* يبدو ان الفنان عادل امام لم يدرك بعد ان جمهور الثمانينات والتسعينات لم يعد نفسه في الالفية الجديدة، ويبدو كذلك انه لم يستوعب بعد ان افلامه الماضية لم تلق نجاحا كبيرا كما في الماضي. * فهو لا يزال يصر ان يكون البطل.. المغامر، المتمرد.. الساخر.. المتعالي على الجميع.. بالرغم من تقدمه الواضح في السن واتضح ذلك جليا في فيلمه الاخير «امير الظلام» الذي كان لي فيه موعد مع السخف والتهريج والاستخفاف بعقلية المشاهد. * فهو يمثل دور الضابط الذي فقد بصره في فترة الحرب ويعيش مع مجموعة من المكفوفين في دار رعايتهم ويحاول ان يطرح فكرة اهمال المجتمع لهذه الشريحة وعدم اهتمامه بمشاعرهم واحاسيسهم وقسوة ادارة الدار عليهم وممارسة العنف ضدهم. * وهي كفكرة جيدة ولكن الطريقة التي تم التعبير عنها بالفيلم لا ينقصها سوى الاطفال او المهووسين في شخصية عادل امام حد الجنون. والا فكيف بضرير ان يتحسس ويقتل ثلاثة من الارهابيين المدربين، المسلحين بأحدث الاسلحة وذلك اثناء هجومهم على دار المكفوفين والادهى والامر انه لم يكتف بذلك فحسب بل اصر وبسطحية ان يقوم بالتحليق في طائرة صغيرة دون ان يلحقه اي اذى كبير وبهذا اثبت حقا ان اسطورة عادل امام على وشك الانتهاء. ناهيك عن تمسكه بشخصيته التي يعامل الجميع فيها بفوقية، بالاضافة الى عدم مواكبته لعالم الكوميديا الساخر الحديث فبانت تعليقاته «دقة قديمة» لم تكن الا محاولات بائسة لرجل مسن يريد ان يعيد امجاده الماضية. حقيقة بهذا الاسلوب الفني الهزيل.. سيفقد عادل امام عشاقه الحقيقيين فهل يعي ذلك؟.