أعدت اللجنة العلمية لملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي السادس المقرر عقده في جوهانسبيرج، عاصمة جمهورية جنوب أفريقيا في السادس من شهر رجب القادم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان مجلس الوزراء، برنامجاً علمياً دعوياً مكثفاً يتضمن سلسلة من الندوات، والدورات التدريبية، والمحاضرات، والكلمات، وخطب الجمعة، إلى جانب تنظيم معرض خلال فترة انعقاد الملتقى. أفصح عن ذلك المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور محمد بن عبدالمحسن التركي، متناولاً في مستهل تصريحه الأهداف العامة والخاصة للملتقى، وقال: إن الأهداف العامة تتمثل في الإسهام في تبليغ رسالة الاسلام، وبيان محاسنه وآثاره، وتحقيق التمسك بالعقيدة الصحيحة، والاستقامة على صراط الله القويم، والاسهام في تحقيق الترابط بين المسلمين، وتعزيز مفهوم الجسد الواحد، وترسيخ معاني التعاون على البر والتقوى، وتنمية سبله بين الدعاة إلى الله، والارتقاء بالعمل الإسلامي من خلال التنظيم والتخطيط والتطوير. أما الأهداف الخاصة للملتقى، فقال الدكتور التركي: إنها تتجلى في التأكيد على أهمية التمسك بمنهاج الكتاب والسنة في الدعوة إلى الله، وتبيين أسسها العقدية والعلمية والعملية، والتعرف على واقع الدعوة الإسلامية في أفريقيا، والخصائص المؤثرة فيها، وبحث سبل تطويرها، والتغلب على معوقاتها، وتوثيق الصلة بين المؤسسات الإسلامية في أفريقيا، والتأكيد على أهمية التنسيق بينها، وابراز جهود المؤسسات الخيرية الدعوية العاملة في أفريقيا، والتعريف بها، واستشراف مستقبلها، وتوضيح موقف الاسلام من الارهاب، وأثر الدعوة في مكافحته. وأفاد الدكتور محمد التركي أن الموضوع العام للملتقى هو: «الدعوة الإسلامية في أفريقيا ومؤسساتها - الخصائص - الواقع - التطوير»، وقال: إنه تم تقسيم هذا الموضوع إلى خمسة محاور يتضمن كل محور عدة فروع، يقدم في كل فرع ورقة عمل، ففي المحور الأول «أسس الدعوة الإسلامية» ثلاثة فروع، الأسس العقدية، والأسس العملية، والأسس العلمية. والمحور الثاني «الخصائص المؤثرة في الدعوة في أفريقيا»، وفيه ثلاثة فروع، الفرع الأول «الخصائص التاريخية - العمق التاريخي»، والفرع الثاني الخصائص البيئية والبشرية «الجغرافيا، السكان، اللغات، القوميات، الأقليات، الاقتصاد، الصحة»، والفرع الثالث الخصائص الدينية والثقافية «الوثنية، التنصير، العلمانية، الفرق المنحرفة»، والمحور الثالث هو: «مستقبل الدعوة في أفريقيا وتطويره» وفيه ثلاثة فروع كذلك، الفرع الأول: التطوير الإداري والتنظيمي للمؤسسات الدعوية، الفرع الثاني: تطوير الوسائل الدعوية والتعليمية، والفرع الثالث: تطوير الطاقات البشرية. أما المحور الرابع المعنون ب«التنسيق والتعاون بين المؤسسات الإسلامية في أفريقيا» ففيه أيضاً ثلاثة فروع، الفرع الأول: أهميته وآثاره، والفرع الثاني: مجالاته، وأهمية التخصص له، والفرع الثالث: العقبات والحلول - استعراض بعض التجارب الناجحة لهم، والمحور الخامس والأخير فيتحدث عن «المؤسسات الخيرية الدعوية العاملة في أفريقيا»، من خلال استعراض بعض النماذج مثل: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، هيئة الاغاثة العالمية، مؤسسة الحرمين الخيرية، لجنة مسلمي أفريقيا، المنتدى الإسلامي، وغيرها. واستعرض الدكتور محمد التركي البرامج الدعوية والعلمية المصاحبة للملتقى قائلاً: إنها تتضمن عقد ثلاث ندوات، الأولى بعنوان: معوقات العمل الدعوي في أفريقيا وحلولها، وتتناول ثلاثة فروع، هي: «المعوقات الادارية والمالية»، و«المعوقات العلمية»، و«المعوقات البيئية». والندوة الثانية هي: «أثر الدعوة في مكافحة الارهاب»، وتتناول ثلاثة فروع هي: مدخل في تعريف مصطلح الارهاب، وبيان المصطلحات الشرعية في هذا الشأن، ومعالجة مشكلة الارهاب من خلال نصوص الكتاب والسنة، وبيان أن دعوة أهل السنة والجماعة وسط عدل خيار. وأما الندوة الثالثة، فهي بعنوان: «الافتاء»، وتتناول ثلاثة فروع أيضاً، وهي: «مدخل علمي في بيان أهمية الافتاء، وضوابطه، وآدابه»، و«خصائص الافتاء في أفريقيا، وأبرز العقبات التي تعترض سبيل تحققه»، و«جهود المنظمات والمؤسسات الإسلامية في رعاية شؤون الافتاء في أفريقيا، وتطويره» وسيقدم في كل هذه الموضوعات أوراق علمية تناقش