يتساءل عدد متزايد من الاصوات حتى داخل الفريق الجمهوري في الولاياتالمتحدة حول ضرورة وصوابية تدخل عسكري ضد العراق مما يعقد مهمة الرئيس جورج بوش الذي يواجه اصلاً تحفظات العديد من حلفائه في الخارج. وقد جاء الاحتجاج الاحد من فريق الادارة التي كان يترأسها جورج بوش الاب في الوقت الذي كرر فيه المستشار الالماني غيرهارد شرودر معارضته لشن عملية عسكرية ضد العراق. ورد احد مستشاري الاتصالات في البيت الابيض دان بارتليت على هذه الانتقادات بقوله ان الرئيس بوش لم يتخذ بعد اي قرار بشأن تدخل وصفه ب«القضية النبيلة». وقال لشبكة التلفزة آي.بي.سي، «اذا قرر (بوش) اطلاق عملية عسكرية مهما كانت فانه سيفعل ذلك بطريقة مسؤولة وحكيمة». الا ان عدداً متزايداً من الجمهوريين ممن كانوا في مراكز رئيسية في عهد والد الرئيس الحالي يطالبون بتوضيحات في هذا الصدد. واعتبر لورانس ايغلبيرغر وزير الخارجية الاخير في عهد الرئيس جورج بوش الاب ان التوقيت لمهاجمة بغداد اختير بشكل سيىء. وقال لمحطة فوكس التلفزيونية: «لا اعتقد ان ذلك مبرر الا اذا اثبت الرئيس لنا جميعاً ان الرئيس العراقي صدام حسين مستعد لاستخدام اسلحة نووية وبيولوجية او كيميائية»، وتساءل: «عاجلا ام آجلا علينا فعل شيء ما بشأن صدام حسين لكن لماذا الآن؟». حتى ان القائد الاميركي السابق لعملية عاصفة الصحراء ضد العراق عام 1991 الجنرال نورمان شوارزكوف عبر الاحد عن تحفظات حيال فرص نجاح تدخل اميركي في العراق لا يحظى بتدخل دولي. وقال الجنرال المتقاعد في حديث الى شبكة التلفزيون إن.بي.سي.: ان «هذه المعركة لن تكون سهلة، اعتقد اننا سنتمكن منهم ولكن المعركة ستكون مضمونة النتائج اكثر اذا لم يكن علينا ان نخوضها منفردين». ورأى ان «هذه المشكلة ذات ابعاد عالمية ولا اعتقد انه من المناسب ان نواجهها عسكرياً وحدنا». وانضم الى ذلك صوت عسكري اميركي آخر هو القائد الاعلى السابق لقوات حلف شمال الاطلسي الجنرال ويسلي كلارك الذي رأى ان الدعم الاوروبي لتدخل عسكري اميركي ضد العراق امر «اساسي». وقال هذا الضابط المتقاعد الذي قاد حرب حلف شمال الاطلسي ضد يوغوسلافيا في عهد سلوبودان ميلوشيفيتش عام 1999 لشبكة سي.إن.إن، «ان الدعم الاوروبي اساسي على الاطلاق لنجاح مثل هذه العملية على المدى البعيد»، مضيفا: «ان الامرلا يتعلق فقط باسقاط نظام (الرئيس العراقي) صدام» حسين. واعتبر الجنرال كلارك ايضا أن عملاً عسكرياً اميركياً احادي الجانب ضد العراق «من دون مساندة دول عربية كالمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول في الشرق الاوسط، قد يؤدي الى تفاقم المسألة وعلى المدى البعيد الى اثارة الارهاب». الى ذلك اعتبر هنري كيسنجر وزير الخارجية السابق في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون ان «الرئيس لم يتوافر لديه بعد الاطار السياسي» للقيام بتدخل، واضاف لشبكة إن.بي.سي: «لكن ذلك يجب ان يكون المرحلة المقبلة». من جهته اعتبر السناتور الجمهوري ديك لوغار العضو في لجنة الشؤون الخارجيةان «التحالفات لا تتشكل صدفة (...) بل لاننا نعبر عن مواقفنا بوضوح». ودعا ايضاً الرئيس بوش الى فعل ذلك فيما يتعلق بروسيا بعد الاعلان السبت عن توقيع اتفاق تعاون اقتصادي بقيمة 40 مليار دولار بين موسكووبغداد. وقال: «لم نحصل في هذه المرحلة على دعم الحلفاء، ولم نقدر كلفة (مثل هذا التدخل) ولست متأكدا بأننا نحظى بدعم اوساط الاستخبارات التي نحن بحاجة اليها». كذلك تعالت التساؤلات حول ضرورة شن هجوم على العراق في الايام الاخيرة من قبل برلمانيين جمهوريين يتمتعون بوزن سياسي مثل تشاك هاغل او ديك ارميومن قبل مسؤولين سابقين مثل برنت سكوكروفت المستشار السابق للامن القومي في عهدي الرئيسين جيرالد فورد وبوش الاب. اما على الصعيد الدولي فقد تزايدت المعارضة للخطط الامريكية، وكرر المستشار الالماني غيرهارد شرودر كرر تأكيد معارضته الحازمة في هذا الخصوص، وقال: «لا يسعني الا ان انصح بعدم فتح بؤرة ازمة جديدة (في المنطقة) مع تدخل عسكري» في العراق. وبدورهما عبرت ايران والبحرين، التي تستضيف الاسطول الاميركي الخامس، الاحد عن معارضتهما المشتركة لاي هجوم اميركي على العراق.