واشنطن، كروفورد تكساس - أ ف ب، رويترز - اعترف مسؤول أميركي بأن إدارة الرئيس جورج بوش تلقت معلومات تفيد أن جماعة "أنصار الإسلام" في شمال العراق ربما اختبرت مادة "الريسين" السامة. وكشفت شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الأميركية في وقت متقدم ليل الاثنين أن بوش امتنع عن التدخل ضد تلك الجماعة التي يعتقد أنها تقتدي بتنظيم "القاعدة" واتهمت بتدبير تفجيرات في كردستان العراق خلال الشهور القليلة الماضية. وأكد المسؤول الأميركي لوكالة "فرانس برس" أن التجارب على مادة "الريسين" أجريت، خصوصاً "على طيور وعلى شخص على الأقل" قد يكون قضى بحسب مصدر غير مؤكد. وأشار إلى أن "أنصار الإسلام" نفذت تلك التجارب في الأشهر الأخيرة في إحدى المناطق الخارجة عن سلطة الرئيس صدام حسين، وأن أي عنصر لا يثبت أن الرئيس العراقي كان على علم بهذه النشاطات. وبثت "ايه بي سي" ان المسؤولين الأميركيين اعتبروا أن تلك التجارب ليست ذات شأن، ولا تستحق المخاطرة بحياة أميركيين لوضع حد لها، وإثارة موجة من الاستنكار ضد تدخل عسكري على الأراضي العراقية. ولم يعلق البنتاغون على هذه المعلومات. ولفت المسؤول الأميركي إلى وجود علاقات بين "القاعدة" و"أنصار الإسلام"، لكنه أكد أن "طبيعة هذه العلاقات ومستواها ليسا واضحين". يذكر أن "الريسين" مادة سامة مستخرجة من خلاصة حبة الخروع، تمنع الجسم من جمع البروتينات وانتاجها. اعتراف أميركي في الوقت ذاته، قلل البيت الأبيض من تكهنات في شأن "مجلس حرب" يعقده بوش اليوم في مزرعته في كروفورد، بحضور نائبه ديك تشيني ومستشارته لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس ورئيس أركان الجيوش الأميركية ريتشارد مايرز. وأكد أن طابع الاجتماع "شامل" وسيركز على درس السياسة الدفاعية للولايات المتحدة والموازنة. لكن الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر أكد أن بوش ما زال ملتزماً إطاحة الرئيس صدام حسين. وأضاف: "الوقت ليس في مصلحتنا". وذكر أن العراق ليس على جدول الأعمال في اجتماع كروفورد، ولكن "هل يمكنني أن أضمن لكم أن كلمة العراق لن تذكر أبداً؟ بالطبع لا، لكن هدف الاجتماع أكبر من ذلك. والرئيس يبعث بإشارة واحدة واضحة مفادها أن الوقت ليس في مصلحتنا. صدام عندما ترِك بلا ضابط أظهر رغبة في استخدام الأسلحة، بما فيها أسلحة الدمار الشامل، وتغيير هذا النظام هو السياسة المعلنة لكل من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في بلادنا، وبوش ملتزم بذلك". عقدة برلين إلى ذلك، سعت الولاياتالمتحدة إلى التقليل من شأن الخلافات مع المانيا حول التدخل العسكري المحتمل في العراق والذي يعارضه المستشار الألماني غيرهارد شرودر. وأكدت الخارجية الأميركية أن السفير الأميركي في برلين دانييل كواتس التقى الأسبوع الماضي بعض المحيطين بالمستشار، في إطار مشاورات "عادية". وأوضح الناطق المساعد باسم الوزارة فيليب ريكر ان "هذه الاجتماعات جزء من المحادثات التي نجريها مع أصدقائنا وحلفائنا الألمان، أما بالنسبة إلى معرفة هل مسألة العراق بحثت، فأنا لا أعلم". ونفى مسؤول آخر في وزارة الخارجية أن يكون السفير تلقى أمراً من واشنطن للاحتجاج على تصريحات لشرودر الذي جدد تأكيده معارضته أي تدخل عسكري ضد العراق. "لا تواطؤ" وفي سياق آخر، نفى ريكر المعلومات الصحافية التي أشارت إلى تقديم أميركا مساعدة كبيرة للعراق خلال حربه مع إيران 1980-1988. وأشار إلى أن "المعلومات التي تحدثت عن أن الولاياتالمتحدة كانت متواطئة في استعمال العراق أسلحة كيماوية لا أساس لها". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أفادت الأحد ان واشنطن قدمت إلى بغداد مساعدة فنية كبيرة خلال الحرب، على رغم علمها أن العراق قد يلجأ إلى استخدام الغاز في المعارك.