من قبل المختصين المشاركين في الملتقى. وأوضح الدكتور التركي ان هناك دورتين تدريبيتين تعقدان على هامش الملتقى، الأولى بعنوان: «مهارات الاتصال»، والثانية بعنوان: «مهارات الادارة الدعوية الحديثة، واعداد الخطط والبرامج». واستطرد سعادة الدكتور محمد التركي قائلاً: ان المناشط الدعوية المصاحبة للملتقى تتضمن: إقامة خمس دورات شرعية في كل من: كيب تاون، وديربان، وجوهانسبرج «لينيسيا»، وبورت إليزبيث، ونيوكاسل، مشيراً إلى أن هذه الدورات تعقد بالتعاون مع بعض المراكز الإسلامية هناك خلال المدة من 13 - 17/7/1423ه الموافق 20 - 24/9/2002م، كما يتضمن البرنامج اقامة مناشط دعوية في مدينة جوهانسبرج وما حولها، تتضمن محاضرات عامة، وخطب جمعة، وكلمات وعظية، وندوات، ودورات مصغرة، ونحو ذلك. وقال: إنه سيتم توزيع مكتبات على ثلاثة مستويات على النحو الآتي: مكتبة المؤسسات والمراكز الإسلامية، وهي مكتبة علمية قيمة، مخصصة للمؤسسات الكبرى والمراكز الإسلامية المتميزة، ومكتبة الداعية: وهي مكتبة علمية خاصة بالدعاة، ومكتبة الأسرة: وهي مكتبة مصغرة مخصصة للأسر، وهي على ثلاثة أنواع: «مكتبة الأسرة باللغة العربية، ومكتبة الأسرة باللغة الانجليزية، ومكتبة الأسرة باللغة الفرنسية»، موضحاً أنه سيتم كذلك توزيع مكتبات علمية حاسوبية على أقراص مدمجة «C.D» تشتمل على أمهات الكتب العالمية. وعن المعرض المصاحب للملتقى، قال الدكتور محمد التركي: إنه معرض دعوي للتعريف بالاسلام، وايضاح جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وابراز منجزات الوزارة في ذلك، وللتعريف ببعض المؤسسات الدعوية، وعرض لبعض وسائلها في الدعوة، موضحاً أن المعرض يشتمل على أربعة أقسام رئيسية، هي: جناح الحرمين الشريفين، ويضم هذا القسم: مجسمين كبيرين للحرمين الشريفين بتوسعتهما الحالية، وصوراً متعددة كبيرة وصغيرة ومضاءة للحرمين الشريفين، وجهاز عرض يتحدث عن جهود المملكة في خدمة زائريهما ومعلومات تفصيلية عنهما وعن التوسعات التي أجريت لهما، ونحو ذلك من معلومات تهم الزائرين وتبرز دور المملكة في هذا الجانب، وقطعة كبيرة من كسوة الكعبة تعلق على السقف بشكل محدد إلى الأسفل، بطريقة جذابة تستأثر باهتمام الزائرين، وركن يجلس فيه أحد العاملين في مصنع الكسوة ليقوم بعملية النسج والتطريز أمام الزائرين، كما يتضمن أيضاً جهاز عرض كبير تعرض من خلاله المراحل التي تمر بها صناعة الكسوة، والمواد المستخدمة في الكساء، ويوجد في هذا القسم أيضاً مجسم لمسجد قباء، ومسجد نمرة في عرفات. أما القسم الثاني، فهو جناح الوزارة، ويقول الدكتور محمد التركي: ان جناح الوزارة خصص لابراز جهود الوزارة وانجازاتها سواء في الداخل أم في الخارج، ويضم هذا الجناح: مجسمات، وصورا، ورسوما بيانية، واحصاءات رقمية، توضح انجازات الوزارة في الشؤون الإسلامية، والأوقاف، والمساجد والدعوة، والمطبوعات، واصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وتراجم معاني القرآن الكريم باللغات والأحجام المختلفة، والأشرطة المرتلة للقرآن الكريم، واصدارات الوزارة من الكتب الشرعية، والأشرطة السمعية المتنوعة، وجهاز عرض كبير تعرض من خلاله مراحل طباعة المصحف الشريف، والكميات التي طبعت منه، وتم توزيعها في أنحاء العالم، وبعض الأفلام الوثائقية المناسبة عن مناشط الوزارة، وعن جهود المملكة عموماً في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن المجسمات التي ستعرض في جناح الوزارة مجسمات لبعض المراكز الإسلامية في الخارج مثل مركز: خادم الحرمين الشريفين في بيونس آيرس، والمركز الإسلامي في أدنبرة، والمركز الإسلامي في جبل طارق، والمركز الإسلامي في كراكاسفنزويلا، وصور للمراكز والمساجد التي تحت اشراف الوزارة في الداخل والخارج. واسترسل رئيس اللجنة العلمية للملتقى قائلاً: أما القسم الثالث في المعرض، فيضم الجناح الخاص بالمؤسسات الخيرية العالمية للشباب الإسلامي، ومؤسسة الحرمين الخيرية، وادارة المساجد والمشاريع الخيرية، والمنتدى الإسلامي، ولجنة مسلمي أفريقيا. وتقوم هذه المؤسسات بعرض نماذج من أعمالها وبيان لانجازاتها، أما القسم الرابع في المعرض فيختص بجناح الاهداء والتوزيع: ويتم فيه توزيع ما أعد للإهداء من اصدارات المجمع، والكتيبات والشرائط المتوافرة، وغير ذلك مما يخصص للتوزيع.