشيراً إلى أن هذه الحملات يشنها غير مسلمين، ويخاطبون بها غير المسلمين بلغاتهم ووسائلهم، وذلك اذا خطبنا واجتمعنا باللغة العربية صباح مساء رداً على الحملات فلن يغير هذا قيد أنملة من الوضع الراهن.
واكد د. محمد عبدالحليم- في ذات الصدد- أن الواجب علينا أن نرد عليهم بلغاتهم وبالطريقة التي يفهمونها، والوسائل الناجعة، ويمكن الاستعانة بالمخلصين من غير المسلمين، ومن ينفق سيجد من يسارع إلى خدمته في الغرب وفي كل مكان، وأن قليلاً من وزارات الشؤون الإسلامية في بعض الدول الإسلامية، في مقدمتها المملكة العربية السعودية تقوم بجهد طيب في الحديث عن الإسلام في الغرب، مبيناً أن دور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية أساسي في هذا وجوهري، ويجيء في المقدمة.
وشدد أستاذ كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية بجامعة لندن على أن الدفاع عن الإسلام في الغرب يجب أن تحشد له الطاقات الإسلامية بكل خبراتها وامكاناتها ووسائلها وتوضع لها الخطط المدروسة المستمرة، حتى يتحقق لهذا الدفاع النجاح- بإذن الله تعالى-، وبالنسبة للافادة من المؤسسات والجمعيات المختصة بالقرآن وعلومه داخل المملكة وخارجها فعليها أولاً الاستفادة من الصحوة التي طرأت بالهجمات الشرسة على الإسلام والقرآن الكريم، مستدركاً القول: إنه يجب أن يتبع الصحوة نقلة في حجم الجهد وأنواعه ووسائله.
وأكد- في هذا الصدد- أهمية دراسة ما يقوله الذين يشنون هذه الهجمة، والرد عليهم بلغاتهم، وطرقهم، ووسائل اعلامهم، حيث إننا في حاجة إلى اعداد علماء في بلاد الاقليات الإسلامية تتوفر لهم منح دراسية للتخصص في القرآن الكريم، ودراسة ما يكتبه الغرب عنه وطرقهم، لأن البلاد العربية لا تستفيد من الوسائل المتاحة، مثلاً: يصدر مركز الدراسات الإسلامية في جامعة لندن مجلة الدراسات القرآنية باللغة الانجليزية وبها قسم باللغة العربية ،وهي مجلة محكمة، وتوزع لكل جامعات الغرب، إلا أن الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تشترك جامعاتها بشراء أعداد من مجلة الدراسات القرآنية هي «اسرائيل»، وبعد اطلاع المسؤولين في وزارة التعليم العالي في المملكة بذلك بدأت جامعات المملكة بشراء أعداد من «مجلة الدراسات القرآنية».
ولفت الدكتور محمد عبدالحليم النظر إلى أن من الصعوبة بمكان الحصول على مقالات مختصة بمسألة القرآن الكريم للمجلة، وقال: إن جامعة لندن تلقت مؤخراً مقالاً من باحثة سعودية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة سينشر قريباً- بحول الله تعالى-، كما تلقت الجامعة مؤخراً بعض المقالات عن القرآن الكريم باللغة العربية من باحثين في إيران، وماليزيا، ونيجيريا، الأمر الذي شجع إدارة الكرسي على المضي في استمرار إصدار القسم العربي بالمجلة.
وأبرز الدكتور محمد عبدالحليم الجهود المبذولة من قبل حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، وخاصة نشر كتاب الله تعالى والعناية به ممثلاً بإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، مؤملاً من هذا المجمع أن يزيد من فعالياته في الرد على تلك الهجمات الشرسة من أعداء الإسلام لا سيما الدفاع عن القرآن الكريم الذي يتعرض إلى تحريف من قبلهم بقصد تشويه صورة الإسلام في العالم، حتى تتحقق لهم أهدافهم الخبيثة.
