واشنطن - "الحياة"، أ ف ب - اعتبر القائد السابق لحلف الأطلسي الجنرال الأميركي ويسلي كلارك أن الدعم الأوروبي لتدخل الولاياتالمتحدة عسكرياً ضد العراق، أمر "أساسي"، لافتاً إلى ضرورة تدخل قوات برية. وأكد مسؤولون في البنتاغون تواصل الحشد اللوجستي لمعدات وأسلحة في الشرق الاوسط استعداداً لحرب محتملة ضد العراق، ولتوجيه رسالة تحذير الى الضباط العراقيين المسؤولين عن أسلحة الدمار الشامل من عواقب استخدامها. وكان مستشار البيت الأبيض دان بارتلت أكد أن الرئيس جورج بوش "لم يطلب دعماً لأنه لم يتخذ قراراً بعد، لكن هناك عديدين مستعدون لمساندة هذه القضية العادلة". وصرح إلى شبكة "اي بي سي" ليل الأحد بأن بوش "إذا قرر عملية عسكرية سيفعل ذلك بطريقة حكيمة". كما نقلت الشبكة عن المسؤول في البنتاغون ريتشارد بيرل ان "الحلفاء الأوروبيين ليسوا معنيين بهذه المسألة، باستثناء بريطانيا، واعتقد أنها الحليف الوحيد المهم الذي سيقف معنا". واستدرك أن "الأوروبيين الآخرين يفضلون أن يروا المسألة بطريقة أخرى، إذ يفضلون ابرام اتفاقات مع صدام أو شراءه". ووسط اتساع الجدل في الولاياتالمتحدة، حتى داخل الفريق الجمهوري حول ضرورة الهجوم على العراق وصواب الخيار العسكري، اعتبر وزير الخارجية الأميركي السابق لورانس ايغلبيرغر أن التوقيت "سيئ" لهذه الحملة. وقال: "لا اراها مبررة إلاّ إذا أثبت الرئيس بوش لنا جميعاً أن الرئيس صدام حسين مستعد لاستخدام أسلحة نووية وجرثومية أو كيماوية". ورأى الجنرال كلارك ان عملاً عسكرياً أميركياً ضد العراق "من دون مساندة دول عربية كالسعودية، قد يؤدي إلى تفاقم المسألة، وإثارة الإرهاب على المدى البعيد". وفيما اعتبر وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر ان بوش "لم يتوفر لديه بعد الإطار السياسي" للتدخل العسكري، قال السيناتور الجمهوري ديك لوغار عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس إن "التحالفات لا تتشكل مصادفة، بل لأننا نعبر عن مواقفنا بوضوح". وحض بوش على فعل ذلك مع روسيا، بعدما أعِلن السبت عن توقيع وشيك لاتفاق اقتصادي عراقي - روسي قيمته أربعون بليون دولار. وتابع لوغار: "لم نحصل حتى الآن على دعم الحلفاء، ولم نقدر كلفة التدخل العسكري، وليس أكيداً اننا نحظى بدعم أوساط الاستخبارات التي نحتاجها". إلى ذلك، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان البنتاغون شرع بارسال اسلحة ومعدات اخرى الى الشرق الأوسط، في أول مؤشرات محسوسة الى حشد لوجستي سيشكل جزءاً حاسماً من المستلزمات العسكرية اذا قرر بوش مهاجمة الرئيس صدام حسين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين اميركيين ان البنتاغون استأجر سفينتي شحن ضخمتين لنقل عربات مصفحة ومروحيات وغيرها من المعدات العسكرية، كما استأجر ثماني سفن شحن اخرى قادرة على نقل ذخيرة ودبابات وسيارات اسعاف. وستتمركز المجموعة الاخيرة من السفن في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. واضافت "نيويورك تايمز" ان سلاح الجو الاميركي يخزن أسلحة وذخائر وقطع غيار، ضمنها محركات طائرات، في مستودعات في منطقة الخليج وفي الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون عسكريون ان ترسانة سلاح الجو والبحرية من الاسلحة الموجهة بدقة التي اثبتت فاعليتها المدمرة في افغانستان، ستكون اُستكملت بحلول الخريف. ولفتت الصحيفة إلى أنه على رغم كون بعض التحركات الجارية يأتي استجابة لأوامر صدرت قبل شهور أو حتى سنوات، فانها تلمح الى ان المسؤولين عن تسليح القوات الأميركية في زمن الحرب شرعوا بتخطيط جدي. وأفادت أن المسؤولين في البنتاغون الذين وضعوا الخطط اللوجستية، لمحوا ايضاً الى ان "نقاشاً علنياً حول تعزيز الترسانة الاميركية في مواجهة صدام يلائم استراتيجية اعلامية بدأت تظهر وتهدف الى إثارة اعصاب العراق قبل قتال محتمل واضعافه في حال نشوب حرب، بالاضافة الى اعادة تطمين حلفاء فزعين في المنطقة". وأوضح هؤلاء المسؤولون أن نقل الأسلحة والمعدات يهدف ايضاً الى اقناع الضباط العراقيين وقواتهم "خصوصاً العراقيين المسؤولين عن أسلحة الدمار الشامل والصواريخ والمدفعية المصممة لايصالها" بأن الاميركيين سينتصرون. ويأمل المخططون العسكريون الاميركيون بأن يمتنع الضباط العراقيون عن استخدام هذه الاسلحة "عندما يقدّرون العقاب الذي ينتظرهم اذا اطلقوها بالنيابة عن حكومة منهارة". وأشارت الصحيفة الى ان الخطط لوضع معدات عسكرية اميركية في منطقة الخليج بدأت بعد شهرين فقط على انتهاء حرب الخليج في 1991، وفي المنطقة الآن معدات تكفي لتسليح فرقتين مدرعتين. ويمكن نقل هاتين الفرقتين اللتين تضمان 90 الف جندي عن طريق الجو لتكونا جاهزتين للتحرك خلال 96 ساعة. وخزنت المعدات في 37 مستودعاً في الكويت وقطر، مساحة كل منها 60 ألف قدم مربعة. وستتولى احدى سفينتي الشحن الضخمتين اللتين استأجرهما البنتاغون، نقل عربات مصفحة من اوروبا والولاياتالمتحدة الى منطقة الخليج، فيما ستتولى السفينة الأخرى نقل عربات مصفحة ومروحيات وذخيرة الى احد موانئ البحر الأحمر، استعداداً لمناورات عسكرية هذه السنة. في ولينغتن، أعلنت هيلين كلارك رئيسة الحكومة العمالية في نيوزيلندا امس انها لن تدعم او تشارك في عمل عسكري بقيادة الولاياتالمتحدة ضد العراق، مشددة على ان خطوة كهذه ينبغي ان تتولاها الاممالمتحدة. وقالت: "نفضل التعامل مع القضية العراقية في صورة متعددة الأطراف عبر الأممالمتحدة، بدلاً من التحرك في شكل احادي عبر مجموعة صغيرة في المنظمة الدولية". ومعروف أن وحدة صغيرة من قوات الكوماندوس النيوزيلندية تشارك في العمليات العسكرية ضد الارهاب في أفغانستان.