واشار استاذ كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية بجامعة لندن إلى أن المؤسسات والجمعيات المختصة بالقرآن الكريم لها جهود مشكورة إلا أنها محدودة دون المطلوب في هذه الظروف الطارئة حديثاً، محذراً من أن الحديث عن القرآن الكريم دراسة وهجوماً متروك لغير المسلمين في الغرب، وجهد المسلمين في الدفاع عنه كتاب الله تعالى بسيط لا يذكر بالمقارنة بما يقوم به أعداء الإسلام من أعمال لتحريف ما جاء في القرآن الكريم وتشويه صورة الدين الحنيف.
وكرر الدكتور محمد عبدالحليم- مختتماً مداخلته- بتأكيده على أهمية القيام بدراسة كبيرة، وقال: وقد ترى وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية عقد «ورش عمل» للنظر في هذا، وعمل شيء مجد، والله ولي التوفيق.
الحملة الشرسة على الإسلام
أما الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة، فقال: منذ أن تنزل الوحي على خير الخلق محمد- صلى الله عليه وسلم- تصدت له فئة من الناس شككت فيه، وحاولت النيل منه، وصد الناس عن تشريعه، وهديه، إلا أن الله تعالى خذلهم، ورد مكرهم وكيدهم :{وّيّمًكٍرٍونّ وّيّمًكٍرٍ اللهٍ وّاللَّهٍ خّيًرٍ المّاكٌرٌينّ} .
* وقال صلى الله عليه وسلم :(تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي) الحديث.
واوضح الدكتور العوفي أن ما يتعرض له الإسلام اليوم من حملة شرسة ما هو إلا امتداد لحملات سابقة مغرضة مصيرها الفشل، ونظراً لما تمثله المملكة العربية السعودية من عمق للإسلام والمسلمين، حيث يوجد الحرمان الشريفان، وحيث يطبق شرع الله، ويحكم كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم-، وهي البلاد التي تقف دائماً إلى جانب المسلمين، ونصرة قضاياهم العادلة، تمدهم بالعون عند الشدائد والنكبات، وهي البلاد التي ينظر لها المسلمون نظرة احترام وتقدير، وهي عندهم النموذج الامثل للبلاد الآمنة المستقرة.
واضاف أنه نظراً لكل ذلك وغيره، كانت المملكة العربية السعودية الهدف الأساسي للإعلام الغربي، والامريكي المأجور، والهدف الأساسي للمغرضين والحاقدين لمحاولة النيل منها واتهامها زوراً وبهتاناً بتهم كاذبة وملفقة، لأن النيل من المملكة في نظر هؤلاء هو النيل من الإسلام، بل تجاوز الأمر إلى التشكيك في كتاب الله سبحانه وتعالى الذي قامت المملكة على هديه، وطبقت تعاليمه وعملت على تعليمه، ونشره في أنحاء العالم، أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، فقد جاءت نتائج هذه الحملات المسعورة عكسية، حيث زاد تمسك المسلمين بكتاب الله، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم-، بل وزاد عدد الداخلين في الإسلام من أبناء تلك البلاد التي تنطلق منها تلك الابواق المأجورة.
وأبان الدكتور العوفي أن المملكة العربية السعودية كم هي مسددة وموفقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني- حفظهم الله- عندما رعت، واعتنت بكتاب الله تعالى سواء بإقامة ذلك الصرح الشامخ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، أو بتعليم القرآن وعلومه، وكذا إنشاء اذاعة خاصة بالقرآن الكريم، واقامة مسابقات محلية ودولية في حفظ القرآن الكريم، اضافة إلى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، التي تنتشر حلقها ومدارسها في كل قرية وفي كل مدينة، وما صدر أخيراً من مجلس الوزراء الموقر من زيادة الدعم المادي للجمعيات، وفي صرف ريوع الأوقاف المتعلقة بتعليم كتاب الله على هذه الجمعيات، وفي تخفيض استهلاك الكهرباء والماء وغيرها من القرارات الصائبة إلا دليل على تمسك هذه البلاد بالقرآن الكريم، والعمل على نشره وتطبيقه.
حفظ القرآن دفاع عن المسلمين
أما الدكتور محمد بن سعود البشر أستاذ الإعلام المشارك بكلية الدعوة والإعلام بالرياض فلا يستغرب أن تطال الهجمة الإعلامية الغربية على الإسلام القيم والمبادئ التي ارتكز عليها وانطلق منها، واثارة الشبه حولها، وهي قيم مستوحاة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بل إن المستشرقين في نظرهم من يغذون مضامين الإعلام، ويؤازرون الإعلاميين موازرة.
ويضيف الدكتور البشر قائلاً: إن كتابات هولاء المستشرقين عمادها الهجوم المركز على كتاب المسلمين، القرآن العظيم، وعلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء المستشرقون درسوا أو أقاموا في بلاد المسلمين لهذا الغرض، ثم كتبوا المصنفات والدراسات العديدة التي اسهمت بشكل كبير في تشويه عقيدة المسلمين وعباداتهم، واخلاقهم، ومعاملاتهم، ثم جاءت الآلة الإعلامية الغربية لتقتات من موائدهم، وتكرس الصورة الذهنية المشوهة عن القرآن الكريم والسنة والسيرة، وعلماء المسلمين، والمجتمعات الإسلامية أفراداً وجماعات.
إنهم ينطلقون من معتقدات فاسدة تناصب المسلمين العداء، ولهذا جاءت سهامهم مركزة على القرآن الكريم، وكأنهم بذلك يعيدون ما بدأه كفار قريش عندما كان القرآن يتنزل في مكة، ولا عجب في ذلك فالكفر ملة واحدة.
لقد كان القرآن العظيم هدفا لكل الملل والنحل والمذاهب والعقائد التي تخالف المسلمين، لعلمهم أنه مصدر قوة المسلمين، وسبب ظهورهم ورفعتهم وعلو شأنهم.
واليوم يعيد التاريخ نفسه، فلا تزال حمم الحقد والكراهية للمسلمين وقرآنهم تقذف بها قلوب اليهود والنصارى، ولا تزال شبهاتهم حوله تترى لصد غير المسلمين عن نوره، وليردوهم عن دين الإسلام.
ولكن الله تعالى وعد- ووعده نافذ- بحفظ القرآن الكريم، وقرر حقيقة ستبقى إلى قيام الساعة :{إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ} ، ولقد هيأ الله سبحانه لهذا الحفظ أسباباً كثيرة، أكبرها واعظمها حفظه في الصدور، وإن من نعم الله على عباده أن يصطفيهم ليكونوا من أهل القرآن (الذين هم أهل الله وخاصته).
إنه في الوقت- والحديث ما زال للدكتور البشر- الذي يتعاظم فيه الكيد تجاه القرآن العظيم، يزداد تمسك المسلمين بكتاب ربهم، حفظاً وتلاوة وتدبراً وفهماً وتفسيراً، وإن ما نشاهده اليوم من عودة صادقة إلى هذا الكتاب العظيم هو خير شاهد على هذه الحقيقة، وإنه مما يسر المسلم أن يرى حلق تحفيظ القرآن ومدارسه تتكاثر في بلاد المسلمين، وذلك دليل خير عظيم، إذ هو العاصم من كيد الاعداء وشرورهم، بل السبيل إلى نجاتهم وسعادتهم.
إن حفظة الكتاب الذي يتخرجون من مدرسة القرآن هم حملة النور والضياء، وهم- بعون الله- خط الدفاع الأول ضد البغاة والمعتدين والمتطاولين على ميراث الأمة، بل هم حبل هؤلاء إلى السعادة إن هم أرادوها، والأمة محفوظة ما دام أبناؤنا يحملون القرآن في صدورهم.
وحفظ القرآن في الصدور شرف يسعى له الأفراد، كما الجماعات والدول، وفي المملكة العربية السعودية، مهبط الوحي، ومتنزل القرآن يلقى هذا الشرف الرفيع، والغاية النبيلة كل الرعاية والاهتمام من ولاة الأمر والمسؤولين، فها هو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف شاهد صادق، ومنارة اخلاص لكتاب الأمة، وها هي مدارس تحفيظ القرآن حلقه المبثوثة في المدارس والمساجد دلالة خير لهذه الأمة، ولا يزال ؟ سواد الحفظة لكتاب الله يكثر في كل مدينة وقرية في هذه البلاد.
إن ذلك كله مؤشر خير للأمة وهي تدافع سهام العدو ليصدها عن ثوابتها، وما دام كتاب الله يتلى فهو- بعونه تعالى- العاصم من فتن أهل الكفر والاهواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.